عندما كنا صغار تربينا في ظل جبلا من الأوامر والنواهي بعضها ماانزل الله به من سلطان !! فأنا كطفلة ليس من حقي التعبير عن رايئ بمايحدث حولي ! بل ليس من حقي ان اشكوا اخي الذكر لوالدي رحمه الله فأنا انثى !! وهو وذكر !! وليس الذكر كلانثى في مجتمعنا المحافظ !!تربينا على غض البصر وخفض الصوت !!لم ارفع بصري إلا ذات يوم عندما سمعت ان والدي رحمه الله اشترى ساعة صليب !!! دفعني الفضول وتغلبت على خوفي ورهبتي !! ونظرت لتلك الساعة التي كان اغلب رجال القرية يلبسونها ويتباهون بها !! كانت القصص التي نسمعها انا وخواتي الصغار جميعها عن الذئاب البشرية والوحوش !! تذكرت انني رفعت بصري للمرة الثانية !عندما خرجت مع والدتي للسوق كنت ابحث عن الذئاب والوحوش البشرية !! لكني لم ارى إلا بشرا اشد حياءا من النساء !!!؟؟ سألت نفسي لماذا ننام بأمان !!ونتسوق بأمان!! ونسافر بامان !! وفجئه رئيت رجلا فاضلا يدعوا الى غض البصر والخوف من الله !! اخذا يجهر بصوته ويذكر من حوله بغض البصر ومراقبة الله !! نظرت اليه فوجدته سمحا يكسوه مرهم الحياء !!كان مهابا من الجميع رغم تواضعه وسماحة وجهه!! غاضا بصره يتحدث بحديثا مقربا ومحببا للنفوس !! تعلق قلبي الصغير بحديث هذا الرجل وهيبته !! لا يا امي هؤلاء الاسود قريبين للنفس وللروح مهابين من الجميع اسودا تدعوا للخير وتنهى عن الشر !! لا ياامي ليسوا هم !!فأين هم الذئاب البشرية !! مرت الايام وكبرت وكبر معي شغفي لمعرفة الاجابة !! وفي يوما من الايام ذهبت الى مجمعا في مدينتي رغم خوفي من الفساد المنتشر !!من معاكسات وسرقات !! وغيرها الكثير !!ذهبت فصدمت بالذكر قد نفش ريشه وتحول الى طاووس يجول ويصول يتحرش ويعاكس من ذهب عنهن الحياء !! وياارض انهدي ......!!تعجبت من سرعة التحول بين الماضي والحاضر !! واسقاط الحياء من روح الحاضر وكانه معاقب !!نظرت خلفي على صوت رجلا بجانبه شرطي!؟ وكأنه حرامي !! يدعوا بصوت منخفض بغض البصر والخوف من الله !! ياللهي هذا الصوت اعرفه !! اتذكره جيدا !! اللهي ماذا يحدث !! الاية معكوسة !!؟؟ نعم معكوسة !! الشرطي يجب ان يلازم الوحوش البشرية ويسلمهم لرجل الامر !! ورجل الامر يجب ان يجهر بصوت الحق عاليا ليسمعة القاصي والداني ليغرد في سماء الوطن ليعلي اهم الشعائر الدينية التي تحافظ بعد الله على ترابط المجتمع وامنه واستقراره !! لماذا ياامي انكسر الامر!! وخفت صوته !!؟؟ لماذا علت اصوات الوحوش البشرية وانتشروا! وكثر الظلم والفساد !!لماذا ياامي ذهب الحياء عن اغلب النساء !!لماذا ترك ابنائنا ورجالنا غض البصر !! لماذا ينسحب رجال النور والامر رغما عنهم وهم منكسرون من اماكن الفتن !! لماذا ياامي !!؟؟ لماذا كثرت الاسئلة في عصر المعرفة والعلم !!وسجنت الاجابات!! بينما لم اعرف إلا سؤالا واحدا في عصر الجهل وقلة المعرفة !!وليتنى لم ارى الاجابة !!؟؟ رجعت الى البيت وفي طريقي وجدت اطفالا كالزهوريقفون عند الاشارات يتوسلون الى اصحاب السيارات بهيئة غريبة !! نعم غريبة فاولاد الفقراء ليسوا بهذه الهيئة !! لانه وبكل بساطة لايوجد بيننا فقراء بمعنى الكلمة بل(مستوري الحال )نظرت اليهم مرة اخرى فوجدت بجانبهم سيدات بل بالعامية (امهاتهم )يصدرون اليهم الاوامر بالتنقل من اشارة الى اخرى !! ومن محطة الى اخرى!! ومن سوق الى سوق !! في منظر مكشوف يعرفه الصغير والكبير !! فنحن في بلد الخير!! بل في بلد المليون جمعية خيرية !! ..بلد الضمان الاجتماعي!! .. بلد المساعدات الانسانية !! من ولاة الامر ورجال البلد الاوفياء .. فلماذا يعرضن هؤلاء النسوة اولادهن للذل والمهانة !!! التي سوف تلازمهم مدى الحياة !! هل لاجل الدنيا وكسب المال !! بيئس عبد الدرهم والدينار !! لماذا ياامي نعرض اطفالنا للشارع للاغتصاب والحوادث !!هل لاجل المال !؟هل فقدنا عقولنا !! تذكرت كلام والدي رحمه الله يابنتي الزمن ماتغير !! الناس هم اللي تغيروا !! نعم ياوالدي الزمن مثل ماهو !! الناس هم اللي تغيروا!! توسعت مذاهبهم !!وزادت اطماعهم !! وكثر ظلمهم وتجبرهم !! نعم ياامي عرفت جميع الاجابات!! إلا سؤالا واحد لم اعرف اجابته !لماذا انكسر الامر ؟؟؟؟ دخلت الى شقتي المتواضعه فادرت التلفاز ولفت نظري خبر عاجل مفاده قرارت الملك عبدالله حفظه لشعبه الكريم ومن هذه القرارت (دعمة لهيئة الامر وتشديده على اهمية دورهم ودعمهم ماديا ومعنويا وتأكيده على عدم النيل منهم والتعرض لهم وللعلماء ) بعدها تأكد لي انه لا اجابة لسؤالي ؟ لانه لا يوجد في ارض الطهر والسلام من يساهم ويساعد في انكسار الامروحكامنا هم من اوجدوهم ومعهم قلبا وقالبا .. فحمدت المولى عزوجل على نعمه وفضله ودعوت المولى ان يحفظ لنا ملك القلوب وراعي السلام خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله حفظه الله ..نظرت لوالدتي فوجدتها رافعه يداها تدعوا الله للملك عبدالله بطول العمر وللوطن بالامن والسلام ..بعدها غفوت بأمان .. بقلم بدرية الصالحي