أصدرت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بياناً في 1/4/1432ه تضمن ا لتأكيد على بعض الأصول والتحذير من أمور تسبب الفتنة والتفرق. وباستعراض هذا البيان نلحظ أنه تضمن أموراً من أهمها ما يلي: 1-التأكيد على واجب العلماء في البيان وإيضاح الحكم الشرعي للناس بحسب ما تقتضيه النصوص الشرعية والمصالح المرعية للناس لا بحسب ما يريده أصحاب الأهواء الرديئة والعقول القاصرة . 2-التذكير بما أنعم الله تعالى به على المملكة العربية السعودية من اجتماع الكلمة ووحدة الصف على الكتاب والسنة ووجود البيعة الشرعية لقيادة هذا البلد مما يعني الالتزام بمقتضيات هذه البيعة ومطالبها. 3-تعظيم الأمر بلزوم الجماعة والتحذير من الفرقة كما قال الله تعالى(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) وذلك لما في الاجتماع من تحقيق المصالح العظمى ودرء المفاسد الأخرى . وقد تضمن البيان نصوصاً شرعية في التحذير من نبذ طاعة ولي الأمر أو الخروج عليه وأن من فعل ذلك فقد شا به أهل الجاهلية واستحق المقاتلة . كما حذر البيان من التيارات الوافدة والأحزاب المغايرة والارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة ، وذلك لما تسببه من تشتيت الشمل، وتفريق الصف ، وإفساد القلوب وإيقاع في مشابهة أهل الشرك كما قال تعالى : ( منيبين إليه واتقوه وويل للمشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) 4-الإشارة إلى مكانة المملكة العربية السعودية كونها قبلة المسلمين وبلاد الحرمين، والتأكيد على هويتها الإسلامية مع الأخذ بأسباب التطور المباحة وبعدها عن الأفكار الوافدة من الشرق و الغرب التي تناقض هذه الهوية أو تفرق الجماعة. 5-التأكيد على مبدأ النصيحة وعلو مقامها من الدين وأنها لأئمة المسلمين وعامتهم وهي داخلة في الإصلاح الذي يقتضيه الواقع من عدم الكمال ووجود الأخطاء . وأكد البيان على سلوك الأسلوب الشرعي في النصيحة وحذر في هذا الشأن مما يلي : - اختلاق العيوب وإشاعتها . - إصدار البيانات المشتملة على التهويل وإثارة الفتن. - المظاهرات والأساليب والوسائل التي تثير الفتن وتفرق الجماعة . 6-أكد البيان على أهمية قيام جميع الجهات بواجبها ومحاسبة كل مقصر . ولا شك في أهمية ذلك لما فيه من ترسيخ قيم العدالة وقطع قالة السوء وإشاعة الألفة والقيام بواجب أداء الأمانة التي حملها ولي الأمر أصحاب المسؤوليات. وأحب أن أؤكد في نهاية هذه القراءة وهذه الوقفات مع بيان الهيئة إلى ما يتعلق بالمظاهرات في بلادنا بعيداً عن السجال مع المخالف في حكمها إلى أن النظر في فقه المآلات، والتبصر في الواقع، ومراعاة الخصوصيات واستحضار مواقف المتربصين والحاقدين والمندسين كل ذلك وغيره يقضي بمنع المظاهرات والإنكار على من نادى بها أو سوغها في بلادنا التي ترفع راية الكتاب والسنة والتحاكم إلى الشريعة الإسلامية لما في هذه المظاهرات من فتح أبواب للشرور والمفاسد والفتن والفرقة وظهور لأصوات أهل الأهواء والفساد. والعاقل يربأ بنفسه أن يكون حطباً توقد بها الفتن أو دمية تحركها أيدى الأعداء المتربصين الذين يستغلون سذاجة بعض الناس وحماستهم وعواطفهم بدفعهم لإصلاح أخطاء بأساليب تحمل في مآلاتها من الأضرار والمفاسد أضعاف ما هو موجود من القصور والأخطاء . حفظ الله بلادنا ، وأدام أمننا وإيماننا ، ووفق ولاة أمرنا لكل خير . كتبه أ.د/ سليمان بن صالح الغصن الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية