يلجأ الكثير من أصحاب الحقوق المسلوبة والقرارات التعسفية إلى رفع الراية البيضاء مكتفين بترديد عبارة ( الشكوى لغير الله مذله ), كثير من الناس لا يملك ثقافة التقدم بدعوى وشكوى على كل من تجاوز النظام سواء كان ذلك التجاوز في مقر عمله أو تجاوز واضح في أي إدارة كانت فالتقصير والتعسف والتعدي أمر مخالف للقوانين والأنظمة لا يحمي مرتكبه أبدا وتكون المعضلة حين نسمع البعض يردد أنه لن يجد أذن صاغية حين تقدمه بشكوى ما مع امتلاكه للدليل الدامغ على صحة الدعوة التي تقدم بها وهنا أجدني أختلف مع مرددي هذه العبارات حيث أوضح تقرير أخير لديوان المظالم أنه أبطل قرارات كثيرة تعسفية صدرت من بعض الإدارات تنوعت من إعادة موظفين إلى عملهم بعد فصلهم إلى الكثير من القضايا التي نقض فيها الديوان أحكام ظالمة وأعاد الحق لأهله وهذا دليل جلي على وجود قضاء ينتصر للمواطن حين يتقدم ويُثبت دعوته بالأدلة والبراهين وفي سياق هذا الموضوع حري بنا أن نتطرق إلى أمر واقعي ومشاهد وهو تسلط البعض ممن تسلموا زمام الإدارة وجعلوا من كرسي المدير سيفاً للتعدي على من تحت إدارتهم من الموظفين وعلى المراجعين ضاربين بالأنظمة عرض الحائط وما علموا أنهم في خدمة المواطن وليس لهم الحق في التعدي على الأنظمة والقوانين التي لا ترضى حتى بأن يرفع المسؤول صوته على أحد صغار الموظفين أو حتى على من يأتيه بالشاي والقهوة. أزعم أنه لو علم ذاك الموظف بحقوقه وما له وما عليه لما تعدى عليه مديره المباشر ولن يتم تكليفه بأعمال ليست من مهامه وينسحب هذا الأمر على كل مواطن فيجب عليه أن يعرف أنظمة الإدارة الحكومية التي يراجعها لكي لا يتم تأخير معاملته ويكون على علم بكل شاردة وواردة لأن هذا الأمر أقل مايجب أن يعلمه لكي لا يتم استغفاله ممن يريدون تعطيل مصالح المواطنين دون أدنى حس بالمسؤولية والرحمة. كتبه تركي الربعي