إن رغبة الاحتفال بالأحداث المهمة طبيعة إنسانية محببة لدى كثير من الناس .. فترى كثيراً منهم يحتفلون بأحداثهم العارضة , كتحقيق هدف معين, أو زوال شدة من الشدائد .. وعلى المستوى الأعم تمر العديد من بلدان العالم بيوم يتكرر في السنة له دلاله هامة في تاريخها.. وتختلف بهدفها عن الأعياد الدينية التي تختلف باختلاف العقائد وتتعدى مرحله الإقليم لتشمل معتقدات لها دلاله مرتبطة بصاحب المعتقد .. فقد أعطى الله سبحانه وتعالى لأمة محمد عيد الفطر وعيد الأضحى وتحتفل به كافة الأمة الإسلامية .. أما على مستوى الأقاليم فهناك من البلدان من تحتفل بيوم استقلالها وأخرى تحتفل بذكرى تحريرها ومنها من يحتفل بذكرى مولد زعيمها أو رئيسها , وتجد معايير الفرح والسرور يختلف بين تلك الشعوب باختلاف العائد الذي استفاد منه المواطن من تلك المناسبة مما يعني أن هناك شعوباً قد لا يفرحها هذا اليوم لذكرى مؤلمة وغالبا ما تكون أقليات عانت من التمييز العنصري .. وقد لا يتفق الجميع على الاحتفال بهذه الذكرى لأنها لا تعنيه .. وفي المملكة العربية السعودية عندما تذكر مناسبة اليوم الوطني فإن العالم الإسلامي أجمع يفرح بهذا اليوم الذي استبشرت به الأمة الإسلامية بميلاد بلاد التوحيد .. فبعد أن استعاد المؤسس الملك عبد العزيز ملك أجداده الذي أقيم على الكتاب والسنة , جاء العدل بعد الجور والأمن بعد الخوف , فكانت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يتحقق حلم العالم الإسلامي في أن تتوحد بلاد الحرمين وتجتمع تحت راية لا إله إلا الله على يد الملك عبد العزيز الذي قام بتوحيد أجزاء شبه الجزيرة على كلمة التوحيد وسعى لاستتباب الأمن ونشر العلم والقضاء على الجهل فبدأت أفواج الحجيج تقصد الأرض الطاهرة بكل أمن وأمان وهو ما اكسب هذا اليوم مزايا عديدة تجعل من الفرحة فيه عامة وليست فقط لشعب المملكة العربية السعودية .. ولكن عندما يتحول هذا اليوم إلى جسد بلا روح ..!! ستجد بالتأكيد أن هذه المناسبة العظيمة ستكون طريقاً لتفريغ شحنات سالبة لدى بعض طبقات المجتمع لترى حالة من الشغب والهستيريا العشوائية وحاله من الفوضى والإعاقة المرورية .. ما جعل رجال المرور في قلق مستمر .. وأصبح الكبير وذو الأسرة يتجنب الخروج والمرور من بعض الأماكن .. أهكذا يكون الفرح بالإنجاز الكبير .. ؟؟ أخي المواطن .. لك مطلق الحرية في التعبير عن فرحتك بالشكل الذي تراه مناسباً لك وحسب إمكانياتك ورغباتك ولكن .. احذر أن يكون مرتبط بضرر متعدي على الغير .. فهذا ليس من حقك .. أ.هاني بن إبراهيم المشيقح ماجستير إدارة تربوية [email protected]