نستعد هذه الأيام لاستقبال حدثاً تاريخياً هاماً متمثلا باليوم الوطني، الذي يرمز عن مرحلة مهمة من مراحل توحيد وطننا المملكة العربية السعودية، نستحضر من خلاله الذكريات والروايات ومسيرة التوحيد الخالدة والتنمية التي بدأها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله). من هذا المنطلق نستشعر أحداثاً مهمة في حياة الشعوب والأوطان وأياما خالدة بأحداث عظيمة تعيش في ذاكرة أبنائها وأجيالها المتواترة، نفخر كثيراً بذكرى توحيد الوطن في هذا اليوم الذي يحمل في تاريخه مناسبة غالية وحدثا مهما لارتباطه بمسيرة التنمية ومرحلة الاستقرار وتدفق منابع الخيرات في هذه البلاد. إن بهجتنا وفرحتنا باليوم الوطني يجب أن لا تكدرها بعض المظاهر السلبية التي يجتهدها بعض الشباب معتقدين أنهم بذلك يعبرون عن حبهم وولائهم للوطن، من خلال المسيرات الاستعراضية التي تُعطل مصالح المواطنين وتؤثر على انسيابية حركة المرور بل وتؤخر وصول مريض حرج إلى مستشفاه، أو موظف إلى عمله، أو سيارة إسعاف إلى هدفها، ومن السلبيات أيضا مظاهر الرقصات الاستعراضية المخلة بالذوق العام في الشوارع العامة بين السيارات بلا مراعاة لعمومية المكان وعدم ملاءمته، كذلك إثارة الفوضى ونشر الذعر بين المتنزهين بمسيرات التهور والسرعة، ومضايقتهم للآخرين بدعوى الفرح والابتهاج، من هنا يأتي دور الأجهزة الأمنية والمعنية بتنظيم الاحتفالات بمتابعة هذه المظاهر والحرص على سيرها بشكل حضاري وآمن وفق برنامج مدروس ومُعد يضمن الأمن والسلامة للجميع لكي تسير الاحتفالات بشكل جميل خالية مما يعكر صفوها. إن السلبيات سالفة الذكر تعتبر مظاهر زائفة ومصطنعة تُفقدنا فرحة ذلك اليوم والمعنى الحقيقي له، ومن الواجب أن نتعامل مع هذه الذكرى المجيدة بمزيد من الحضارة والوعي لكي نحقق الهدف من هذه الذكرى المحببة للقلوب حتى يتعمق لدينا معنى الانتماء الحقيقي للوطن وتتواصل مسيرة البناء والعطاء ورد الجميل. لنعلم أن اليوم الوطني يقتضي حب الإنسان لوطنه الذي يعيش فيه، وترجمة محبته له أقوالاً صادقة، وأفعالاً نافعة، والتفاني في خدمته ونُصرته بكل ما يستطيعه ويملكه من معطيات. في هذه الذكرى يتوجب علينا الشكر وحمد الله سبحانه بالقول والعمل على ما نعيشه من النعم التي أسبغها علينا ولن نستطيع أن نُحصي عددها، ومن أهم هذه النعم وأجلَّها أننا نعيش في وطنٍ واحدٍ مُتجانسٍ آمن مُطمئنٍ مُستقر متراحم. في كل ذكرى وطنية نعيد التأكيد بتمسكنا قيادة وشعباً بالعقيدة الإسلامية التي هي مصدر عزنا ومجدنا واستقرارنا وأن هذه النعم لا تدوم إلا بالتمسك الصادق والعمل الخالص الصريح بموجب الشريعة الإسلامية وتطبيقها في كل شأنٍ من شؤون الحياة كذلك نتعهد بالحفاظ على أسباب الأمن والاستقرار، وعدم التمكين والسماح لأي عابث أو حاقد أو حاسد أو دخيل بالإخلال بالأمن الوطني، واستشعار هذه المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق كل فردٍ من أفراد الوطن، ونصبح العيون الساهرة لحماية الوطن وحفظ أمنه وخيراته واستقراره. سليمان سالم العطوي - جدة