عندما يمد رجليه ويرتشف فنجان قهوته ليقول ب برود ( أيه .. صدفة وحظ ) وهو يقصد من وصل لقمة النجاح أو مازال يحصد جوائز تعبه وشقاء عمره .. هؤلاء من جملة المحبطين هم من يقودون مجالسنا أحياناً وهم دائماً أعلى صوتاً ليثبتوا أن لنظرياتهم شأناً ،، العظماء والناجحون ومن سجلهم التاريخ ليسوا بحاجة لمن يثبت نجاحهم لأن الكون بأكمله لا يمشي ب محض الصدفة .. والأقدار لا تكون من بوابة الحظ .. ومن عالجته السنين والأيام وشاب شعره من إرهاصات الزمن أكسبه الله خزائن الرزق عندما كدح بنفسه وبعقله وبروحه بنية إعفاف نفسه و إعفاف من حوله مبتعداً عن مغريات مال الحظ وأكل حق الغير مستنداً على توصية ربه له ( ومن يتق الله يجعل مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) . ومن رُزق من دون تعب ولا كلل فبينه وبين ربه سراً لا يعلمه ولن يدركه من يمشي على الأرض إلا بتأمل نصاً من القرآن .. ( من ذا أللذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة ) . سر رزقه في هذا القانون الكوني أللذي شرعه خالق الكون وأقام الصدقة بشروطها فرُزق بغير حساب .. إن التأمل والتوقف والتفكر والتعلق بمن هو فوق سبع سماوات هو قانون آخر يفتح أبواب الثروة بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً ) ،، وفي الحديث ( رحم الله عبداً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى ، سمحاً إذا اقتضى ) فالسماحة في البيع والشراء تقتضي رحمة رب العالمين ورحمته سبحانه تقتضي محبته لعبده بفتح أبواب الثروة له من حيث لا يحتسب . إن من يملكون الوفرة في المال لم يملكوا عقولاً غير عقولنا ولا أروحاً غير أرواحنا لكنهم ملكوا ماعجز عنه غيرهم .. نصفاً من العقل ونصفاً في مراقبتهم لدواخلهم وشفافيتهم مع ذواتهم بصفاء أرواحهم وهم ينظرون بعين ثالثه إلى قول العليم القدير ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ) . لكن من تجاوز حدود تلك القوانين وملك أرقام فلكية حسابية غير مشروعة فهو داخل في مضلة القانون الكوني والنص القرآني ( نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذابٍ غليظ ) . قوانين وسنن جعلها الله ناموساً في إدارة هذا العالم بأكمله .. ف كيف لنا أن نرمي حكمته وقدرته وإرادته بمحض الصدفة فهو منزلق عقدي قد نقع فيه بفعل كلمة لا ندرك البعد في رميها . إننا كثيراً ننظر إلى يد من بيده المال ولا نفكر كيف يكون الرزق ومن يوزعه وكيف السبيل لجلبه لأننا نهوى ونعشق الكلام بلا قيود ورمي العبارات بلا شروط .. لذا يجب أن يوصلنا إدراكنا إلى اليقين بأن لكل نتيجة سبب ولكل سبب قانون ولكل قانون سر ولكل سر مفتاح .. فلا وجود للصدف . سليمان بن سلطان العرفج مخرج تلفزيوني