لدينا مشكلة في بيتنا لم نجد لها حلا، فأحس أن أحوال البيت واقفة تماما، فأخي لم يحصل على وظيفة رغم محاولاته الكثيرة، وهو حتى الآن لم يتزوج، وأنا أيضا كلما تأتي فرصة للعمل تحصل مشكلة، وأحس أنه لا مستقبل لي.. وهذا الأمر ينطبق أيضا على إخوتي الآخرين.. فلم نوفق في أمورنا ونعاني من مشكلة البطالة وتأخر أخواتنا في الزواج، فكلما يتقدم شخص وتبدأ الأمور بخير، يظهر ما يفشل الموضوع بأكمله. إن إحساسك أن أحوال البيت واقفة تماما كما تقول يمكن تغييرها إن شاء الله تعالى، لكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وأذكر أخاك الذي لا يجد عملا بقول الله سبحانه وتعالى للسيدة مريم «وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا» مع أن العذراء عليها السلام كانت في حالة وضع وألم ومرض وضعف شديد، حتى ولو كانت في حالة قوة وهزت جذع النخلة فلن تستطيع تحريكها، ولكن هي سنة الأخذ بالأسباب. يقول الله تعالى «هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور».. ويقول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- «لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا». وأدعوك يا أخي للعمل، واعلم أن أي عمل ليس فيه معصية لله تعالى هو عمل شريف أيا كان وضيعا، وليكن قدوتك رسل الله -عليهم الصلاة والسلام- الذين عملوا جميعا برعي الغنم. واعلم أن الابتلاء من السنن الكونية، والمحنة مقتضية للصبر، والمنحة مقتضية للشكر، والقيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر، فصارت المنحة أعظم البلاءين. ولا بد أن نرضى بالابتلاء ونصبر عليه، ونرضى بالقضاء والقدر. أما عن تأخر زواج أخواتك فأذكرهن بقول الله تبارك وتعالى «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون». وقول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء». واعلم أنه لا يأس مع الله، ولا حياة مع اليأس، ولا تكن متشائما وكن دائما متفائلا، واعلم أن الابتلاء سنة كونية. ورسولك -صلى الله عليه وسلم- أكثر من ابتلي؛ فقد ولد يتيما، ثم ماتت أمه، وهو طفل، ثم جده ثم عمه، ثم ابتلي بفقد زوجته الأولى وأولاده جميعا ماتوا في حياته، ما عدا السيدة فاطمة -رضي الله عنها- وابتلي بالتضييق والمقاطعة الاقتصادية من الكفار، ثم بالمرض المضاعف قبل وفاته. وعليكم بالدعاء، فإنه والقدر يتسارعان، ولكي يكون دعاؤك مستجابا عليك بتحري أسباب الإجابة، كصدق التوجه، وذلة الإقبال على الله، والانطراح بين يديه، ودعائه بأسمائه الحسنى، مع تلمس أوقات الإجابة، وفراغ المطعم من الحرام. وكن دائما من المحافظين على الصلاة وقراءة القرآن والذكر والاستغفار والبعد عن المعاصي، وإدمان الذكر باب فلاح ونجاح وتوفيق وسعة رزق. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس».. وأخيرا أيها الأخ الكريم: اجتنب ست خصال يسترح جسمك وقلبك ويسلم عرضك ودينك: لا تحزن على ما فاتك، ولا تحمل هما ما لم ينزل بك، ولا تلم الناس على ما فيك مثله، ولا تطلب الجزاء على ما لم تعمل، ولا تغضب على من لم يضره غضبك، ولا تمدح من يعلم من نفسه خلاف ذلك. وفقك الله للصواب، ورزقك فرصة عمل شريف، ورزق أخواتك الأزواج الصالحين. المجيب: محمود السيد ليلة استشاري اجتماعي