تحدثنا في المقالين السابقين حول ضرورة التخطيط المالي العائلي وكيفية توزيع نسب الدخل ولمزيد من التوضيح للقراء الأعزاء كما طلب الكثير أود أن أشير إلى أن الاستقرار المالي ضرورة ملحة للأسرة لتعبد الله كما ينبغي لتخدم الوطن كما ينبغي لتعيش في جو هادئ رومانسي كما ينبغي، (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) قريش (آية:3): ولا أقصد بالاستقرار المالي في الغنى وكثرة المال فلم يوصف الرزق في القرآن بالكثرة ولا التنوع ولا العدة ولكن وصف بالحسن والبركة والحلال (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد إن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) ولذلك نحتاج لتذكر مفاهيم في الرزق تربى عليها آباؤنا وأجدادنا فكانت البركة. من هذه المفاهيم أن الأرزاق بيد الله وحده وإن العباد وسيلة وسبب وستار لقدرة الله (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب). – إن الأرزاق في السماء فليست في الأرض يتحكم فيها من يشاء «وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون» وأن من يتنفس على هذه البسيطة يرزقه الله «وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها» هود / 6 ، حق التوكل من أسباب الرزق «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا» مع تلك المفاهيم الإيمانية يكون التخطيط المالي عن طريق: أولا حساب الدخل الشهري وذلك عن طريق أ – حساب متوسط الدخل الشهري خلال ستة شهور بجمع الدخول كلها وقسمتها على ستة ب – من أقل دخل خلال ستة الشهور الأخيرة وهذا أكثر أمنا ثانيا تحديد الأهداف للأسرة خلال هذا العام أو أكثر فمثلا هناك أسرة تركز على التعليم فيكون أولوية الصرف على التعليم وأخرى على الاستثمار فيكون أولوية الصرف على هذا الهدف وهكذا ثالثا تحديد نسب الصرف كما في المقال السابق، رابعا توزيع المهام والأدوار في التخطيط المالي على أفراد الأسرة، فمثلا يمكن أن تكون الزوجة هي وزيرة المالية التي تحتفظ بالميزانية وتخرج المال حسب المخطط له ويمكن أن يكون الابن الأكبر هو أمين سر الصندوق يتابع الصرف ويراقب الميزانية وللوالدين الإبداع في توزيع المهام والأدوار المالية داخل الأسرة، خامسا التقييم ويتم التقييم من خلال تأسيس مجلس شورى اقتصادي داخل الأسرة يعقد بداية كل شهر أو من خلال لقاء العائلة ليستوضح الجميع ويشارك الجميع في معرفة الإيجابيات وتقويتها والاستمرار عليها أو السلبيات وطرق علاجها.. وللحديث تتمة. * مدرب ومستشار أسري. [email protected]