((مواقف عجيبة من التعداد العام !! )) يمثل التعداد العام للسكان والمساكن بما ينتجه من بيانات متطلبا\" أساسيا\" لوضع خطط وبرامج التنمية باستخدام قاعدة معلومات حديثة وشاملة وموثوقة بكل ما يتعلق بحجم وتركيب وخصائص السكان الذين هم أهم عناصر وأهداف التنمية ،بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات شاملة عن المباني والمساكن والمنشآت والحيازات الزراعية التي تستخدم كإطار إحصائي للعديد من التعدادات الأخرى والمسوح بالعينة، كما تبرر أهمية التعداد أيضا\" في أعداد التقديرات السكانية للفترة مابين التعدادات . طبعا ما سبق هو التعريف العام للسكان والمساكن , الذي بناء عليه بذلت وزارة الاقتصاد والتخطيط ممثلة بمصلحة الإحصاءات العامة الجهد والطاقات البشرية والأموال لكي تحقق ما تصبو إليه حكومتنا الرشيدة لينعم المواطن يشتى أنواع الراحة والاطمئنان . لكن تعالوا لنطلع سويا على بعض المواقف العجيبة بل والمضحكة , وإن شئتم قولوا المبكية لبعض موظفي التعداد مع بعض المواطنين . فقد قام أحد موظفي التعداد في إحدى المدن بإضافة سؤال غير موجود بالإستمارة وبدأ يطرحه على المستهدفين بالتعداد ، حيث أأنه بعد أن يسأل عن أجهزة الحاسب الآلي التي تستخدم بالمنزل وعن عدد مستخدمي الإنترنت يطرح سؤالا يقول بالنص : كم عدد الذين يدخلون منتداهم الخاص – يقصد أسرته - وكم معدل دخولهم للمنتدى وما إلى ذلك !؟ ومواطن آخر يعرض على موظف التعداد ابنته للزواج منها حيث أعجبه خلق وأدب الموظف , وآخر يطلب منه أن يبحث له عن زوجة , وآخر يطلب منه أن يجد وظيفة لإبنه الجامعي الذي أكمل عدة سنوات ليس له عمل , وآخر ينصح موظف التعداد بأن يكون على خلق ودين لأن الدنيا لا تستحق منا هذا التعب , وآخر يغلق الباب في وجه موظف التعداد ويبوخه لأنه طرق الباب في وقت غير مناسب وقد يكون نائما , بل إن أحدهم وبخه لأنه سأل عن أسماء وعدد بناته وهذا يعتبر في عرفهم عيب ولا يستحق التوقف عنده , وآخر أصر أن لا يدلي بكلمةواحدة لموظف التعداد حتى يشرب عنده فنجان القهوة , وأحدهم رفض أن يعطي العدد الحقيقي لأفراد أسرته خشية العين والحسد . لكن ذلك كله مهما بلغ فهو لا يخرج عن مواقف وطرائف يقوم موظف التعداد بسردها لتكون نوعا من الذكريات الجميلة , الا أن موقفا حصل لأحد موظفي التعداد بمدينة بريدة جدير بأن نتوقف عنده طويلا لا سيما وأنه يتجاوز الطرافة والدعابة والنكتة إلى واقع ملموس وفي نفس الوقت يدل على محدودية الثقافة بل وربما عكس الحقائق , حيث يقول موظف التعداد لي شخصيا بأنه طرق ذات يوم بابا في أحد الأحياء في مدينة بريدة وهو يؤدي عمله اليومي بكل همة ونشاط , لكنه تفاجأ أن في المنزل في أصوات يسمعها بكل وضوح لكن لا يجيبه أحد , وبعد مدة طويلة فتح الباب له رجل في الأربعين من عمره بل وأتضح فيما بعد أنه أستاذ في الجامعة , ولما سلم الموظف عليه وعرف بنفسه لم يرد السلام بل وأقفل الباب وتركه في حال سبيله , لكنه أصر على أخذ المعلومات كما يمليه عليه الواجب ففتح الرجل ثانية ونهره , فقال له ياأخي مهما تعاملت معي فلن أبرح الباب حتى تعطيني المعلومات المطلوبه , وأمام اصرار الموظف أعطاه الأستاذ الجامعي اسمه وعائلته على عجل وإحدى زوجتيه واثنين من أبنائه وقال له إن هؤلاء هم أسرتي , ولكن موظف التعداد يسمع أن في البيت أكثر من ذلك وواجبه يحتم عليه أن يستقصي الحقيقة , فصلى في المسجد القريب منه وسأل إمام المسجد عنه فقال إن له زوجتين في نفس المنزل وعنده أسرة كبيرة تتجاوز الخمسة عشر فردا , فأضطر أن يعود إليه بعد الصلاة ويوضح له الحقيقة ويؤكد له أنه سيرفع ذلك للمشرف وقد يصل للجهات الأمنية حسب المتبع , فقال له الأستاذ الجامعي بالحرف الواحد : إنني أعرف ذلك لكني سأذهب يوم الأربعاء لبلدتي ومسقط رأسي وقد نسقت مع الجماعة – يقصد جماعة بلدته - أن يتم إحصاءنا في بلدتنا مع الجماعة ,بدلا من هذه المدينة لأني لست من أهلها , فأبلغ الموظف الجهات المعنية وتم معالجة الأمر . وقد حرصت على نقل مثل هذه الصورة للعلم والإحاطة بمدى ماتصل اليه بعض العقليات عند بني البشر !! أسعد الله أوقاتكم عبد الرحمن بن محمد الفرّاج الإيميل [email protected]