دائماً ما نسمع شعارات يتم تداولها في وسائل الإعلام مثل محاسبة مراقبة شفافية ونزاهة وعدالة ومساواة وغيرها ولا تطبق , ولكن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فهي سوف تطبق إن شاء الله , فما أحدثته كارثة سيول جدة أمر أحزن الجميع وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الذي أصدر توجيه كريم واضح وصريح أشفى غليل المتأثرين بنار الكارثة. وفتح الباب لمحاسبة المقصرين ، وأكد على حزم الدولة وقادتها في القضايا التي تمس سلامة وأمن المواطن والمقيم، وحمل القرار شفافية متناهية فيما يتعلق بتطبيق القانون خاصة عندما أكد على \"استدعاء كائن من كان\" للمساءلة والمحاسبة . الجهات التي كلفت بالتحقيق مثل : المباحث الإدارية، الإستخبارات، وديوان المراقبة ينبئ عن الصلاحيات الواسعة المعطاة للجنة ، والتي يمكن أن تطال تحقيقاتها جهات حكومية وأهلية من أجل تحديد المتسبب في تفاقم المشكلة . واليوم حال أغلب مدن المملكة ليس على ما يرام فتصريف السيول معدوم إن لم نقول ضعيف وحال الصرف الله أعلم به , والأحياء البنية التحتية فيها سيئة بداية بالأسلفت وما فيه من عيوب حفر , تراقيع , هبوط وتشقق , وغياب الإنارة والأرصفة عن بعض الأحياء لسنوات وغياب الصيانة الدورية عن الإنارة والأسفلت وغياب التخطيط الجيد وعدم إختيار أماكن مناسبة للمخططات بعيداً عن مجاري السيول. ولو نشاهد ما يرصد للبلديات كل عام فهو في إزدياد مستمر ولا يعرف أين يصرف وفي كثير من مدن المملكة ليس لها أثر له على الأرض , وأحياء كثيرة ما زالت على حالها بل وتزاد سوء في ظل تسيب وإهمال وفساد الأمانات والبلديات التي تعمل دون رقيب أو حسيب . وفي بعض المدن والمحافظات والمراكز لم نشاهد مشاريع عملاقة تحل ما يعاني منه المواطن من تدني الخدمات البلدية ولا يعرف المواطن كيف تعمل البلديات وهي عليها الكثير من الملاحظات والإستفهامات . أما القرى والهجر ففي كل ميزانية يرصد لها المبالغة الكبيرة لصالح البلديات على أساس صرفها بكل عدل على القرى بحسب الأولوية ولكن هذة المبالغ لا تصل لمن هي مرصودة له وهذا يطرح الكثير من علامات الإستفهام حول عمل بعض الأمانات والبلديات التي تستغل ميزانيات القرى والهجر لصالحها وليس لصالح العام . توجه الدوله الآن أعزها الله محاربة الفساد والمفسدين . ونستشهد بكلام خادم الحرمين الشريفين في أكثر من مرة أنه سوف يضرب الفساد والمفسدين بيد من حديد , وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وكشف أسباب فاجعة جدة ومحاسبة المقصرين , بأمر من خادم الحرمين الشريفين هو أكبر دليل على هذا التوجه , ولكن يبقى السؤال المهم لمحاربة كل المقصرين في خدمة الوطن والمواطن وهو هل سوف تحاسب الأمانات والبلديات ؟ على غرار أمانة جدة , سؤال ينتظر الإجابة من المسؤولين . ناصر المطيري