الغربان بإمكانها أن تحوم حول بعض الأماكن... والغربان تعشعش في خرابات.. أمرٌ طبيعي والغربان تحوم فوق بعض الرؤوس... أمر مقبول.. والغربان تعشعش فوق قليل من الرؤوس (كالخرابات).. لاغرابة إنما.. أن تملأ الغربان المكان.. أو تعشعش فوق كل الرؤوس.. وأن تُبنى لها أعشاش عمداً وقصداً في رؤوس بشر يكرهون رؤيتها، ويمقتون سماع نعيقها... فهذا هو المرفوض.. بل والمحارَب.. والمقاوَم بكل السبل.. وبشراسة أيضا . وعلى الضفة الأخرى... الحمام يطير فوق الرؤوس..أمر مرغوب الحمام..هديله يملأ المكان.. شيء محبوب الحمام يملأ الأجواء ... منظر خلاب ومبهج . فما بين سواد الغربان وبياض الحمام.. وما بين هديل حمام ونعيق غربان.. وما بين مأكل الغراب الأسود ومهبطه البغيض.. ومأكل ومهبط الحمام الأبيض الأليف... يختلف الذوق... ويختلف الهوى... وتختلف الأرواح.. والقلوب فمحب الغربان.. وعاشقها.. وهاوي تكاثرها محب للظلام.. وللظلال.. وللنتن... وللجيَف ومحب الحَمام.. وعاشق رؤيتها.. والمغرم بطيرانها.. والمستأنس والسعيد والمستمتع بهديلها... هو الذي يردد دائما ً: فَيُطربُني الحَمَامُ إذا تغنى / وَيُشجِيني إذا نعَبَ الغرابُ . فيا محب الغربان.. وداعيها للحومان والتعشيش فوق رأسك وياعاشق الظلام وناشر الظلال والفساد بمال، أو لسان ، أو قلم.. الزم غربانك... واهنأ بها.. واسعد بها.. وأرغِد بما قادتك إليه من جيَف.... ولا نقول لك إلا: ما عَسعَسَ اللَيلُ إلا جاءَ يَعقبُهُ / تنفُّسُ الصُبح ِ مَعلومٌ منَ الحِقَبِ ما لِلغرابِ نعيقٌ في مَنازِلنا / وَما لهُ في نِظامِ الشَمل ِ مِن نَدَبِ أما المستأنسون بالحَمَام... ومحبو هديله... والمغرَمون بحومانه فوق رؤوسهم.. والعاشقون لبياضه.. وما يرمز له بياضه.. فلا تُفسد عليهم أ ُنسَهم...وبهجتهم.. ودعهم يهنأون بحمائمهم.. وحمائم غيرهم.. التي تطير في أحيائنا... ومدننا.. ومناطقنا... في كل مملكتنا... مملكة الخير.. ومهبط الإسلام.. وسيستمر حَمَامُنا محلقا ً في سماء أرجاء الوطن رمزا ً للسلام.. في دولة السلام.. وشعب السلام في حِمى (صقر العروبة)... مليكنا المحبوب... حفظه الله وأعزه ونصره... آمين. كتبه / عبدالله بن إبراهيم بن حمد البريدي [email protected]