فلعلكم رأيتم بعض اللقطات والمشاهد التمثيلية المعروضة على القنوات الفضائية والتي قدمها بعض الممثلين السعوديين، في مسلسلات يومية عديدة، لها مساحة واسعة من البث، وفي أوقات ذهبية نفيسة،هدفها الأول نشر السموم لتغيير السلوك، وجذب المشاهدين، لكسب المعلنين . هذه المسلسلات وباء كبير، وشر مستطير، أفسدوا بها بركة رمضان، وفضائل الصبام، وقدموا صورة مشوهة وضارة عن مجتمعنا السعودي، وذلك من خلال عكس صور غير واقعية عنه ،أخرجته على إنه إنسان ساذج وبسيط ؛ في شخصيته، وفي شكله، وفي تصرفاته، وفي كلامه، وفي حياته. وقد احتوت هذه التمثيليات على أفكار رديئة، وحوارات منحطة، وكلمات بذيئة، وحركات استهتارية؛ لا يقبلها العقل ولا المنطق، أتوا بممثلين يظنون أنفسهم مضحكين ومجيدين ،وأتوا بمخرجين وكاميرات، وصوروا مشاهد ملفقة وسخيفة، قائمة على التهريج والتسفيه، والتحقير والسخرية وقلة الأدب، فكأنهم يقدمونها لأناس مصابين بلوث في عقولهم، أو تواضع في فهمهم. مسلسلات عقيمة فنياً، فهي مفلسة في أفكارها، هابطة في حوارها، ساذجة في مشاهدها، فاشلة في إخراجها، ولو قدمت لغرض إضحاكنا، والضحك علينا، فإنها مشاهد لا يركض خلفها غير الأطفال، ومن لا يفقه الفكرة، ولا يعي الهدف ، و إلا فالمشاهد العاقل يرفض إذا لم يُحترم ، وهناك فرق بين خفة الدم، وبين خفة العقل. نأسف للوقت الذي سلبته منا بعض المشاهد، غفر الله لي ولكم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ونعم النصير. [وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا](النساء:140). د.عبدالله سافر الغامدي جده