اِلجانب الإنساني مهدر في مستشفياتنا، حدث هذا البارحة يوم الجمعة،حيث أصيب عمي بإغماءة نقل على أثرها إلى مستشفى الملك خالد للعيون بسبب تورم عينه ولما رآه الطبيب قال إن مشكلته ليست في العين بل في الرأس،وكتب تحويلا إلى مستشفى الملك خالد الجامعي وأمروا ابنه بحمله في سيارته الخاصة (لم يكلفوا أنفسهم بحمله في سيارة الإسعاف)،وحين وصل كانت حالته الصحية في تدهور،وتم الكشف عليه ثم قال الطبيب إن مشكلته في عينه(كل يدفعه إلى آخر)،واذهبوا به إلى مستشفى الملك خالد للعيون،وهناك قالوا اذهبوا به إلى مستشفى الملك خالد الجامعي ( أصبح المريض كالكرة يتقاذفها اللاعبون)، ظل عمي المسكين في ممرات المستشفى لساعات وعاد الطبيب مرة أخرى وقال ليس لدينا علاج له اذهب به - مخاطبا ولده الذي أحضره- إلى أي مستشفى،وعند هاأسقط في يد ولده ونقله بسيارته الخاصة وحالته تزداد سوءا إلى مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي وأدخل الطوارئ وقد كان في غيبوبة نتيجة تأخر الأطباء في المستشفى السابق في إدخاله العناية المركزة ،ومنذ العاشرة من صباح الجمعة حتى الساعة الثانية عشرة مساء ولا يزال عمي في غرفة الطوارئ منوما وفاقدا للوعي ،ونصح الطبيب الذي رآه بسرعة نقله إلى مستشفى يوجد به غرفة عناية مركزة،وأكد أن التأخير سيلحق بالمريض ضررا بالغا وهذا ما رأيته البارحة حيث كنت معه حتى منتصف الليل وقد صار في غيبوبة لا يعلم ما حوله،وقد تناقشنا مع الطبيب كثيرا وطلبنا نقله بسرعة،لكن وضعوا تحت هذا الكلمة ألف خط مأساوي ،يا وطني يا وطن الإنسانية أين الإنسانية المزعومة؟أتدرون ماذا ؟ لم نجد مستشفى واحدا يستقبله،أخذ كل واحد منا تقريرا عن حالته ومضى يلف المستشفيات أملا في أن يجد من يستقبله، ولم نصل جميعنا إلى شيء والاتصالات جارية والبحث مستمر عن واسطة أو معين يساعدنا لكن آه ياوطني آه يا كرامة الإنسان التي تحترم في الغرب وتهان في الوطن!. اقترح علينا شخص الذهاب غدا السبت إلى الأمارة بالتقرير وكتابة خطاب وأخذ أمر باستقباله في مدينة الملك فهد الطبية، هكذا يكون الاستعباد والذل في وطني الذي أحبه كثيرا لكنه.....!!!!! تحضر طائرات من الخارج محملة بالمرضى والسياميين لعلاجهم وهذا جهد مبارك يشكرون عليه،ويبقى المواطن يبحث عن سرير أو غرفة تضمه وتستقبله فلا يجد. آه ياوطني يا جرحا في صدري يا قسوة أيامي وعذاب سنيني. يا وزير الصحة أين أنتم عما يفعل هؤلاء؟ أين أنتم عن مرضى لا يجدون علاجا ومرضى ينتظرون شهورا وسنوات لكي يحصلوا على موعد؟ يا وزير الصحة بحت ألسنتنا ولا مجيب للنداء لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي يا وزير الصحة كفاكم ظهورا وبهرجة واعملوا بصمت ودعوا أعمالكم تتحدث عنكم. يا خادم الحرمين يا مليك الإنسانية هكذا نعامل في وطننا أنتم تبذلون وغيركم يهملون أنتم تشددون على خدمة المواطن وغيركم يشدد في نبذهم وتركهم يموتون تحت رحمتهم. يا خادم الحرمين في فمي ماء فما عساي أقول؟ يا عمي عذرا لم نجد غرفة عناية مركزة تأوي إليها وستبقى في الطوارئ حتى يكتب الله لك شيئا. يا عمي ظللنا ننظر إليك البارحة وتذكرنا صوتك المؤثر وأنت تنادي للصلاة ، ما زال مسجدك ينتظرك وأهله يسألون عنك ويسألون الله لك الشفاء. يا عمي عذرا فهذا زمن الذل والاستعباد وحب الخشوم والأكتاف! يا عمي الأمل بالله كبير وعظيم فهو الكريم الذي يجيب المضطر. يا عمي وطني عرفته صغيرا ومشيت في طرقاته وعملت في خدمته سنوات ،وعذرا إذا تركك ونسي كل شيء. عذرا ياعمي عذرا يا عمي عذرا يا عمي أدعو الله أن يشفيك وتعود كما كنت. تحياتي إليك