أم عدنان امرأة مثابرة تعمل في وظيفة جيدة، تحلم أن ترى أبناءها يكبرون أمام عينيها وهي تؤمن لهم كل سبل الراحة بعد «طلاقها». ذات ليلة ارتفعت حرارة أصغر أبنائها عدنان ذي السبع سنوات الحافظ لجزء عمّ وشعلة المنزل، فذهبت به «للطوارئ «لعله أن يحصل على مسكن للألم أو خافض للحرارة، الطبيب نصحهم بالبقاء في المستشفى وعمل أشعة و أعطى الطفل أدوية، دخل عدنان بعدها في غيبوبة نتيجة «خطأ طبي « كما عرفت لاحقاً. تبخرت أحلام الأم وهي ترقب طفلها في غرفة العناية كأنه جثة هامدة كل ما أفاق عاد للغيبوبة من جديد طوال 3 أشهر. الأطباء قالوا يا أم عدنان أبشري بالخير عدنان سيفوق خلال أيام ولكنك إنسانة مؤمنة بالله - عز وجل - ومن المرجح أن يفقد شيئا من قدرته، آمنت أم عدنان بقضاء الله وقدره وفاق عدنان من الغيبوبة لتجده أمه فاقدا للنظر والنطق والحركة ومصابا بشلل لا يستطيع معه الأكل إلا عبر أنبوب مع بطنه لتتبدد كل أحلام الأم وأطفالها. نقل عدنان وأمه للرياض للعلاج بتوجيه سامٍ كريم ،وهي تتابع علاجه الآن، إلا أنها تعيش وأبناءها الثلاثة في ملحق مكون من غرفتين ودورة مياه واحدة، ومهددة بالطرد، بعد أن استقالت من عملها للتفرغ لطفلها الطريح. لن أطالب بحق «الطفل « من الطبيب الذي تسبب في إعاقته فأمه تتابع قضية مرفوعة ضده في وزارة الصحة التي هي «الخصم والحكم»!! لكن هناك سؤالين مهمين لا ثالث لهما أين دوركم يا وزارة الصحة في تأمين «سكن لائق» أو دار ضيافة لهذا المريض الذي صدر له «أمر كريم» بالعلاج ؟! وأيضاً أليس من الواجب تأهيل هذه العائلة «نفسياً» بسبب الصدمة التي تعرضت لها الأم وأطفالها وبددت أحلامهم ؟! فأم عدنان تقول لم نعد نذهب للمستشفى إلا للمراجعة «بعدنان» فقط!! أما أنا وأطفالي الباقون نمرض ولا نذهب للطبيب فلم نعد نثق بالمستشفيات والأطباء!! الأخطاء الطبية ثمنها باهظ يا معالي الوزير و أنت «رجل صالح» محب للخير فأوجد طريقة للرعاية النفسية والاجتماعية وإعادة الثقة لكل أسرة دفعت ثمن أخطاء «أنصاف الأطباء»!! فكم هو مؤلم أن تنهار أسرة بأكملها..بسبب خطأ الغير!! وعلى دروب الخير نلتقي.