عند استشراف تاريخ \"تاكيوأوساهيرا\"وتأمل بصماته الواضحة في النهضة اليابانية , والنظر كيف استطاع \"بيل غيتس\"أن يصل بحسابه الى هذا الرقم الفلكي ، وتقليب صفحات حياة \"توماس أديسون\" تلك إطلالة نحو الغرب . بعدها نشرق على \"عبد الله بن عباس \" رضي الله عنه حيث يقول: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير ، فقال الأنصاري : واعجبا لك يا ابن عباس ! أترى الناس يفتقرون إليك , وفي الناس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم قال : فتركت ذلك أي لم أستمع لقوله ولم أصدقه, وأقبلت أسأل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه , يسفي الريح علي من التراب , فيخرج فيراني , فيقول : ياابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماجاء بك ؟ هلا أرسلت إلي فآتيك , فأقول : لا , أنا أحق أن آتيك , فأسأل عن الحديث . فعاش هذا الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألونني فقال : هذا الفتى كان أعقل مني . فتأمل هذا الموقف وتخيل تلك المعانات في سبيل ماذا ولأجل من ؟ لكنها كما قال المتنبي : على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغيرصغارها وتصغرفي عين العظيم العظائم فهل يليق بنا بعد كل هذا وذاك الرضا بالدون والتخاذل والتكاسل, والإحجام عن الإقدام ،والقناعة بالقليل ... !؟ لماذا والميدان مفتوح ، فهل نسينا أننا أمة ( اقرأ) وجهلنا أن حبيبنا عليه الصلاة والسلام هو من قال : \" إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها \" بأبي أنت وأمي ياأبا القاسم عمارة للأرض وتربية للنفوس حتى في مثل هذا الموقف العصيب ! هب أنه من مصادفات القدر أن أوكل إليك القيام باستبانة في أحد الأماكن العامة وفيه سؤال يقول \"ماذا تهدف أن تكون بعد عشرين سنة ؟ \" إليك أن تتخيل ماهي الإجابات التي سوف تفاجئك ؟ فتعال نقلب هذا السؤال في أذهاننا , ولنتخيل أن رجلا في ليلة شديدة الظلام أوقف سيارته في طريق صحراوي, وقرر الدخول في هذه الصحراء , والسيرعلى الأقدام دون مرشد أو دليل أوسابق خبرة أو هدف محدد فماذا سوف نحكم عليه ؟ طبعا بالحمق بل بالجنون , كيف هذا ونحن نسير في طريق الحياة ونسعى فيها من المهد إلى اللحد ,ولانكلف أنفسنا بعضا من الجهد وقليلا من الوقت في سبيل رسم أهدافنا, وتحديدها, والتخطيط لتحقيقها من أجل أن نسير في طريق واضح المعالم, ولانضيع الأوقات الطوال في سبيل عدم وجود خطة واضحة لتحقيق هدف محدد . إلى متى سنبقى في هذا السبات العميق ... ؟ ولنتذكرقطبي النجاح \" الصبروالعزيمة \".. . لاتحسب المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر وما أقرب ذي صبر وعزيمة من تحقيق أهدافه \" إن العبقرية 1% الهام و99% عرق جبين \" تلك مقولة للعالم \"توماس أديسون\" الذي ضل يحاول مئآت المحاولات لاكتشاف مصباحه الكهربائي الذي به أضاء العالم . وإليك هذه المقولة \"لكالفين كوليدج\" حيث يقول: ( ليس هناك من شيء في هذا العالم يمكن أن يستعاض به عن المثابرة . الموهبة لن تغني ، فليس هناك أكثر من الموهوبين غير الناجحين . والعبقرية لن تغني ، ما أكثر العباقرة الذين لم ينجزوا شيئا. والتعليم لن يغني ، فالعالم مليء بالمتعلمين المتسكعين . فقط المثابرة والتصميم هما العنصران الحاسمان في هذا الأمر) . وتأمل تلك العزيمة \" لمحمد الفاتح \" الذي يروى عنه أنه كان ينام على خرائط الحرب وهو يخطط لغزوالقسطنطينية. فهل استطعنا الآن فك شفرة النجاح, ومعرفة سر العظمة الموصل إلى القمة ... !؟ عندما تتعثر قدماك في مشروع الصعود ، وتؤلمك حرارة أشواك الطريق ، وتواجهك العثرات ، ويطول بك المسير ، وتحل بك ضائقة من الأمر ، عندها تعدم الحيل وتوصد الأبواب فيمر في شريط الذكرى : (إنا لانضيع أجر المحسنين ) وبعدها أقول: من يفعل الخير لايعدم جوازيه لايذهب العرف بين الله والناس حجيلان بن عبد الله الحجيلان