اعتبر وزير العدل الدكتور محمد العيسى أن استهداف القاضي بالنقد من بعض الظلمة، وآكلي أموال الناس، وسالبي حقوقهم بالباطل، طبيعي جداً، نافياً تقديم أحد القضاة تقريراً طبياً غير صحيح إلى الوزارة ليبرر غيابه. ورداً على ما نشر في إحدى الصحف عن تقديم أحد القضاة تقريراً طبياً إلى وزارة العدل عذراً لغيابه، فيما تشير الإفادة الرسمية من المستشفى بعدم صدور التقرير منها، قال العيسى: «كثير من الأمور يشوبها اللبس، وبمراجعة الموضوع من الجهة المتخصصة يتضح أن الموضوع يكتنفه سوء فهم أو مبالغة في التعبير أو تصعيد في الطرح، بينما الأمر ليس كما تم نشره، وحصل هذا كثيراً وبالتحقق يتبين عدم الصحة». وشدد على أن الوزارة لن تتساهل في أي إساءة لأي عضو من أعضاء السلك القضائي، وستتولى ذلك بنفسها بكافة الأدوات الشرعية والنظامية. وتابع: «ينبغي ألا يكون عنصر الجذب والإثارة للقارئ على حساب سمعة جهاز بحجم مرفق العدالة، نقول هذا رغم مما كررناه مراراً بأننا لسنا ملائكة ولسنا معصومين بل نحن بشر ممن خلق الله نخطئ ونصيب، لكن يجب ألا يتجاوز هذا الأمر حده، وألا يوظف بأسلوب يخرج عن إطاره، وألا يكون محلاً للمزايدة والاستقطاب الإعلامي للقارئ المجرد والمعزول تماماً عن تفاصيل الأمور». وجاءت تصريحات العيسى على هامش اختتام برنامج «المفتشين القضائيين» في الرياض أمس. وذكر وزير العدل أن هذا البرنامج هو الأول من نوعه الذي يركز على الجوانب الإجرائية في تدريب القضاة، بمشاركة وفد قضائي من الكويت، مشيراً إلى أن الإجراءات تحكمها أدوات عصرية تتعلق بالنمذجة المتصلة - غالباً - بهندسة الإجراءات، وأساليب التقويم في قياسها الفني للعمل القضائي فيما يخص التفتيش القضائي، فضلاً عن المهارات ذات الصلة بالعمل القضائي في التعامل مع أطراف القضية، ومع القضية ذاتها، ومع زملاء العمل في المداولات القضائية، وكذلك مع المرجعية القضائية سواء كانت المرجعية في عملها الموضوعي المتعلق بالمادة القضائية المنصبة على منطوق الحكم القضائي التي تعتمد عندنا على تطبيق الشريعة الإسلامية، أو كانت هذه المرجعية تتعلق باختصاصها الإجرائي الذي لا علاقة له بالأحكام القضائية، وهو مناط الحراك التدريبي إضافة إلى المهارات المتعلق بالشخصية القضائية وأسلوب تعاملها المشار إليه. ولفت إلى أن من الآثار الإيجابية للتدريب، ما يتضح فور العملية التدريبية، ومنها ما يتضح بعد فترة من الوقت، إذ يتم الصقل على مهارات معينة تتراكم صورتها الإيجابية لتضيف للمفاهيم نظرية وتطبيقاً شيئاً فشيئاً، مع مرور الوقت، خصوصاً الاحتكاك الفاعل والمثري بين المتدرب وزميله المدرب على المهارة نفسها. إلى ذلك، أكد رئيس دائرة طلبات رجال القضاء في محكمة استئناف القاهرة المستشار فرج موسى زاهر أن القضاء السعودي يخطو خطوات ثابتة ومتسارعة في جميع المجالات، خصوصاً ما يخص التفتيش القضائي والتحقيق القضائي.