رفض القاضي بالمحكمة الجزائية بالرياض الدكتور عيسى الغيث، المطالبة بهدم المسجد الحرام وإعادة بنائه، وطالب بوضع حد لمثل هذه الآراء، ووقف أصحابها عند حدهم, ودعا إلى إعادة تعليم هؤلاء وتربيتهم من جديد وتوعيتهم وتوجيههم. وردا على ما صرح به الداعية وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً يوسف الأحمد لإحدى القنوات الفضائية، من أن الاختلاط بين الجنسين في المسجد الحرام "محرم"، ولابد من هدم المسجد وإعادة بنائه، علق الشيخ الغيث على ذلك بالقول: لم أصدق هذا الكلام حينما بلغني ولم أكن أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد، فهذا يعني أننا وصلنا إلى مراحل خطيرة لم يتوقعها أحد ولو من أكثر المتشائمين، ولكن للأسف ثبت هذا بالمقطع الذي رأيته، وعليه يجب أخذ موضوع الغلو والتنطع بكل جدية، ولابد من اتخاذ الخطوات العملية العاجلة لحماية الدين والوطن من هذا الفكر الخطير. وعن عواقب مثل هذه الآراء، أوضح الغيث أنه في السابق كان يستبعد الكثير من الأمور، ولكن بعد هذه التطورات أصبح كل شيء واردا من هذه الفئة .. فمن تكفير بالجملة إلى دعوة لهدم المسجد الحرام، قائلا: حسبنا الله ونعم الوكيل. وحذر القاضي بالمحكمة الجزائية بالرياض من تأثر الشباب بمثل هذه الدعوات غير المسؤولة، وقال: أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ويوفق ولاة الأمر لاتخاذ القرارات الحاسمة ضد هؤلاء قبل استفحال الأمور. وأشار الغيث إلى أنه سبق وحذر من هذا التوجه ولم يؤخذ تحذيره مأخذ الجد، وأكد أن الدافع لمثل هذه الآراء هو الشبهة والشهوة والهوى والظلمات إذا اجتمعت مع بعض، وقبل ذلك الغلو في الدين. وعن الحل لإيقاف "سيل" التشدد، قال الغيث لا موقف يمكن تنفيذه بنجاح سوى وقف هؤلاء عند حدهم وإحالتهم إلى محاضن لإعادة تربيتهم وتعليمهم من جديد وتوعيتهم وتوجيههم وهدايتهم إلى الصراط المستقيم وكف البلاد والعباد من شرهم القولي والفعلي والتنظيري والتطبيقي وعدم السكوت عنهم الذي لا يعد - بعد وصول هؤلاء لهذه المراحل - من الحكمة والحلم في شيء. وكان عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً يوسف الأحمد، دعا إلى هدم المسجد الحرام بمكة المكرمة وإعادة بنائه على شكل أدوار تجنباً للاختلاط المحرم – على حسب قوله – بدلاً من الحجم الدائري الكبير للمسجد. وتطرق الأحمد في حديثه لقناة " بداية " الذي بث منذ يومين إلى موضوع الخلوة والاختلاط ومن ثم الحديث عن الاختلاط أثناء الطواف في المسجد الحرام ، وقال بما نصه "كيف نفصل؟..الله أعطانا الوسائل.." ثم أضاف "وش المانع أن يهدم المسجد كاملاً ويبنى من جديد.. ويكون أضعاف أضعاف الموجود حالياً وبدلاً أن يكون دائريا وضخما وكبيرا فيكون 10 أو 20 أو 30 دورا ويكون هناك وسائل تقنية". عناوين مستفزة إلا أن الدكتور الأحمد تراجع في تصريح عن حديثه المسجل، مؤكدا رفضه القاطع للعناوين "المستفزة" التي خرجت بها بعض المواقع الإلكترونية إثر إعادة بث لقائه التلفزيوني من خلال موقع اليوتيوب الواسع الانتشار. وقال الأحمد: كل ما طالبت به هو إعادة توسعة المطاف ليستوعب أضعاف الوضع الحالي.وحول عبارة "هدم" المسجد الحرام وإعادة بنائه مرة أخرى والتي جاءت في مداخلته، أوضح أن عبارة هدم "التقطت عنوة" ولم أقصد بها المعنى الذي تم تداوله بشكل موسع .. "فهل يعقل أن يطالب أحد بهدم المسجد الحرام؟"، وشبه "المحرفين" لكلامه في هذا الموضوع بمن يقول "لا تصلوا" لأن الله تعالى يقول "ويل للمصلين" مما يفسد المعنى. وأضاف: إن حديثي مبني على دراسة علمية أعددتها بعد نيلي شهادة الدكتوراه ، قامت على أهمية توسعة المطاف ومعالجة الاختلاط بين الرجال والنساء بسبب الازدحام، وهو مبني على "قواعد شرعية" لتكوين مشروع مستقبلي متكامل في توسعة المسجد الحرام والاستفادة من الوسائل التقنية والهندسية الحديثة. وطالب بتوسعة المطاف والمسجد الحرام ليستوعب أكثر من 10 ملايين من المصلين في وقت واحد. وقال إن مشروع التوسعة الذي تنفذه الحكومة حاليا لم تظهر فيه الرؤية متكاملة ومتجانسة من حيث توسعة المسجد الحرام والأحياء السكنية المجاورة والطرق والممرات والمشاعر ليسهل استيعاب أكثر من 10 ملايين شخص مع سهولة التنقل والمعيشة في أماكن ملائمة لجميع الفئات وبأسعار مناسبة للجميع ، وأرجو أن يكون ظني غير صحيح. وفيما يتعلق بالنساء قال الأحمد : لا أعتقد أن أحداً يوافق أن تعرك زوجته أو قريبته بين الرجال في المطاف، فحفاظاً على حقوق المرأة وإكراماً لها لتأخذ راحتها في العبادة وأداء الصلاة طالبت بتوسعة المطاف وإنشاء مواقع مخصصة لهن.