على الرغم من الدعوة الصريحة من الداعية وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً يوسف الأحمد بهدم المسجد الحرام واعادة بنائه بما يضمن الفصل بين الرجال والنساء تلافيا للاختلاط المحرم حسب رايه ، وهو تصريح مسجل ، وهو ما أكده لاحقا عبر لقاء مع احدى الصحف الالكترونية وهو ما أثار الكثير من التعليقات سواء داخل المملكة وخارجها والتي حملت تلك التعليقات في غالبيتها استنكارا واندهاشا من تلك التصريحات الخارجة عن السياق التي لم يجد معها الشيخ الاحمد الا أن يحاول أن يصلح ما أفسده لسانه ، ولكنه للاسف حمل على الصحافة واتهمها بأنها نقلت عنه تصريح لم يقله وسطرت عناوين وصفها بالمستفزة. ففي تصريح للشيخ يوسف الاحمد اليوم الجمعة ، أكد تراجعه عن دعوته بهدم الحرم المكي مؤكدا رفضه القاطع للعناوين "المستفزة" التي خرجت بها بعض الصحف والمواقع الإلكترونية . وقال الأحمد: كل ما طالبت به هو إعادة توسعة المطاف ليستوعب أضعاف الوضع الحالي.وحول عبارة "هدم" المسجد الحرام وإعادة بنائه مرة أخرى والتي جاءت في مداخلته، أوضح أن عبارة هدم "التقطت عنوة" ولم أقصد بها المعنى الذي تم تداوله بشكل موسع .. "فهل يعقل أن يطالب أحد بهدم المسجد الحرام؟"، وشبه "المحرفين" لكلامه في هذا الموضوع بمن يقول "لا تصلوا" لأن الله تعالى يقول "ويل للمصلين" مما يفسد المعنى. وأضاف: إن حديثي مبني على دراسة علمية أعددتها بعد نيلي شهادة الدكتوراه ، قامت على أهمية توسعة المطاف ومعالجة الاختلاط بين الرجال والنساء بسبب الازدحام، وهو مبني على "قواعد شرعية" لتكوين مشروع مستقبلي متكامل في توسعة المسجد الحرام والاستفادة من الوسائل التقنية والهندسية الحديثة. وطالب بتوسعة المطاف والمسجد الحرام ليستوعب أكثر من 10 ملايين من المصلين في وقت واحد. وقال إن مشروع التوسعة الذي تنفذه الحكومة حاليا لم تظهر فيه الرؤية متكاملة ومتجانسة من حيث توسعة المسجد الحرام والأحياء السكنية المجاورة والطرق والممرات والمشاعر ليسهل استيعاب أكثر من 10 ملايين شخص مع سهولة التنقل والمعيشة في أماكن ملائمة لجميع الفئات وبأسعار مناسبة للجميع ، وأرجو أن يكون ظني غير صحيح. وفيما يتعلق بالنساء قال الأحمد : لا أعتقد أن أحداً يوافق أن تعرك زوجته أو قريبته بين الرجال في المطاف، فحفاظاً على حقوق المرأة وإكراماً لها لتأخذ راحتها في العبادة وأداء الصلاة طالبت بتوسعة المطاف وإنشاء مواقع مخصصة لهن. من جهته ، رفض القاضي بالمحكمة الجزائية بالرياض الدكتور عيسى الغيث، المطالبة بهدم المسجد الحرام وإعادة بنائه، وطالب بوضع حد لمثل هذه الآراء، ووقف أصحابها عند حدهم, ودعا إلى إعادة تعليم هؤلاء وتربيتهم من جديد وتوعيتهم وتوجيههم . وردا على ما صرح به الأحمد من أن الاختلاط بين الجنسين في المسجد الحرام "محرم"، ولابد من هدم المسجد وإعادة بنائه، علق الشيخ الغيث على ذلك بالقول: لم أصدق هذا الكلام حينما بلغني ولم أكن أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد، فهذا يعني أننا وصلنا إلى مراحل خطيرة لم يتوقعها أحد ولو من أكثر المتشائمين، ولكن للأسف ثبت هذا بالمقطع الذي رأيته، وعليه يجب أخذ موضوع الغلو والتنطع بكل جدية، ولابد من اتخاذ الخطوات العملية العاجلة لحماية الدين والوطن من هذا الفكر الخطير. وعن عواقب مثل هذه الآراء، أوضح الغيث أنه في السابق كان يستبعد الكثير من الأمور، ولكن بعد هذه التطورات أصبح كل شيء واردا من هذه الفئة .. فمن تكفير بالجملة إلى دعوة لهدم المسجد الحرام، قائلا: حسبنا الله ونعم الوكيل. وحذر القاضي بالمحكمة الجزائية بالرياض من تأثر الشباب بمثل هذه الدعوات غير المسؤولة، وقال: أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ويوفق ولاة الأمر لاتخاذ القرارات الحاسمة ضد هؤلاء قبل استفحال الأمور. وأشار الغيث إلى أنه سبق وحذر من هذا التوجه ولم يؤخذ تحذيره مأخذ الجد، وأكد أن الدافع لمثل هذه الآراء هو الشبهة والشهوة والهوى والظلمات إذا اجتمعت مع بعض، وقبل ذلك الغلو في الدين. وعن الحل لإيقاف "سيل" التشدد، قال الغيث لا موقف يمكن تنفيذه بنجاح سوى وقف هؤلاء عند حدهم وإحالتهم إلى محاضن لإعادة تربيتهم وتعليمهم من جديد وتوعيتهم وتوجيههم وهدايتهم إلى الصراط المستقيم وكف البلاد والعباد من شرهم القولي والفعلي والتنظيري والتطبيقي وعدم السكوت عنهم الذي لا يعد - بعد وصول هؤلاء لهذه المراحل - من الحكمة والحلم في شيء. وكان عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً يوسف الأحمد قال بما نصه "كيف نفصل؟..الله أعطانا الوسائل.." ثم أضاف "وش المانع أن يهدم المسجد كاملاً ويبنى من جديد.. ويكون أضعاف أضعاف الموجود حالياً وبدلاً أن يكون دائريا وضخما وكبيرا فيكون 10 أو 20 أو 30 دورا ويكون هناك وسائل تقنية".