أوضح شرعيون أنه لا بأس من تطور ونجاح المرأة في مجالها، قائلين يطلق البعض الأحكام التحريمية فيمنعها الالتحاق ببعض المجالات والسبب الحسد في نفسه لما بلغ البعض إليه. وبينوا أن مطلقي الأحكام الممانعة لعملهن وتقدمهن ربما يجهل دورهن الهام الذي يقمن به، لافتين إلى أن المهن المتطلبة إلى الاختلاط لها ضوابطها التي ينبغي أن تراعى، فليس التحليل أو التحريم بلا قيود. وقال أستاذ الفقه في المعهد العالي للقضاء الدكتور محمد النجيمي: الإجازة المطلقة لعمل المرأة بكل أشكاله وبدون قيود، أو في المقابل التحريم المطلق ليس صحيحا، إذ كل حالة تختلف عن الأخرى، مضيفا: «لابد من وضع ضوابط في المسألة». وزاد «عملت المرأة في عهد النبوة في مجال الزراعة والتجارة، وهذا مباح، لكن الإشكال حينما تعمل المرأة مع الرجل في مكان واحد لا يمكنهما من غض البصر، والله سبحانه وتعالى يقول في سورة النور: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) كما أن الرسول بين بأن النظرة الأولى للشخص له لكونها ليست مقصودة أما الثانية فلا تجوز». وأضاف «أما عمل المرأة في ذات السوق أو ذات المستشفى وغيره لا في ذات المحل فلا إشكال فيه، وإن احتاج الرجل أن يبتاع منها فلا بأس دون أن يكون هناك خلوة، كما أن عمل الأطباء والطبيبات في مستشفى واحد لا بأس شرط ألا يختلي الطبيب بالممرضة، بل تخرج حتى يجيء مريض آخر». ونوه بأن الإسلام أشاد بالمرأة العاملة، فعملت الصحابيات في مجال التمريض وتطبيب الجيوش الإسلامية، وليس ما عليه حال الغرب والتي تعمل المرأة لديهم في الشرطة ونحوه. أما عضو المحكمين في المملكة الدكتور أحمد المعبي فقال الإسلام شجع على الإنتاج سواء للرجل أو المرأة، بل دور المرأة أحيانا أكبر لأنك إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، بل هي تبني جيل شباب المستقبل. وذكر أن المرأة السعودية حققت مستويات عالمية في مجالات مختلفة، معتبرا المرأة العالمة والمتفوقة في مجال ما أفضل من غيرها حتى في تقواها لله سبحانه وتعالى لمعرفتها لبعض الخفايا التي تدعو إلى التأمل مستندا على ذلك بقول الله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، إذ لا يستوي العالم والجاهل لأنهما مثل الحي والميت. واستشهد على أهمية المرأة في المجتمع ورجاحة عقلها بزوجة النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة والتي أشارت إليه بأن يكون قدوة للصحابة فيذبح الهدي بعدما منعه أذى قريش من الدخول لأداء العمرة، فغضب بعض الصحابة ورفضوا العودة إلى المدينة ومنهم عمر بن الخطب رضي الله عنه فكان النبي صلى الله عليه وسلم قدوتهم. ونوه إلى أنه لا ينبغي دحر القدرات خصوصا وأن بعض النساء تنعم بمواهب خلاقة، إذ أعطاهم الله حنكة وحكمة وعقل، تستطيع من خلاله مزاحمة الرجال والتفوق عليهم، مرجعا أسباب معارضة البعض لممارسة المرأة العمل وخصوصا النساء من ذوي النماذج المميزة إلى الحسد قائلا: نستعيذ بالله من ذلك كما قال سبحانه وتعالى: (ومن شر حاسد إذا حسد). وبين أن من أهم أسباب الاعتراض على عمل المرأة أن المنتقد لم يبلغ لما وصلت المرأة إليه، كما أن غياب الدور الهام الذي تقوم به المرأة عن أذهان الكثيرين شجَّع على انتشار الأحكام المعارضة لعملها، مطالبا في الوقت ذاته المتميزات الحرص على الحشمة والتعفف، مضيفا: ليس كل اختلاط مذموم، فالاختلاط موجود حول الكعبة المشرفة وفي الصفا وفي الحج. وخلص: من الخطأ القول بأن المرأة ناقصة عقل ودين، لأنها تتفوق أحيانا على ملايين الرجال، والسر في عقلها وليس في الأنوثة أو الذكورة.