أوضح الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء أن واجب الدعاة البدء بالتوحيد أولا لأن الرسول دعا إلى التوحيد في بداية أمره، لافتا إلى أن الدعوة إلى التوحيد هي الأصل والأساس ثم بعد ذلك تكون الدعوة إلى غيره من الأعمال. وبين الفوزان أن الداعية الذي يترك التوحيد ويدعو إلى غيره ليس على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن دعوته لن تنجح ولا تفيد شيئا لأنها على غير الجادة الصحيحة التي مشى عليها الأنبياء والمرسلون والمصلحون والدعاة إلى الله عز وجل، مشددا على أن أول ما يجب على الدعاة أن يتعلموا التوحيد ويعرفوه تماما ثم يدعون إليه الناس ويبينونه للناس ويعلمون الناس به.. فإلى التفاصيل: ما الكتب المعتمدة في فنون الفقه الذي يبدأ به طالب العلم ويكون متيسرا في قراءته؟ المشكلة في طلب العلم ليست الكتب فالكتب متيسرة ولله الحمد ولكن المشكلة في وجود المعلم الكفء الذي يبين الكتب ويوضحها فإذا وجد العالم الذي يوضحها عن علم ومعرفة فليكن البدء بالمختصرات لا بالمطولات وأقرب شيء متن زاد المستقنع في اختصار المقنع فإذا أتقنه طالب العلم على عالم متقن فإنه يكون فقيها بحصيلة فقهية كافية بإذن الله. واجب الدعاة ما واجب الدعاة اليوم في بيان التوحيد؟ واجب الدعاة أن يبدأوا بالدعوة للتوحيد لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أول ما دعا إلى التوحيد، لأنه الأصل والأساس ثم بعد ذلك يدعون إلى غيره من الأعمال، فالذي يترك التوحيد ويدعو إلى غيره هذا على غير طريقة الرسول ولن تنجح دعوته ولا تفيد شيئا لأنها على غير الجادة الصحيحة التي مشى عليها الأنبياء والمرسلون والمصلحون والدعاة إلى الله عز وجل فأول ما يجب على الدعاة أن يتعلموا التوحيد ويعرفوه تماما ثم يدعون إليه الناس ويبينونه للناس ويعلمون الناس به بأنواعه، وهو ثلاثة، توحيد الربوبية وهو إفراد الله تعالى بأفعاله من الإحياء والإماتة والخلق والرزق وتدبير الأمور، والثاني توحيد الألوهية وهو إفراد الله تعالى بأعمال العباد التي شرعها لهم لهم من دعاء وصلاة وزكاة وصيام وحج وغير ذلك من الأعمال تكون خالصة لله ليس فيها شرك ولادعوة لغير الله لأن الشرك يبطل الأعمال ويفسدها، والقسم الثالث توحيد الأسماء والصفات بأن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه أو ما أثبته له رسوله من الأسماء والصفات من غير تعطيل ولا تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). الفتوى والأحكام لايخفى عليكم ما يسببه دخول من ليس لديه علم في شؤون الفتوى والقول على الله بغير علم، كيف نضبط الفتاوى ونحذر الناس من الأخذ عن غير العالمين؟ يحتاج المسلمون إلى من يبين لهم أمور عقيدتهم وعباداتهم ومعاملاتهم وأنكحتهم وهذا ما يسمى بالفتوى وهي بيان الحكم الشريعي بدليله من الكتاب والسنة كما يحتاجون إلى من يفصل بينهم في خصوماتهم ومنازعاتهم وهذا ما يسمى بالقضاء ولا يقوم بهذين العبئين العظيمين إلا من عنده مؤهلات علمية وعنده تقوى وخوف من الله وتذكر المقام بين يديه. لأن المفتي والقاضي كل منهما مخبر عن الله أنه أحل كذا وحرم كذا وأن الحق مع أحد الخصمين دون الآخر ولهذا عظم الله من شأن هذين المنصبين الإفتاء والقضاء وحذر من اقتحامهما بدون علم وبصيرة وبدون عدل وإنصاف (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون* متاع قليل ولهم عذاب أليم)، وقال لنبيه (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك)، قال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، (فأولئك هم الظالمون)، (فأولئك هم الفاسقون)، وأمر الجهال أن يسألوا أهل العلم فقال سبحانه: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، فالجاهل لا يجوز له أن يسأل الجاهل أو المتعالم، ولا يجوز لغير العالم أن يجيب السائل ويفتي بغير علم، كما يجب على العالم أن يفتي بالحق الموافق للدليل ولا يفتي بما يوافق أهواء الناس ويرضيهم مع مخالفة الدليل ويفتح لهم الرخص المخالفة للدليل. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم المفتي والمستفتي من القول على الله بغير علم حينما أخبر أنه عند فقد العلماء يتخذ الناس رءوساً جهالا فيفتون بغير علم فيضلون ويصلون. أقسام المفتين وكيف يعرف المسلم العالم وهل هناك أقسام للمؤهلين للفتوى؟ القسم الأول المجتهد المطلق الذي يقدر على أخذ الحكم من الكتاب والسنة مباشرة وهذا له شروط يجب أن تتوفر فيه ذكرها العلماء في أصول الفقه، ولا يتمثل هذا إلا في الأئمة العربية وأمثالهم ممن توفرت فيهم شروط الاجتهاد. والقسم الثاني مجتهد المذهب الذي يستطيع معرفة الراجح من المرجوح والقول الصحيح من غيره من مذهبه وغير مذهبه فيفتي بما ترجح لديه من أقوال العلماء، مما يبرئ ذمته وذمة السائل. وأما من ليست عنده أهلية الترجيح وإنما عنده اطلاع على الأقوال أو مطالعة في الكتب أو نظر فيما يسجل في الكمبيوتر من الأقوال الفقهية وليس عنده أهلية في معرفة الراجح بالدليل من تلك الأقوال فلا يجوز له أن يفتي الناس لئلا يضل ويضل. وكان الناس في هذه البلاد على منهج سليم في أمر الفتوى حيث يرجعون إلى العلماء المؤهلين والمعتمدين للإفتاء على وجه منضبط وكانت الأمور تسير على خير وجه بحيث لا يتدخل أحد في غير اختصاصه بل كل يقف عند حده. ولكن في الوقت الأخير حصلت تجاوزات في هذا الأمر فصار كل يفتي ولو لم تسند إليه الفتوى أو لم يكن عنده أهلية للفتوى ومما زاد الأمر خطورة تدخل بعض الصحف في الكلام في الأحكام الشرعية والتطاول على أهل العلم ورجال الحسبة مما أربك الناس وأحرج صدور الغيورين حتى إن بعض الصحفيين إذا لم توافق الفتوى هواه يصفها بالشذوذ ولو كانت حقاً ويصف من أفتى بها بالمتشدد أو التكفيري. وإذا وافقت الفتوى هواه روج لها ومدحها ولو كانت فتوى خاطئة والمفتي ليس أهلاً، وتجاوز الأمر هذا إلى شؤون القضاء وشؤون الحسبة وتفاقم الأمر حتى بلغ منتهاه وتجاوز حده. فلما رأى ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- خطورة ذلك على الدين وعلى المسلمين أصدر قراره الحازم والحاسم بحماية الفتوى وحماية أعراض أهل العلم وحماية الحسبة، ولجم العابثين غيرة على الدين وعلى البلاد والعباد. فأعاد -حفظه الله- ووفقه لنصرة الحق الأمر إلى نصابه، وأوقف العابثين عند حدهم قياماً بما أوجبه الله عليه من حماية الدين وحماية العقيدة وحماية الأعراض وحفاظاً على هيبة العلماء ومكانتهم. وهذا أمر يشكر له ونسأل الله أن يسدده ويعينه وينصره، كما نسأله سبحانه أن يعيد المخطئين إلى رشدهم ويثبت أهل الحق. قتل المعاهدين بعض الجماعات المنتسبة إلى الإسلام تعمد إلى قتل المعاهدين والذميين بدعوى أن الشريعة جاءت بذلك وأباحته لهم، فكيف نرد عليهم؟ قتل المستأمنين والذميين والمعاهدين إفساد في الأرض وخيانة وفوضى جلبت الأضرار على الإسلام والمسلمين، فإن للجهاد الشرعي ضوابط وأحكاما وشروطا مدونة في كتب الفقه والحديث. وينبغي أن يكون الجهاد بإشارة ولي أمر المسلمين ويكون تحت رايته، وتوضيح الحقيقة في مفهوم الجهاد مهم جدا؛ لالتباس الحق بالباطل في هذا الوقت. فالجهاد في سبيل الله هو الذي شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى وقاده بنفسه أو وكل فيه من يقود السرايا والجيوش، وأن حمل السلاح وتكوين العصابات والجماعات للقتال خارج الضوابط الشرعية المقررة، إفساد وفوضى حرمها الله وحذر منها رسوله صلى الله عليه وسلم. إن الفاسدين يعتبرون أن كل قتل هو جهاد في سبيل الله، وليس لأحد حمل السلاح وقتال أهل الذمة والمستأمنين؛ لأن هذا خيانة وسفك للدماء، فيهلك ناس ليس لهم ذنب وتخرب الأموال، إذ أن هذا الفعل مخالف لأمر الله ورسوله الذي توعد أمثال هؤلاء بقوله: (من قتل معاهدا أو ذميا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين سنة). وليس كل كافر يحل قتله فهناك معصومو الدماء بالعهد أو الذمة أو بأخذ الأمان، فمناديب الكفار ورسلهم كانوا يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيستقبلهم ويتحاور معهم ولم يقتلهم بل يتركهم يذهبون إلى دولهم وجماعاتهم حتى يرجعوا، فيأمنون ما داموا في بلاد المسلمين. إن الجهاد بهذه الصفات من خصال وشعب الإيمان، وهو ما يهدف لإعلاء كلمة الله، فالرسول صلى الله عليه وسلم شدد على ضرورة أن يكون القصد في ذلك ابتغاء وجه الله. إقامة الأحزاب هل لإقامة الأحزاب أصل شرعي، وهل كان ذلك من فعل السلف الصالح؟ ليس منهج الإسلام إقامة الأحزاب للوصول إلى الحكم، موضحا أن الحكم يقوم على البيعة من أهل الحل والعقد من العلماء والعالمين بأمور السياسة والحكم لا للفوضى والغوغاء، وأن البقية تبع لأهل الحل والعقد. إنه لا يمكن اتباع السلف بإحسان إلا بتعلم مذهبهم ومنهجهم وما يسيرون عليه، لافتا إلى أن مجرد الانتساب إلى السلفية من غير معرفة بها ومنهجها لا يفيد شيئا بل قد يضر. التنقص من السلفيين في بعض مواقع التواصل والفضائيات هناك تنقص من السلفيين ووصفهم بأوصاف غريبة، ما تأثير ذلك عليهم وعلى منهجهم؟ كل تلك الأوصاف لا تضرهم، وأنا أدعو إلى عدم الالتفات لهؤلاء، لأن تأثير أوصافهم يقتصر على الإنسان الذي ليس لديه صبر وقوة عزيمة، والذي يثير الاستنكار تلك الدعوات إلى التزهيد في فقه السلف عبر بعض وسائل الإعلام والمطالبة بفقه جديد. مذهب السلف هو سفينة نوح، فمن ركبها نجا ومن تركها غرق، فالنبي صلى الله عليه وسلم أبدى تخوفه من دعاة الضلال الذين يريدون صرف الناس عن منهج السلف، وقال إنهم دعاة على أبواب جهنم، وإن من يقول بأن منهج السلف أحدثه ابتداء الإمام أحمد بن حنبل فإنه لم يقل الحقيقة وقال كذبا، فالذي وضع منهج السلف هو الله تعالى في كتابه والرسول صلى الله عليه وسلم في سنته. الرد على الباطل هل الرد على أهل الباطل من حق الجميع أم أنه مقتصر على جماعة بعينها؟ الرد على أهل الباطل مقتصر على أهل العلم وليس من حق أي أحد، أما المهاترات والطعون التي فشت بين الشباب والمنتسبين للعلم لا تصلح، بل هي تحريش وسباب لا يجوز. إن أهل العلم لا يفعلون هذا بل يصلحون بين الناس والعلماء وطلبة العلم، ولا يزيدون الشر شرا ولا يفجرون الخلاف ويقسمون الناس ويشتتونهم، كل ذلك لا يجوز. أئمة الدعوة وماذا تقولون في بعض الدعاة الذين يطعنون في بعض كتب أئمة الدعوة؟ ** من جهل شيئا عاداه، هؤلاء يجهلون كتب أئمة الدعوة ولم يدرسوها على أهل العلم، ولما خالفت أهواءهم طعنوا فيها، والواجب عليهم ترك هذا الكلام وتعلم العلم على أهله. النصيحة العلنية بعض من يسمون أنفسهم بالدعاة يخرجون في أحاديث فضائية أو عبر كتابات في مواقع التواصل بحجة توجيه نصيحة لولاة الأمور والمسؤولين، ويقولون إن هذا فعل الصحابة والتابعين، فهل فعلهم صحيح؟ هذا الكلام خطأ، فهذه الطريقة لم يسلكها الصحابة والتابعون، الإنكار على الولاة لا يكون علانية وإنما يكون بالاتصال بهم ومناصحتهم مباشرة بين الناصح والمنصوح، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يكلمه بها علانية وليأخذ بيده وليخل به فإن قبلها قبلها وإلا كان قد أدى الذي عليه والذي له».. رواه الحاكم. إن من يقول بالإنكار على الولاة علانية هذا يسبب فتنة وشرا، ويكذب على الصحابة والتابعين، لأن السلف الصالح ما فعلوا هذا. الاعتدال والتسامح هناك مصطلحات عديدة تروج في هذه الأيام وتتداول في الصحف مثل الاعتدال والتسامح والوسطية وكان لكم رأي شديد وواضح في منع التستر وراء هذه القيم الفاضلة والعمل على نشر آراء مضللة، كيف نستطيع أن نعلي هذه القيم ولا نتخذها سبباً للتساهل والتفريط؟ الاعتدال والوسطية مطلوبان في الإسلام «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا». فالاعتدال مطلوب والاعتدال هو الوسط بين طرفين متناقضين. طرف الغلو والتشدد وطرف التساهل والتميع. فعلى المسلم أن يعلم أن التسامح لا يعني التساهل وإضاعة حقوق الله وحقوق عباده، ولكن التسامح يكون مع أداء حقوق الله وحقوق عباده. كما أن التشدد لا يعني المحافظة على الدين لأن البعض يعتقد أن من تمسك بدينه فهو متشدد، فالتشدد في حقيقته يعني الزيادة والخروج على حدج الاعتدال فالله تعالى قال لنبيه «فاستقم كما أمرت»، أي على الحد الذي أوضح لك ولا تزد عليه. وقال «ولا تطغوا» والطغيان يعني الزيادة على ما شرعه الله تعالى، على أساس أنه من الخير، والزيادة على ما شرعه الله شرا وليست خيرا. والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من الغلو. ولكن الغلو لا يعني التمسك بالدين. الخروج على الجماعة حذرتم في خطبكم من الخروج على الجماعة والوقوع في فخاخ الفتن التي تتقلب في أشكال براقة، كيف نستطيع ذلك؟ الله تعالى حثنا على لزوم الجماعة ومن المعلوم أنه لا جماعة إلا بإمام يقودها وله السمع والطاعة والله تعالى يقول «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»، والنبي صلى الله عليه وسلم «من أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني». فالاجتماع يكون مع جماعة المسلمين وعدم الشذوذ عنهم، وطاعة ولي أمر المسلمين في غير معصية «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق». فلا يمنع الأمة من الضلال ولا يحفظ حقوقها إلا وجود إمامٍ للمسلمين يقيم الحدود وينصف المظلوم من الظالم وتجتمع عليه كلمة المسلمين. أما الثورات والمظاهرات والاحتجاجات فهذه ليست من دين الإسلام لأنه ينهى عن الفوضى وعن نزع يد الطاعة من ولي الأمر. فمن كانت له مظلمة أو حق فليطالب به بالطرق الشرعية وليس بالطرق الغربية التي أحدثت الفتن والاضطرابات بين الناس. لنا دين والحمد لله نسير وفقه في عباداتنا وفي شؤون حياتنا وجميع أمورنا. أما الغربيون فليس لهم دين، ودينهم يضعونه بأنفسهم وهو باطل وقاصر ولا ينفع لأنه عمل بشري أما دين الله فهو معصوم لأنه تنزيل من رب العالمين فهو الذي يرضي الناس ويوحد كلمتهم. التساهل والتشدد بعض الشباب الصغار ينخدعون بما يأتيهم من الخارج وبسبب ذلك يقعون إما في شراك التساهل وإضاعة الدين، أو باللجوء للتشدد والغلو وذلك يأتيهم عن طريق الإنترنت الذي أصبح وعاء كبيرا يطلع عليه الجميع؟ الخير له دعاة والشر كذلك له دعاة وهذا من طبيعة الحياة منذ قديم الزمن، والحمد لله إذا وجدت وسائل خير ووجدت وسائل شر كبعض الفضائيات فهناك ما يقابلها من برامج الخير وفضائياته. لذلك شرع الله صلاة الجمعة وخطبتها لتوعية الناس وتوجيههم، والله تعالى ضمن لنا أن تتم مصالحنا وأن تستقيم أمورنا وأن تجتمع كلمتنا. فلا نلتفت إلى ما يخالف ديننا ومصالحنا ومجتمعنا إلى أعدائنا الذين هم ضائعون، فكيف نقتدي بهم ونترك ديننا الذي هو عصمة أمرنا وفيه صلاحنا ونجاحنا في الدنيا والآخرة، فهذا هو الخسران. الاقتداء بالغرب ولكن البعض يرى في الاقتداء بالغرب تقدما وتطورا وحضارة ويتقيدون بالالتزام بكل ما يأتي منه وبالمقابل يستهزئون ويقللون من قدر ما نعتز به من قيمنا وثوابتنا الإسلامية؟ هذا ناشئ إما بسبب الجهل بدين الإسلام والاعتقاد بأن في الغرب الرقي والتقدم، وإما بسبب النفاق ومعاداة الدين وكلاهما لا يتلفت إليه، فالدين كامل ولله الحمد والله تعالى يقول في محكم تنزيله «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا».