قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنَّ الله وملائكته وأهل السَّموات والأرض حتَّى النَّملة في جحرها وحتَّى الحوت ليصلُّون على مُعلِّم النَّاس الخير" واليوم يقاس تقدم الدول ونموها بمؤشرات يأتي على رأسها جودة النظام التعليمي ومخرجاته التي هي انعكاس لكفاءة وفاعلية مهنة المعلم ، وهي مهنة لها شروطها ومواصفاتها التي لا يمكن أن يحمل لواءها إلا صاحب قيم ومبادئ، نذر نفسه لأن يبذل جل وقته من أجل إفادة طلابه والحرص على رفع مستوى تحصيلهم العلمي. ولكن المؤلم إن مهنة التعليم ما فتئت تفقد مكانتها في أنحاء عدة من العالم واليوم العالمي للمعلم يلفت الانتباه إلى الحاجة لرفع مكانة مهنة التعليم - ليس لأجل المعلم والمتعلم فحسب ، ولكن لأجل المجتمع كإقرار واعتراف بالدور العظيم الذي يضطلع به المعلمون والمعلمات في بناء المستقبل. إن الجامعات ممثلة في كلياتها بوجه عام وخاصة كليات التربية معنية بالاحتفال بهذا اليوم أكثر من غيرها من المؤسسات التربوية الأخرى أو مؤسسات المجتمع لأنها المختصة بإعداد وتأهيل معلمي المستقبل ، فإذا كان المعلمون والمعلمات هم صناع العقول فإن أعضاء هيئة التدريس في الجامعات هم صناع العقول . ويجب أن يكون لنا في كل عام مشروع يخدم مهنة المعلم كجذب المتفوقين من خريجي التعليم العام إلى مهنة التعليم وحث مؤسسات المجتمع على تنظيم فعاليات لجعل هذا اليوم احتفالاً تربوياً فرياً من نوعه . واعتقد بل أكاد أجزم أنه ليس بالضرورة الاحتفال بهذا اليوم في نفس التاريخ العالمي ( 5) أكتوبر من كل عام حيث يمكننا ربطه بأي حدث وطني سعودي تاريخي مثل تاريخ أول اجتماع تعليمي عقده الملك عبدالعزيز يرحمه الله في جمادى الأولى من عام 1343 ه أو تاريخ إنشاء أول مدرسة نظامية أو خلافه ، وحتى الفعاليات يجب تصميمها بطريقة تتناسب مع قيمة ومكانة ودور المعلم في الإسلام ، بحيث تستقبل المؤسسات التربوية على مستوى التعليم العام والعالي زوارها وتفتح أبوابها في لقاءات ودية هادفة لإعلاء شأن المعلم . وختاماً يسرني أن أتقدم إلى جميع المعلمين والمعلمات في المدارس وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات بأطيب الأمنيات بالصحة والعافية والتوفيق وأعبر عن تقديري وفخري بهم وأدعوهم إلى الشعور بالاعتزاز لأنهم يمارسون هذه المهنة الشريفة والعمل على تطويرها وإشاعة آدابها المهنية السامية والارتقاء بمهنتك واستشعار قيمتها أهم القضايا التي ينبغي عليك العمل عليها وتعظيمها، فرسالتك رسالة الأنبياء والرسل وهي تتطلب منك أداء حق الانتماء إليها والإخلاص في العمل والصدق مع النفس والاعتزاز بها لتكون قدوة لطلابك في كل سلوكياتهم التربوية والإنسانية. واستشهد في هذا الموقف بقول الشاعر : حيّوا بلاداً نمتْ في علمها النِّعمُ وأثرتِ العلمَ في إحسانها الأممُ بالعلمِ قامتْ وما قامتْ معادنُها لولا المعلمُ والقرطاسُ والقلمُ حيُّوا المعلمَ ما دامتْ عزائمُهُ تبني الحياةَ وفيها المجدُ يُغتنَمُ هو المنارُ إلى الدنيا وسيِّدُها ورائدُ الركبِ في التعليمِ والعَلمُ إنَّ المعلمَ إنْ حُطَّتْ مكانتُهُ سادَ الفسادُ وكانَ الجهلُ والنقمُ وَعُكِّرَ الأمنُ في الدنيا وزخرفها لا العيشُ يصفو ولا ساغتْ به اللقمُ