إن من أكثر العلاقات غموضًا في مجتمعنا علاقة المعلم بالطالب. هذه العلاقة التي أشبعت جدلا ولا يكاد يخلو مجلس للعامة والخاصة من التعريج على هذه العلاقة, فهناك من يرى تجريم المعلم وآخرون يرون أن سبب سوء هذه العلاقة هو تجريد المعلم من صلاحياته التي هي بمثابة أدوات إصلاح الطالب حالها حال أدوات المهندس لإنجاز مخططاته الهندسية وأدوات الطبيب والتي كثيرًا ما تكون جارحة لإنقاذ حياة مريض ومواصلة مسيرته في الحياة. أذكر في أحد الأيام أن قال أحد المعلمين الفضلاء لأحد الطلاب ارفع قلم زميلك الذي أسقطته أرضًًا واعتذر لزميلك , حيث رأى المعلم أن واجبه التربوي يحتم عليم إصلاح خلق تلميذه حاله حال الطبيب مع المريض , ولكن الطالب نظرًا لجهله بالواجب تجاه المعلم رأى أن في ذلك إهانة شخصية وكأن الأمر قد صدر من ند وليس من معلمه , فتطور الوضع إلى مشاجرة وتماسك بالأيدي يتحمل المعلم جزءًا منها والجزء الأكبر يقع على الطالب وأسرته والبيئة المدرسية وأنظمة الوزارة في تنظيم العلاقة بين الطالب والمعلم من خلال تمكين المعلم من استخدام أدواته التربوية وتهيئة الطالب لاستقبال العلاج والإصلاح بهذه الادوات أي تعليم الطالب والتأكد من معرفته بواجباته تجاه معلمه. جميعنا نقر – بشكل عام – وجوب احترام الطالب للمعلم فهو يكبره سنًا ولكونه معلمًا للطالب , بين فضله الرسول – صلى الله عليه وسلم – :( إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير). وقال الغزالي :( التربية والتعليم أفضل وأشرف وأنبل مهنة بعد النبوة). ويقول شوقي : قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولًا أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسًا وعقولا إن احترامه وتقديره يقتضي حديثنا معه بلطف وأسلوب حسن, بصوت لا يعلو صوته, بكلام ليس من التهجم والاعتداء في شيء. نسأله عما لا نعرف وقيما نحتاج إليه دون إكثار فقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – :( إن الله كره لكم ثلاثًا قيل وقال وكثر السؤال وإضاعة المال).نختصر السؤال ونتقبل الجواب. نسأله عن وقته أيسمح لنا بطرح سؤالنا أم لا؟ هنالك الكثير من الجهات المؤثرة القادرة على تغيير سلوكيات الناس وإعادتهم إلى المسار الصحيح كالإعلام مثلا ذاك السلاح السريع ذو التأثير الممتد حبذا لو تضمن بعض المواد التي تعرض فضل المعلم وحقوقه وتزرع في قلوب الطلاب حب احترام المعلم ومن الجهات الوزارة فتضمين مناهج طلاب الصفوف الدنيا في المرحلة الإبتدائية بمواضيع عن احترام المعلم وبيان مكانته سيكون له أكبر الأثر في تعليم الطالب واجبه تجاه معلمه. أخيرًا فإن صاحب الحق لا بد أن يوفى حقه فقد قال طرفة : وذو الحق لا تنتقص حقه فإن القطيعة في نقصه و عندما ينال المعلم حقه ستجني الأجيال ثمرة ذلك علمًا وخلقًا ورقيًا. الوليد الصحفي