أن تكون هناك حاجة للطلبة إلى دروس خصوصية دليل قاطع على فشل العملية التعليمية، وعجز المدرس عن إيصالالمعلومة إلى الطالب، ومن تحصيل الحاصل أن نقول إن السبب الرئيسي في ذلك هو تكدس الطلبة في الفصول وبالتالي الفجوة بين عدد الطلبة وعدد المدرسين، أو بكلمات أخرى النسبة المطلوبة بين عدد الطلبة وعدد المدرسين بالاضافة إلى نصاب الدروس المطلوب من المدرس تدريسها في الأسبوع، فالمدرس الذي يدرس 50 طالباً لا يجد الوقت أثناء الحصة لمزيد من الشرح لطالب يحتاج إلى ذلك ولاسيما إذا كان هناك أكثر من طالب يشعر بهذه الحاجة أو إلى فهم أجزاء أخرى من المادة المدرّسة، كما أن المدرس بدوره لا يستطيع أن يسأل طالباً أو أكثر عما إذا كان قد فهم ما قاله أم لا، وفضلاً عن ذلك فإنه ليس بإمكان المدرس أن يكلف الطلبة بواجبات منزلية إذ لن يجد الوقت لتصحيحها وإن فعل وهو المستحيل فلن يستطيع أن يكتشف أي غش في إجابات الطلبة، والنتيجة أن يخرج الطالب من الفصل خالي الوفاض، وتزداد المشكلة استفحالاً نتيجة لتكدس الكتب المدرسية بكم هائل من المعلومات تصرف الطالب أو لا تمكنه من التركيز على ما هو أساسي ومهم فيها، أي أن هذا تعليم لا جدوى منه ولا نفع ويترتب عليه إهدار أموال بدون طائل كان من الممكن أن يستفاد منها لو صرفت في مجال آخر، ولا يجد الطالب حلاً إزاء ذلك لكي ينجح ويحصل على الشهادة وإن كان يشعر قبل الآخرين بأنه غير جدير بها سوى الدروس الخصوصية والملخصات، وكلاهما لا نفع له فالمدرس الذي تشكل له الدروس الخصوصية كنزاً لا ينضب (يبلغ سعر الحصة أحياناً 500 ريال في الساعة) يعمل على الإكثار من عدد الطلبة الذين يدرسهم وبالتالي لا يستطيع أن يكلفهم بواجبات منزلية، والواجبات هي الجناح الآخر من العمليات التعليمية، وبدونها يصبح الطالب مشلول الفكر، أما الملخصات فتضغط المعلومات حتى يسهل حفظها عن ظهر قلب بأمل أن تظل محفوظة إلى أن ينتهي الامتحان، وبالطبع لا يتبقى بعد ذلك إلا الخواء، ويا أيها القوم (المسؤولون عن التعليم) إن تعليمكم هذا لا نفع منه ولا جدوى، والأفضل أن تقفلوا مدارسكم إلى أن تصلحوا نظام التعليم.