وهي حقيقة لم نكتشفها اليوم أو حتى بالأمس القريب بل تعود إلى بداية التعليم في بلادنا وهي باختصار ودون مقدمات أن الطالب في مدارسنا لا يتعلم أي شيء ويعود إلى بيته في آخر اليوم من المدرسة (وهو طبعاً ليس آخر النهار) خالي الوفاض اللهم بالطبع إلا الأقلية التي تثبت القاعدة ولا تنقضها والأسباب معروفة ولو أنه لا ضير من ذكر بعضها وهي أسلوب التعليم نفسه الذي يعتمد على التلقين وتكدس الفصول الذي لا يسمح للمدرس (هذا إذا افترضنا أنه مؤهل) بشرح المادة أو ما استغلق على فهم الطالب لهذا لا يجد مناصاً من حثه على الحفظ وألا يخرج على النص، أي ما حفظه، ولو كان الكتاب المقرر سهل التناول وقريباً من مدارك الطالب لهان الأمر وانتهت المشكلة ولكن هذه الكتب أبعد ما تكون عن فهم المدرس ناهيك عن الطالب، ولهذا فلابد من اللجوء إلى الدروس الخصوصية والملخصات التي تكلف أولياء الأمور الكثير فثمن الدرس الخصوصي الذي يستغرق أقل من ساعة (يتخللها الكثير من الدردشة والتلفزيون المفتوح أحياناً) يكلف من 300 إلى 400 ريال، ومع الدرس الخصوصي لابد من الاعتماد على الملخص فالكتاب المدرسي كما قلت صعب التناول وأي ملخص لا يقل ثمنه عن خمسين وأحياناً مائة ريال وهناك عصابة (ولا أريد أن أسميهم) تتواطأ على تأليفه وطبعه في صورة ملازم، وهو لا يحتوي على كل المادة العلمية لصعوبة تلخيصها وإنما على ما يتوقع مؤلفوه حسب السوابق ان تأتي اسئلة الامتحان فيه وهو توقع قد يصيب وقد يخيب والنتيجة ان أقصى درجة يحرزها الطالب لا تزيد على 60٪ وقد تزيد إذا كان المدرس الخصوصي ممن يصححون الامتحان، والنتيجة هي ان الطالب لا يتعلم في النهاية أي شيء والنتيجة ايضاً هي سقوط العملية التعليمية وهذا هو الحادث في بلادنا، والحل لحسن الحظ أصبح ميسوراً إذا نفذت شركة الاتصالات مشروعها لبيع الحاسب الآلي بالتقسيط فحينئذ يمكن ان يستخدم الانترنت في إعادة شرح المواد المقررة بأسلوب بسيط واجراء بعض الامتحانات التي يقوم الطالب بالاجابة عليها، ثم يجد الجواب بعد يوم في نفس الموقع، وبدلاً من الملخصات تقوم الوزارة بطبع اسطوانات مدمجة يؤلفها خبراء في التعليم تغنى الطالب عن الملخصات سيئة السمعة، وبذلك قد ننقذ العملية التعليمية من السقوط.