لاعب أستراليا: كنا نستحق الفوز على السعودية    إجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    الحقيل يلتقي في معرض سيتي سكيب العالمي 2024 وزيرة الإسكان والتخطيط الحضري البحرينية    «الداخلية» تعلن عن كشف وضبط شبكة إجرامية لتهريب المخدرات إلى المملكة    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 43736 شهيدًا    وزير الإعلام يلتقي في بكين مديرَ مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني    مركز الاتصال لشركة نجم الأفضل في تجربة العميل السعودية يستقبل أكثر من 3 مليون اتصال سنوياً    المروعي.. رئيسة للاتحاد الآسيوي لرياضات اليوغا    «محمد الحبيب العقارية» تدخل موسوعة غينيس بأكبر صبَّةٍ خرسانيةٍ في العالم    أمير الرياض يستقبل أمين المنطقة    الذهب يتراجع لأدنى مستوى في شهرين مع قوة الدولار والتركيز على البيانات الأمريكية    أمير تبوك يطمئن على صحة الشيخ الضيوفي    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    القبض على (7) مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهم (126) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    الدكتور الربيعة: العمل الإنساني يعاني من تنامي الأزمات ونقص التمويل وصعوبة الوصول للفئات المستهدفة    الأمير عبدالعزيز بن سعود يرأس اجتماع الدورة الخمسين للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    صندوق الاستثمارات العامة يعلن إتمام بيع 100 مليون سهم في «stc»    اختتام مؤتمر شبكة الروابط العائلية للهلال الأحمر بالشرق الأدنى والأوسط    «هيئة الإحصاء»: معدل التضخم في السعودية يصل إلى 1.9% في أكتوبر 2024    البلدية والإسكان وسبل يوقعان اتفاقية تقديم العنوان الوطني لتراخيص المنشآت    وزير الخارجية يصل لباريس للمشاركة في اجتماع تطوير مشروع العلا    "دار وإعمار" و"NHC" توقعان اتفاقية لتطوير مراكز تجارية في ضاحية خزام لتعزيز جودة الحياة    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    مصرع 12 شخصاً في حادثة مروعة بمصر    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    رقمنة الثقافة    الوطن    عصابات النسَّابة    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    أفراح النوب والجش    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    استعادة التنوع الأحيائي    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    المنتخب يخسر الفرج    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    أجواء شتوية    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    الذاكرة.. وحاسة الشم    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    تكريم الفائزين بجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه في فيينا    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء ركن متقاعد مساعد سلامة الفايدي في حلقة جديدة من نجوم من بلدي يروي قصة لقاءه بالبرفسور عبدالقدير خان
نشر في أملج يوم 18 - 11 - 2012


أنس علي الدريني
تصوير : أحمد عبدالله براك

كثيرة هي العناوين التي تسطرها هذه الشخصية فالأمر هنا لا يعدو كونه قراءة عابرة ,هذا الإنموذج الفريد يحمل من الثراء الفكري والخبرات ما يستحق وقفات مطولة . إلتقيته في منزله العامر بالترحاب والكرم , كان من المقرر أن أنهي لقائي معه في ظرف ساعة وإذ باللحظات الشيّقة تمتد حتى الساعتين وأكثر دون ملل.. كان وما يزال حتى بعد أن تقاعد منضبطا في مواعيده .. دؤوباً في رحاب المعرفة .. يرسم أهدافه بهدوء يتسق مع خطواته الواثقة والتي بدون شك صنعت منه رجلا عسكريا من الطراز الرفيع، لقد عمل في قيادة حرس الحدود وتدرج في جميع المناصب القيادية والادارية..
- حاصل على بكالوريوس من كلية الملك فهد الأمنية وبكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز انتساب تخصص (علم اجتماع ) بالمرتبه الاولى
- حاصل على درجة الماجستير من كلية القيادة والأركان بالباكستان.
- حاصل على درجة الزمالة " أركان حرب عليا "من أكاديمية ناصر العسكرية العليا بجمهورية مصر العربيه
- حاصل على درجة الدكتوراه من أكاديمية ناصر العسكرية العليا بجمهورية مصر العربية في الدراسات الاستراتيجية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الاولى.

من مؤلفاته:
- استراتيجية القتال في المناطق الجبلية " باللغة الانجليزيه"
- دور حرس الحدود السعودي في حماية حدود المملكة في ظل تطور وسائل المراقبة الحديثة.
- الاستراتيجية السعودية المقترحة لمواجهة تأثير ثورة المعلومات والاتصالات.

إنه سعادة اللواء ركن متقاعد : مساعد بن سلامة الفايدي الذي نتشرف بلقائه بعد طول إنتظار فأهلا به ضيفا كريما نعتز بصحبته اليوم في حلقة جديدة من لقاءات نجوم من بلدي




سعداء بلقائك أبو فيصل و بودنا في البداية أن يتعرف عليك القارئ من خلال حديث النشأة الأولى في أملج ؟
أهلا بك وأهلا بالقراء الكرام , أنا من يسعد بهذه الإستضافة التي تجمعني بكم عبر هذا المنبر المتألق, أنا أخوكم مساعد بن سلامة بن عبدالله الفايدي ولدت بأملج عام1380ه, نشأت فيها متنقلا بين البادية والحاضرة حيث الزمن الجميل الذي كان الأهالي فيه يتنقلون صيفا بين أملج وقراها.... درست المرحلة الإبتدائية في المدرسة السعودية ومن ثم المرحلة المتوسطة بمتوسطة أملج التي كانت تتخذ من منزل الأستاذ عيد عايد المرواني مقرا لها ومن ثَم أكملت المرحلة الثانوية في ثانوية هارون الرشيد, تتلمذت على أيد أساتذة كرام منهم مصلح غيث الجيعاني وحسن العلاطي وزيني يوسف ومحمد حميد الزراع اطال الله في أعمارهم وحماد المرواني ومحمد مساعد القوفي يرحمها الله وغيرهم الكثير اللذين كان لهم فضل كبير بعد الله في السير بنا نحو مراتب النجاح فلهم منا صادق الدعاء والتقدير, أذكر أيضا من زملاء المرحلة مع حفظ الألقاب أخي محمد حسني هاشم ومحمد عويض الفايدي ومدني محمود وحمود الحساني ومحمد الحساني ويوسف زارع الحربي ومحمد أحمد عبدالرحيم يرحمه الله


كثيرة هي المواقف التي يكون فيها لمدرسيّنا الكرام بالغ الأثر في حياتنا الدراسية والعملية أيضا , ترى ما الذي بقى منها في ذاكرة مساعد سلامة ؟
كثيرة هي المواقف لكنني ما زلت أذكر ذلك الموقف مع مدير مدرستنا الثانوية الأستاذ الفاضل علي محمود عطي حيث أنني لم أكن مواظبا على البقاء في المدرسة حتى نهاية الحصة الأخيرة , كنت دائما ما أتركها بعد انتهاء فترة الفسحة لأعود إلى البيت , أتذكر أيضا أنه في تلك الفترة كانت هناك لجنة متخصصة في تطعيم الطلبة عن مرض الملاريا كانوا يعرفون قديما يمسمى ( المقرّحة ) يبدأون رحلتهم بالذهاب إلى الأمارة ليرافقهم أحد الأخويا في زيارتهم للمدارس والقرى, أذكر أنهم ذات يوم إختاروا والدي الذي كان يعمل في أماراة أملج للذهاب معهم إلى مدارس أملج ومنها مدرستنا الثانوية , ذهبوا إلى هناك وقاموا بتطعيم كافة الطلبه وكان عددهم قليل وأنا الوحيد الذي لم يكن موجودا الأمر الذي دعا والدي للإستغراب وسؤال مدير المدرسة عني, لتأتي الإجابة من الأستاذ علي بأن مساعد قد أصابه بعض التعب والصداع الذي على أثره سمحت له بالذهاب للبيت! قال ذلك الأستاذ علي عطي مع يقينه المسبق بأنني تركت المدرسة دون وجود سبب حقيقي لذلك, حين وصل والدي إلى البيت تحمد لي بالسلامة وأخذ يقص عليّ القصة من أولها , وقتها فقط أدركت عظمة هذا الرجل الذي فضّل أن يعلمني درسا بطريقة غير مباشرة ,, لك أن تتخيل أنني منذ تلك اللحظة لم أتغيب أو أتأخر عن مدرستي أو حتى عن الحضور المبكر في حياتي العملية.. كان من السهل عليه أن يقول لوالدي : لا أعلم عنه شيئا , ما الذي سيحدث بعد ذلك وكيف ستكون ردة فعل والدي ولكن نظرا لأنه إنسان رائع فإن موقفه ذاك علمني الكثير و ما يزال يؤثر فيني حتى اللحظة




أعتقد أن عفوية الحياة في تلك الأيام لا تخلو من مواقف طريفة يصعب نسيانها؟
بالطبع شخصيا ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي حضر فيه الأستاذ والأديب الكبير عبدالعزيز الربيع رحمه الله مدير تعليم منطقة المدينة المنورة لحضور فعاليات النشاط المدرسي في أملج كان من المقرر أن نقدم مسرحية أقوم فيها بدور ابن البادية الذي جاء من قريته متكبدا عناء السفر والشقاء في سبيل أن يتعلم , كان يشاركني البطولة في تلك المسرحية أخي حمود الحساني ويوسف زارع ومجموعه من الزملاء, كان المسرح عبارة عن يراميل كبيرة نصبت في المساحة الكائنة بين بيت الأستاذ عيد عايد مقر المدرسة ، وبيت عبدالحميد الحربي وقد شهد الحفل حينها حضور عدد كبير من أهالي البلد و المحافظ , كان المخرج للمسرحية أخي محمد الحساني , ولعل من ضمن المشاهد في تلك المسرحية أن يُقدم لي أكل وأقوم بأكله فعليا أثناء العرض المسرحي لكن يبدو بأن أحدا منا لم يتنبه لهذه النقطة أثناء البروفات التي كنا نجريها في منزل عبدالحميد الحساني يرحمه الله حيث كان يقدم لي صحن فارغ , عندما جاء العرض النهائي قام محمد الحساني – مخرج المسرحية - بإحضار بقايا أكل من قهوة الصيادي المجاورة للمكان وكان الأكل عبارة عن رز وسمك يبدو بأنه قد ترك مكشوفا مدة ثلاث أيام على الأقل و تخيل أنه كان مكشوف للقوارض حيث لا توجد براميل نفايات في ذلك الوقت , طبعا لم يكن لدي علم عن مصدره إلا إنني أثناء الأكل أحسست أنه بارد و بقايا أكل مكشوف على أية حال أكلت ما أكلت أمام الجمهور ولا تسألني عن الذي حدث بعدها , سألت محمد الحساني لاحقا (يا محمد من وين الأكل ذا قال لا تسأل يا مساعد! المهم إنك شبعت وألا لا ؟ قلت له ايوا قال الحمد لله ولا شفت الا كل خير).. ومضت تلك الأيام بحلوها ومرها تجمعنا المودة والمحبة ولله الحمد ..

كيف كانت ملامح الحياة الإجتماعية اليومية في أملج .. ؟
كانت الحاجة ملحة وإلى ما قبل 95 ه لم يكن البنك العقاري قد بدأ بالمساهمة في إنشاء المساكن , وقتها لم نكن نعرف العمالة الأجنبية كان بيتنا عبارة عن عشه من الجريد ثم بعد ذلك تم بناء غرفتين قام ببنائها البنائيين المعروفين في ذلك الزمان منهم سليمان ابوعايش وعياد عايد الفايدي وعزيّز حميد ومحمد حمزة أبو رسمي والنجارين جمعه سعيد الفايدي و سعيد باحيدان , كنا بعد العصر انا ومعظم أقراني نجلس في الشارع كل يوم ننتظر من يمر علينا من البنائين للعمل معهم كعمال بأجر مقطوع ( حجر و طين أو عمل حفريات أو أي أعمال أخرى )أو حتى العمل مع أصحاب القلابات في نقل الحجر و الطين و البلوك و الرمله وماشابه ذلك ومنهم محمد عبد السلام حلواني و عبدالعزيز الطليحاني و سعيد القحطاني و محمد أحمد خيايا و البعض لا يذكرني اسمه - الله يذكرهم جميعا بالخير ويديم عليهم الصحة و العافية -.. كانت ال 5 ريال في جيبي تكفيني طلب المصروف من الوالد وكنت أبدو معها في قمة سعادتي ..


أعتقد أن تلك الفترة كانت حٌبلى بالكثير من الأحداث والشخصيات المؤثرة .. هل ثمة شخصية معينة كان لها بالغ الأثر في تكوين شخصية مساعد سلامة ؟
من أكثر الشخصيات التي أثرت في جيلنا عموما هي شخصية الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله , لك أن تتصور مدى تأثرنا بشخصيته القوية , أذكر أنه من ضمن أنشطتنا المدرسية في نهاية المرحلة المتوسطة أننا قمنا بإعداد مجلة حائطية أسميناها ب (مجلة الفيصل ) كانت تتزين بصور الملك فيصل يرحمه الله , وعند الإنتهاء من إعداد تلك المجلة الحائطية و تعليقها في الفصل أوشك أحد مدرسينا الذي كان يدرسنا التربية الإسلامية إسمه الاستاذ يعقوب ( يماني الجنسية) أوشك أن يقوم بإتلاف صورة الملك فيصل التي تتوسط المجلة !! كان الأمر بالنسبة لنا مثارا للقهر والاستغراب , حين سألناه عن السبب قال: والله يا شباب إني أخاف على هذا الرجل من شدة (حبنا له جميعا) أن يٌعبد !..أنظر إلى أي درجة كنا نحبه.
لقد كان الملك فيصل يرحمه الله عروبيا أصيلا ولعلنا جميعا نستحضر دوره العظيم في حرب أكتوبر، والتي كان من المفترض أن تسمى حرب الفيصل ولكننا جميعا ندرك أن وسائل الإعلام لدينا كانت محدودة جداً, وأيضا عندما نستحضر بدايات فترة الرئيس عبدالناصر وعدائيته ضد المملكة ندرك حكمة وعظمة هذا الرجل إذ كان عبد الناصر يودّ الزج بالمملكة بالحرب في اليمن حتى إن جازان وقتها قد تعرضت للقصف لكن المملكة لم تنجر لمثل هذا اذ كانت منذ بداياتها تتخذ سياسة التروي والهدوء والحكمة , حتى أنه عندما سئل عبد الناصر ذات يوم عن الملك فيصل قال : الملك فيصل بن عيد العزيز رجل حكيم حاربته بالحرب السريعة وحاربني هو بالحرب البطيئة
وللحق أقول أنه كان لمدرسينا الأفاضل أيضا الأثر الكبير في تكوين شخصياتنا وكانوا يمثلون بالنسبة لنا الأب والمربي وكما ذكرت سلفا الأستاذ علي محمود عطي يمثل قدوة ومثل أعلى بالنسبة لي

كيف مرت أيامكم الأولى بعد الإنتهاء من دراسة المرحلة الثانوية ؟
كان ثمة تنافس شريف بيننا .. كنا 14 طالبا 7 ذهبوا للكلية الأمنية والبقية إلى كليات أخرى لعل منهم أخي محمد الحساني الذي درس في جامعة الملك عبدالعزيز ومن ثم إلتحق معنا بالعسكرية , كانت أمور القبول تمر ببساطة لدرجة أنه في الصف الثالث ثانوي يتم إختيار الخمس الاوائل من المدارس الثانوية من كافة مناطق المملكة للذهاب في جولة تعريفية إلى الكليات العسكرية بالرياض لترغيب الطلبه كي يلتحقوا بها , أذكر أنه تم إختيارنا أنا وابراهيم سنوسي وسليمان غيث الحمدي وحمد عبدالرحمن اليوسف ومحمد الحساني بصفتنا أوائل الفصل.. وتم نقلنا الى الرياض وقضينا اسبوعا بالكليه الحربيه ثم عدنا لمواصلة الدراسة

وكيف مرت الاحوال بعد ذلك ؟
كان أقصى ما نعرفه عن واقع الكليات و الدراسة الجامعية ما كان يتردد في تلك الأغنية المصريه القديمة التى كنا نسمعها عبر الراديو عند إذاعة أسماء الناجحين من الثانوية العامه (جي منين من الثانوية رايح فين ع الكلية ) .. هذا أقصى ما نعرفه.. حيث لا يوجد بث تلفزيوني أو صحف في ذلك الوقت وكان الإعتماد كليا على ما نسمعه عبر الاذاعه فقط .المهم أنهينا المرحلة الثانوية كنا 14طالبا أنا و محمد عويض الفايدي , ويوسف زارع الحربي .. محمد الحساني ..حمود الحساني ..سليمان غيث الحمدي و ابرهيم سنوسي أبوبكر وجابر محمود ومحمد محمود عثمان وعتيق عبدالله الصيدلاني و حمد و محمد عبدالرحمن اليوسف – أبناء المحافظ في ذلك الوقت وعبدالله عبدالعزيز بديوي و عبدالرحمن الفايز الذي شاركنا السنه الاخيرة من الثانوية العامة .., حياتنا في الكلية الامنية كانت متعبة للغاية حين أتذكرها الأن أحمد الله أنني مررت منها بسلام .. التحقت بها و كان عمري 18 سنة دخلتها وكأني في غابة الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود حتى أنني أذكر أن كثيرا من الزملاء لم يستطيعوا أن يكملوا المشوار فيها حيث العقوبات والجزاءات والعناء والتعب النفسي, ليس ثمة أحد تعتمد عليه هناك سوى الله ولكن ربما وجودنا مع بعضنا أنا وزملائي من أملج قد أعطانا رباطة جأش وقدرة على التحمل


وماذا عن المناهج التي تعلمتموها في الكلية ؟
الكثير من المواد في المرحلة مقسمه على ثلاث مراحل المرحلة الإعدادية و المرحلة المتوسطة و المرحلة النهائية منها البصمات والتحقيق جنائي والقانون الدولي و التحقيقات و التنظيمات , والمرور وكثير من المواد الشرطية .. ولعل من الطرائف أنه كان معنا زميل يشابهني في الإسم اسمه مساعد خازم الغامدي . كان اسم قبيلة الفايدي غير معروف هناك وبعد سنة تعارفنا وقال لي الغامدي يبدو يا فايدي بأنك قد جنيت عليَ أيام الاعدادي اذ كان هناك طابور يومي اضافي يضم طلاب سُجل عليهم جزاءات فإذا كان اسمي معهم بدل أن ينادوا بإسمي مساعد الفايدي كانوا ينادون مساعد الغامدي الذي كان ينال الجزاءات عني من سوء حظه و المتعارف عليه أن النقاش حول الجزاءات مرفوض تماما في العسكرية ..يقول والله لم أكتشف أن هناك شخص أخر اسمه مساعد إلا مؤخرا .. الغريب أنه عند التخرج قدم واسطة كي يلتحق بالجوازات حسب قوله , وأنا من عينت في الجوازات بدلا عنه رغم عدم رغبتي بها و عين هو في حرس الحدود – و تقاعد مؤخرا برتبة عميد - ! .


يقودنا هذا لنسأل عن مرحلة ما بعد التخرج؟
بعد التخرج عُيّنت بالجوازات , كانت الجوازات بالنسبة لنا جهازا غير معروفا والجميع في تلك الفترة كان يرغب التعيين في الأمن العام أملا في القرب من أملج , عُينت أنا وستة من زملائي في الجوازات ليس من بينهم أحد من املج وكان أحدهم اللواء محمد سعد الفقير الله يمسيه بالخير (مدير جوازات منطقة المدينة حاليا ) ولعل مما أذكره أنه قد صدر قرار قبل تخرجنا بنقل أحد ضباط حرس الحدود للجوازات وفي صلب القرار على أن يبدل من دورة 37 ووقع الإختيار على أن يكون بديله محمد سعد الفقير ( وكنا سبع ضباط في الجوازات نتلقى دورة تدريبية عن أعمال الجوازات ) .. الفقيّر كان في تلك المرحلة قريبا مني بحكم أنه الوحيد من تبوك وكان رجلا مزاحا بشوشا ولكن منذ أن جاءه القرار اختلف تماما عن المعتاد , وقتها سمعت بالخبر وسألته عن الذي حصل ليخبرني بالقصة من أولها, طبعا شخصيا كنت أعرف سلفا بأن زملائي من أملج محمد عويض ويوسف زارع و سليمان غيث قد صدر تعينهم في حرس الحدود بالوجه كان ذلك قبل أن ينتقل محمد عويض للعمل في المباحث العامة .. ذهبت للمسؤول هناك وأوضحت له بأني أرغب في أن أحل بديلا للردادي إذا كان يعمل في حرس الحدود بالوجه , وعندما تأكد له ذلك بسؤال المسؤولين في حرس الحدود قال لي يا فايدي هل أنت بكامل قواك العقلية قلت له نعم أنا بكامل قواي وأرغب بالإلتحاق بحرس الحدود , قال لي اكتب اقرارا بذلك .. وبالفعل ظل الفقير في الجوزات وصدر قرار تعيينه على منفذ الحديثة بالقريات وأنا عينت في قطاع حرس الحدود بالوجه ..

كيف بدأت حياتك العملية ؟
عملت في بداية حياتي العملية قائدا لمركز غواش والمريسي كانت هذه المراكز مرتبطة اداريا بقيادة الوجه وتموينيا مرتبطة بقطاع أملج . بقيت 6 أشهر في الوجه ومن ثم صدر قرار نقلي الى ضبا قائدا لمركز الخريبة و عملت في ضباء لمدة سنه و في كافة مراكز القطاع وثم نقلت الى قطاع مقنأ قائدا لمركز الشيخ حميد وعملت فيها لمدة سنة ثم نقلت لقيادة المنطقه بالوجه وكان ذلك في عام 1403 وكنت برتبة ملازم أول

ومتى وكيف رشحت لدورة قيادة الأركان ؟
في عام 93 م رشحت لدورة القيادة والأركان في الباكستنان , لم يكن لدي أمل في الحصول عليها علما أنني كنت مؤهل لها وحاصل على دورات تأسيسية ومتقدمة في مجال عملي في داخل المملكة بمدينة الطائف ودورة لغه انجليزيه وتأسيسية ومتقدمه أيضا في نفس المجال في الولايات المتحدة الامريكية والتي تعتبر شرط أساسي للترشح لدورة الأركان, كنت حينها ضابطا برتبة نقيب ودورات الأركان الخارجية في ذلك الوقت لم يكن يرشح لها سوى الرتب الكبيرة كعقيد أو عميد, أذكر قبل هذا الترشيح أيضا أنني رشحت للدورة الأولى للقيادة والأركان داخل المملكة لكنني لم أوفق للالتحاق بها, على أية حال رشحت للدورة الخارجية هذه من قبل قائد المنطقة حينها اللواء عبدالله هزاع الشنبري – الله يذكره بالخير - و كنت في أثناء ذلك في مهمة عمل في حقل و أتصل بي ليخبرني بالترشيح .. كان ردي عليه وقتها .. ما قصرت يا طويل العمر لكنني في الحقيقة أبدو كالمرشح الأمريكي جيكي جاكسون الذي يرشح للرئاسة الأمريكية كل سنة ولا يفوز ضحك القائد الشنبري من التشبيه ومرت الأيام بعد ذلك دون أن أولي الموضوع اهتماما يذكر رغم رغبتي بالترشح ، ولعله من محض الصدفة في تلك الفترة أنه صدر قرار تعين الفريق معجب القحطاني مديرا عاما لحرس الحدود و وفور تعيينه مديرا عاما انتقل إلى الربع الخالي في مهمة عمل لمده اسبوعين تقريبا و كانت الاتصالات محدودة جدا ولم يتمكن أيا من المرشحين الأخرين وكان عددهم 16 ضابط من التشفع في الترشيح،وكما علمت أن مدير مكتبه اتصل به ليخبره بأن الدورة قد بدأت ونحن بحاجة لترشيح أحد الضباط الموجودة ملفاتهم على مكتبك قال الفريق اتركوا الملفات وسآتي في أي لحظة للاختيار, وصل الفريق ليلا من المطار ذهب الى مكتبه مباشرة فتح الملفات وأختار الملف الخاص بي وكنت أصغر المرشحين رتبه و أشر بأني المرشح للالتحاق بدورة القيادة والأركان،.. في الصباح تلقيت اتصالا يطلب مني تجهيز جواز السفر سريعا والسفر إلى باكستان للالتحاق بدورة القيادة والأركان كان هذا عام 93 م .. وبالفعل سافرت إلى باكستان , وصلت الى إقليم بلوستشان ولم أكن أملك أي معلومة عن هذا المكان .. اتصلت بالعميد عبدالكريم الغامدي الذي سبقني في الحصول على الدورة ذاتها فأعطاني نبذة مختصرة عنها ..





وماذا عن الكلية التي كان من المقرر أن تلتحق بها ؟
في الشمال من إقليم بلوشستان توجد هناك كلية دولية عريقة اسمها كلية كويتا يلتحق بها ضباط من جميع أنحاء العالم ولكل دوله مقعد.. لها أكثر من 100 سنة ومن عراقتها عندما تمر على لوائح الخريجين منها لابد أن تعرف أحدهم فإما أن يكون رئيس دولة أو وزير أو ما شابه ذلك إذ أن خريجوها غالباً من الأسماء المعروفة ,,ولعلي أتذكر من أسماء خريجيها على سبيل المثال لا الحصر القائد منتا قمري (قائد معركة العلمين) والرئيس الباكستناني السابق برويز مشرف ..وكويتا المدينة لمن لا يعرفها تقع في الشمال الشرقي من باكستان و تبعد 20 كلم عن افغانستان وكان للمملكة دور إنساني كبير فيها حيث أقامت بها 3 مستشفيات لعلاج المجاهدين الأفغان في تلك الفترة مستشفى داخل أفغانستان يسمى سرانان واثنين في كويتا المدينة مستشفى الحرمين وأخر إسمه مستشفى مكة,


وكم كانت المدة التي قضيتها في كويتا ؟
ظللت في كويتا مدة سنة كاملة أدرس في كليتها العريقة إذ كان الحصول منها على الشهادة يعادل الماجستير لكننا في المجال العسكري نطلق عليها مسمى أركان وقد منحت خلال تلك الفترة شهادة ليسانس فخرية من جامعة بلوسشتان ..

وما الذي أضافته لك الدراسة في كلية كويتا ؟
..دعني أقول لك بأن من أثرى التجارب في حياتي هي دراستي في باكستان .. الباكستانيون يشعرونك بأنك جزء منهم يحرصون على أن تتعلم منهم تعليما حقيقا , أما عن المنهج الذي تعلمته .. فالمعروف أن في العلم العسكري هناك مستويين مستوى تكتيكي على المدى القصير و المتوسط وآخر استرتيجي على المستوى البعيد .. الماجستير كانت تعلمنا القيادة على المستوى التكتيكي كقائد مركز أو قطاع أو ما شابه ..

دعنا نتوقف عند أهم الاحداث التي واجهتك في الباكستان ؟
كانت فترة دراستي في الباكستان مليئة بالأحداث ولعل من أهمها مقابلتي مع العالم الكبير البروفسور عبد القدير خان أبو القنبلة النووية وحواري القصير معه .. عبدالقدير خان العالم الباكستاني الأصل الألماني الجنسية الذي يمثل شخصية عظيمة قرأت عنها كثيرا وتأثرت بها كثيرا لكنني لم أرها , كانت باكستان في تلك الفترة تمر بظروف تشابه وضع إيران الحالي مع الغرب .. كانت تنفي وجود القنبلة النووية أو أن لديها برنامجا نوويا بينما الغرب كان يؤكد ذلك.
كان من المألوف لدينا نحن طلاب كلية كويتا أن يكون هناك زيارات دائمة من قبل وزراء ومسئولين على مستوى رفيع , كان كل شيء يمر بإعتيادية تامة لم تكن محاضراتنا تتوقف أو أن يطلب منا عدم الحضور للكلية لكن في ذلك اليوم بالذات أعٌلن عن توقف المحاضرات للوافدين كافة لمدة يومين , سألت أحد الزملاء عن الذي يجري حيث الحراسات الأمنية المكثفة ليخبرني بأن البروفسور عبد القدير خان سيأتي يوم غد لإلقاء محاضرة في الكلية حينها لم أصدق خبرا , ذهبت سريعا للإلتقاء بمدير الكلية قابلته و قلت له بأنني سمعت عن قدوم البروفسور خان يوم غد ولا أخفيك عن رغبتي الشديدة في الإلتقاء به والسلام عليه ..قال لي فعلا هو سيأتي يوم غد ولكن في الحقيقة ليس لأحد منا أن يوعدك بشيء من هذا لأن الأمر متروك له شخصيا .. حاول أن تأتي في الغد عند الساعة 9 وسنعرض الموضوع عليه فور وصوله ..

وما الذي حدث بعد ذلك ؟
في نفس الليلة التي سبقت مجيء عبدالقدير خان كنا نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث أنا وعدد من الزملاء من دول الخليج كنت أحكي لهم عن موقفي مع مدير الكلية الأمر الذي حدى بأحد الزملاء وهو الأخ العزيز أحمد المزروعي من الامارات لتحبيذ الفكرة وفد طلب أن يرافقني في الغد للسلام على البروفسور خان قالي لي غدا سأرافقك فقلت : حياك الله , في الصباح دخلنا أنا و المزروعي على عميد الكلية وقلت له جئنا على موعدنا, جلسنا بعدها في غرفة الإنتظار المقابلة لمكتبه لا نعلم متى سيأتي عبدالقدير خان وهل سيقابلنا أم لا , بعد طول انتظار إنفتح المكتب وإذ بالموكب يدخل علينا وإذ بذلك العملاق الذي عرفته منذ أن وقعت عليه عيناي إنه عبدالقدير خان بعنفوانه وشموخه , كان المزروعي على يميني وكان دخول الحراسات من ناحيته , الأمر الذي حال بين خان وبين زميلي , في تلك اللحظة كان عميد الكلية يعّرف بأسمائنا للبروفيسور عبد القدير هذا الرائد أحمد المزروعي من الإمارات فسلم عليه عبدالقدير بيده ولم تسمح الحراسه بأكثر من هذا .. بعد ذلك جاء الدور للتعريف بي من قبل عميد الكلية وقال النقيب فلان الفلاني من المملكة العربية السعودية, وقتها كانت اللحظة التي لا أنساها فقد أشار البرفسور عبدالقدير خان للحراسات بيده كي يسمحوا له بالاقتراب وتقدم نحوي وضمني على صدره "سلام باكستان التقليدي" .. استمرت معانقتنا لمدة 20 ثانية تقريبا .. وأثناء السلام همس في اذني وقال لي بالحرف الواحد أنا اشتم فيك رائحة مكة والمدينة أنا عندما تتوقف أبحاثي وأشعر بالتعب أذهب لمكة والمدينة .. قلت له : بشّر يا دكتور هل صنعت القنبلة النووية كان هذا الكلام في 93م و هذا السؤال كان سؤولا محرما , وجميعنا الأن يعرف أن باكستان بدأت التجربة النووية عام 98م وأسّر لي عبدالقدير خان حينها بخبر أفرحني جدا أحتفظ به لنفسي , سلمته الدرع وقتها ليذهب هو وأنا بقيت في مكاني تذرف عيني بالدمع .. كان سؤالي هذا لمعرفتي السابقة بوجود مدينة اسمها كوتا كان بها مركزا للأبحاث النووية يسمى بإسمه ..

وماذا عن قصة اللقب الذي أطلقه عليك الباكستانين أثناء دراستك في كويتا ؟
كان من لطف الباكستانين أنه عند التخرج يمنح كل الطلبة كتاب يطلب منك ألا تفتحه قبل أن تصل إلى بلدك ستجد فيه صور جميلة تخصك وأنه قد تم اطلاق لقب معين عليك , كنت حريصا على معرفة لقبي ..

الذي أذكره أنه كان لدي ( ستالايت كبير الحجم ) بينما جاري الامريكي كابتن جمس لديه ستالايت من الحجم الصغير كان موجها نحو شرق اسيا بينما أنا كنت موجها إياه نحو عربسات فطلب مني ذات يوم أن أوصل له سلك من الستالايت الخاص بي , أستغربت لاحقا من حيث أن الباكستانين اكتشفوا هذا الكلام فأطلقوا علي لقب ( النقيب مساعد أول سعودي ينقل التكنولوجيا من السعودية لأمريكا) كانت تلك من اللقطات الطريفة التي لا تنسى أيضا هذا الكتاب كان يتضمن أرقام وعنواين زملائي كي يدوم التواصل فيما بيننا من بعد , ولعل الملفت في الأمر أيضا أن الباكستانين بارعين في تقييمهم لك لدرجة أنه عندما يحين وقت التخرج يقوم عميد الكلية بتعريف الحاضرين بك ومن ثم يقول أمامهم نحن نتوقع لهذا الشخص أن يكون في المستقبل إما قائد سرية أو قائد قطاع أوقائد منطقة او وزير دفاع .. يتم ذلك من خلال لقاءاتهم وتفحصهم الدائم لشخصيتك ..أذكر أن أحد زملائنا من إحدى الدول الخليجية قالوا له اثناء التخرج بأننا نتوقع أن تصبح ضابط إعاشة للسرية ومن المتعارف عليه أن هذا الموقع لدينا نحن العسكريون يعتبر أقل أهمية من غيره تخيل يكلمني بعدها يقول والله يابوفيصل أنا أصبحت ضابط اعاشة للسرية .. تتوقع أن الباكستانين سووها وكتبوها في تقريري .. كنا مندهشين ونضحك على هذا الموقف كثيرا , الذي حصل بالنسبة لي أنه في حفل التخرج قال عميد الكلية بأن هذا الشخص الوحيد الذي لم نتمكن من دقة تقييمه وبالإمكان أن يشغل أي منصب , كان ثنائهم جميلا وكانت تلك الكلمات بمثابة الوسام على صدري جرى ذلك أمام الملحق العسكري السعودي الذي حضر حفل التخرج وبعث لي بخطاب شكر عطفا على ماسمعه من ثناء .

بعد ذلك كانت العودة إلى الوطن .. أليس كذلك ؟
بالفعل في عام 94م عدت للوطن مستمرا في نفس منصبي السابق مديرا لإدارة التموين برتبة رائد حتى ترقيت إلى رتبة عقيد , وكنت خلال هذه الفترة قد عملت في معظم التخصصات بالإضافة الى عملي ..في العمليات و الإستخبارات ك مدير مكتب .. في عام 1422ه عينت قائدا لقطاع حرس الحدود في الوجه , استمريت لمدة خمس سنوات في هذا المنصب بعدها رشحت لدورة القيادة والاركان العليا (الزمالة) على المستوى الإستراتيجي .. وهي مرحلة ما بين الماجستير والدكتوراه وحصلت عليها من اكاديمية ناصر العسكرية العليا بجمهورية مصر العربية عام 1427ه حيث كانت لمدة عام عيينت بعدها مساعدا لقائد حرس الحدود بمنطقة الحدود الشمالية في عرعر، وفي عام 1429ه عينت قائدا لحرس الحدود بالمنطقة الشرقية .. في هذه الفترة كنت أعمل على إنهاء رسالتي للدكتوراة ولله الحمد حصلت عليها عام 1430ه من اكاديمية ناصر العسكرية العليا بجمهورية مصر العربية إلى أن أحلت للتقاعد في 15/6/1433ه

ماذا عن تجربتك في تعلم اللغات ؟
لقد تعلمت اللغة الأوردية بطلاقة .. وأنا ولله الحمد أتحدث الفرنسية جيدا والإنجليزية بطلاقة .. أما بالنسبة لهذه اللغات .. فأنا دائما لدي طموح ولا أؤمن بالمستحيل .. كنت حريصا على إحضار مدرس يعلمني اللغة كل يوم وما زلت أذكر الطباخ الذي كان يرافقني في باكستان هو رجل عجوز اسمه قمر الزمان كنت أتحدث معه بشكل يومي لغة الاوردو كي اتعلم منه

وماذا عن المؤلفات التي قمت بتأليفها ؟
بالنسبة للمؤلفآت هي عبارة عن رسائل علمية
الأولى بعنوان استراتيجية القتال في المناطق الجبلية باللغة الإنجليزية وذلك لنيل درجةالماجستيرعام1993م
الثانية بعنوان دور حرس الحدود السعودي بمراقبة الحدود في ظل تطور وسائل المراقبة الحديثة وذلك لنيل درجة الزمالة الثالثة بعنوان الاستراتيجية السعودية المقترحة لمواجهة تأثير ثورة المعلومات والإتصالات لنيل درجة الدكتوراه

أما المؤلفات الأدبية فلدي ديوان شعري بعنوان مسامرات على ضوء القمر يحتوي على قصائد قيلت في مناسبات مختلفة وحفاظا على تلك القصائد جرى جمعها في ديوان عام 2012م




بودنا ان نتعرف على أهم الأدوار التي يقدمها حرس الحدود ؟
مهمته الرئيسية تكمن في بسط السيطرة الأمنية على الشريط الحدودي , نحن نعرف بأن المنافذ لدينا إما ان تكون منافذ رسمية أو أخرى غير رسمية .. الرسمية تقوم بتأمينها الجمارك والجوازات والشرطة، ولكن المنافذ الغير رسمية تشمل حدود المملكة البرية والبحرية والتي يتولى مهمة حراستها حرس الحدود وهذه مهمة من ثمان مهام أخرى

كيف تتم عملية تأمين الحدود حديثا ؟
مهمة تأمين الحدود محددة لكن تطبيقها يتدرج طبقا للمتغيرات الدولية والتكنلوجية فعندما نعود إلى حرس الحدود في بداياته نجد أن رجل حرس الحدود كان يقف ويتابع بعينه مستخدما وسائل بدائية مثل الجمال أما الأن فنستطيع القول أن رجل حرس الحدود يستخدم وسائل التقنية الحديثة بكافة أنواعها والتي تمكنة من القيام بواجبة على أكمل وجه من نواظير وكاميرات حرارية ووسائل اتصال حديث .. وحرس الحدود من الأجهزة التي ركزت على التكنلوجيا و التدريب و أعتقد أن ضباط وأفراد حرس الحدود قد استفادوا إستفادة عظمى من التدريب والدورات

وماذا عن دور حرس الحدود في صد وتعقب مهربي المخدرات ؟
حرس الحدود هو الحصن الأول لمواجهة المهربين والمخربين , ومن يرغب الدخول او الخروج للمملكة ليس أمامه سوى منفذين إما رسمي أو غير رسمي ..هنا يبرز دور رجال حرس الحدود في مواجهتهم عبر المنافذ غير الرسمية والأمر هنا لا يخلو من الخطورة فمن يأتي عبر المنافذ غير الرسمية يكون عدواني مغامر منتحر من هنا ندرك أن رجال حرس الحدود دائما في خطر و كثيرا ما نجد أن شهداء الواجب أكثرهم من حرس الحدود ,رجال حرس الحدود يعملون في ظروف تضاريسية ومناخية ونفسية صعبة ولا يمكن للإنسان أن يتصور أحوالهم في صحاري الربع الخالي , تخيل إنسان يعمل على مسافة ألاف الكيلوات , ليس لديه أي تجمع سكاني وليس لديه وسيلة من وسائل الإتصال بأهله وفي ظروف مناخية وتضاريسية صعبة, و ليس هناك مصادر للمياه لا يمكن للإنسان أن يصدق ما نوصف , أتذكر أثناء أحد جولاتي التفقدية في الربع الخالي عند الثالثة ليلا عندما قابلت دورية يوجد بها فردين من أفراد الحرس كنت أحدث نفسي قائلا لو أنهم لم تسكنهم مخافة الله ما الذي سيمنعهم أن يتواطئوا أو يتعاطوا أو يخونوا وطنهم .. الشيء الذي يمنعهم من ذلك هو مخافتهم من الله .. لن يخافوا من مسئول أو أي أحد كان ..لذا دائما ما أقول أن الوازع الديني له الدور الأكبر في تعزيز معاني الصبر وإحتساب الأجر لد أفراد حرس الحدود فقد روى الترمذي وحسنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله. , أنت كرجل تعمل في حرس الحدود تحرس ثغر من ثغور الله .. أنت تحرس بلاد الإسلام بلاد العقيدة الصافية .. كنا دائما ما نذكر الأفراد بهذا الحديث ..

كيف يتم إعداد منسوبي حرس الحدود ؟
حرس الحدود كما ذكرت سلفا بدأ يتطور , الأن ثمة سياج أمني وهناك شركات طرق لسفلتة الأماكن الوعرة .. وثمة إتصالات .. على العكس تماما مما كان عليه في السابق
أيضا اليوم نجد ميزات مالية و حوافز .. هذه العوامل ساعدت على استقطاب أبناء الوطن ..

وماذا عن دور حرس الحدود مع الجهات الحكومية الأخرى ؟
يعتمد على موقع حرس الحدود مثلا نحن كنا على حدود المنطقة الشرقية من نقطة سماح المرتبطة بالحدود الشمالية حتى الخرخيرالمرتبط بمنطقة نجران جنوبا منطقة شاسعه وحدود طويلة جدا .وجزء كبير منها في حدود الربع الخالي ...ففي المواقع التي يوجد بها جهات اجهزه حكومية يكون دور حرس الحدود تكاملي مع تلك الاجهزة يعتمد على التنسيق المتبادل معهم. أما بالنسبة للمناطق النائية والتي لاتوجد بها اجهزة أمنية وحكومية كالمنطقة الواقعة في حدود الربع الخالي فدور حرس الحدود يمثل جميع أجهزة الدولة بكافة مسمياتها من مدنية وعسكرية يمثل الأمن والصحة والزراعة على سبيل المثال لو أن مواطنا أراد أن يحفر بئرا .. حرس الحدود هو المسؤؤل عن تحديد الموقع .. وأيضا مسؤول عن مباشرة الحوادث المرورية ان وجدت ونقل المصابين واسعافهم وكل مايهم المواطن القاطن قرب الشريط الحدودي وارتباط اهالي الربع الخالي بحرس الحدود ارتباط فطري , حتى عندما يريد المواطن هناك السفر الى الدمام يستخدم الطائرة المخصصة لنقل منسوبي حرس الحدود ..

نود أن نستمع الأن إلى إحدى قصائدك التي كتب ؟

هذه قصيدة بعنوان ( أحلام اليقظة)

كثير أحلام تشغلني وثقل الحمل ماينطاق
ولاني معتقد إني خلال العمر أحققها
أناظرها رجاء مع يأس ليا غابت وبالإشراق
و أخايل بالسحابة فوق تجذبني بوارقها
واحدد غايتي شامر ثيابي عن يدي و الساق
و أرجو عون رب الكون ابد ما أطلب خلايقها
و تخذلني ظروف الوقت لو صفت على المطراق
و أناور لو صدفت ألغام وانسدت طرايقها
و شياً نبلغه عنوه و شياً نبلغه بأوفاق
وشياً مستحيل يكون لو شبت حرايقها
ولكني أحب الصعب ليا قلوا له العشاق
ودونه مايجيني يأس والأنفاس نسرقها
زمان الصمت يجبرنا نخط أحلامنا بأوراق
ولو متنا وصيتنا يافيصل لا تشققها



أبو فيصل أعتقد ان املج اليوم تنتظر الكثير من أبنائها ..
أملج تستحق الكثير والكثير ربما لم نعش بها كثيرا لكن حقيقة أن قلوبنا معلقة بها .. ولعله من المنطق والحق أن يعود الإنسان لوطنه بعد هذه الرحلة من الكفاح والتعب .. ها أنا أعود لوالدي ولأصدقائي القدامى .. حاليا أقوم بالإعداد للمتحف الذي قمت بالتخطيط له منذ فترة كي يكون متحفا خاص بأملج وزوارها حيث أنني منذ 1421ه بدأت بجمع القطع الأثرية النادرة سواءا عن محافظة أملج أو أي قطع أو مخطوطات تاريخية من مختلف العصور والعمل جاري على قدم وساق لتجهيز المتحف الخاص بتلك القطع لخدمة المحافظة و الباحثين والهواه وسيتم افتتاحة قريبا بإذن الله .. أما بالنسبة للعمل التطوعي
فأنا على أتم الاستعداد بالمشاركة وبفاعلية لتقديم كل ما يخدم أملج وسكانها وأضع كامل خبراتي في ذلك وفعليا سأقوم جاهدا بالتنسيق مع الزملاء والمعنيين لتوحيد الجهود في هذا المجال الحيوي والهام والذي أرى أن أملج وأهلها في حاجة ماسة له حيث ان تفعيل وتأسيس العمل التطوعي والمجتمعي المنظم من اولى اهتماماتي . . وسأكون من الداعمين ماديا ومعنويا وفكريا لاي خطوة تتخذ في هذا الاتجاه

هل من كلمة أو نصيحة تود ان تقدمها للشباب ؟
الكفاح ليس مجرد كلمات تتردد على الألسن الكفاح إرادة حقيقية تقترن بالطموح والعمل المضني, بالنسبة لي فإن حياتي كانت منذ بدايتها وحتى النهاية قصة كفاح .. أتذكر في المرحلة الثانوية أواخر التسعينات الهجرية عند افتتاح وحدة مرور أملج . كان هناك طلب لتعيين أفراد في الوحدة وعطفا على الظروف الصعبة السائدة في أملج عموما ذلك الوقت قام أحد الجيران رحمه الله بتسجيلي ومجموعة معي كجنود بالمرور وألح علي بذلك الا أنني فضلت الاستمرار في الدراسة والمثابرة رغم ما أعانيه من ظروف مادية قاسية جدا . . ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل دعاء الوالدين وتوجيهاتهم تحقق لي ماكنت أصبو اليه من طموحات رسمتها لمستقبل حياتي

بطبيعة الحال جيل اليوم يختلف عن جيل الأمس وهذه سنة الحياة , النصيحة الأهم .. أن يتحلوا بالصبر ويواصلوا طريق العلم فبالعلم تبنى الامم ....والامة في حاجة ماسة لهم ومستقبلها يعتمد على سواعد ابنائها وبالطموح والتخطيط والمثابرة يتحقق النجاح ..


لم يتبقى في نهاية مشوارنا مع ضيفنا الكريم سوى أن نتقدم له بالشكر الجزيل حيال قبوله هذه الإستضافة والتي أسرّتنا كثيرا إذ أن اللحظات في معية اللواء مساعد شيقة ثرية بالحوار والأفكار والقصص الجميلة .. فله منا صادق الدعاء بأن يمتعه الله بموفور الصحة والعافية وأن يديم عليه الخير والسعادة وان يحفظ أبناءه ليكونوا خير عون له ناجحين متميزين .. والشكر موصول لمن شاركنا في إعداد وإخراج هذه الحلقة الزملاء محمد صديق عثمان وعبدالله علي براك وإلى لقاء يتجدد بكم قراء صحيفتنا الكرام ..نستودعكم الله ودمتم بخير



هنا صورة ابن ضيفنا الكريم فيصل نسأل الله أن يوفقه لطريق الخير وأن يحفظه لوالديه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.