صور مؤلمة ، وواقع مرير تُنقل صوره ، ويُوصف حاله ، يحزن له كل غيور ، ويشفق عليه كل صدوق ، ذاك هو - حال طائفة من النساء وقد تساهلن في لباسهن وقصرّن في ستر أجسادهن في قصور الأفراح وغيرها من المناسبات - . ا للباس يا فاضلات عنوان للابسه ، ودليل لباطن صاحبه ، وتقييم لعقله ، ولذا كان التميز باللباس عنوان لكل بلد .
تأملي معي هذه الآية التي توضح بجلاء تصيد الشيطان للناس في هذا الباب ، يقول تعالى : " يا بَني آدَمَ لايَفْتِنَنّكُمُ الشّيْطانُ كمَا أخُرَجَ أبَوَيْكُمْ مِنَ الجَنّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوآتِهِما.." لتدركي أن من سبله نزع اللباس والتساهل فيه . وتأملي أيضاً في منّة الله على عباده في الستر حيث قال : { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } .
إن واجب على المرأة أن تشكر نعمة الله على العافية وسلامة الجسد وتسخير المال في اليد فكيف يليق بها مبارزة الله ومعصيته في هذه النعم !
ياأمة الله إن أجمل مافي المرأة حيائها ، وكمال الحياء في سترها ولباسها .
قفي بصدق وتجرد في إستيضاح أم سلمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن لباس المرأة حين قال : " يرخين شبراً ." فقالت الغيورة : إذاً ينكشفن . فقال بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام : " يُرخين ذراعاً " . فكيف لو رأى حال نساء اليوم في قصور الأفراح وغيرها من المناسبات وقد كشفن إلى....
لقد أرسل الشفيق عليه الصلاة والسلام لكل متساهلة في لباسها رسالة تحذير ونذير بقوله : "صنفان من أهل النار لم أرهما...ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) رواه مسلم . تأملي - لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها - وسبب هذا الوعيد والتوعد بالحرمان من الجنة -التساهل في التعري وعدم الحرص على الستر- .
والتساهل في اللباس أمام المرأة يجر ويلات لا تخفى ، فإن النساء مولعات بالإعجاب ببعض والتساهل في اللباس طريق ولا شك لهذا . وولي الأمر عليه واجب ليس باليسير بالأخذ على يد كل من تساهلت في لباسها بل هو من أوجب الواجبات ومن لوازم القوامة كما لا يخفى . وعلى النساء اللاتي يرين التساهل عند أخواتهن أن ينصحنها بالسر واللين ولو برسالة جوال ، وأرى أن إنتشار هذا الخلل إنما هو بسبب التقصير في هذا الجانب .
رسالة أخيرة لك أختي يامن تساهلت في لباسك : ( إعلمي أن هذا لا يليق بك وأنت حفيدة الطاهرات المتعففات ، وكوني على يقين أن هذا تشبه بالكافرات اللاتي توعد نبيك وحبيبك عليه الصلاة والسلام بحشر المرء معهم بموجب التشبه بهم ولا أخالك تُحبين أن تُحشري معهن . ورضيت أم أبيت لقد صرت بلباسك غير الساتر مرتعاً لخوض الناس في عرضك والتنقص منك ) ستر الله نسائنا ورزقهن الحشمة والعفاف.