نداء إلى وزير التجارة وإلى تجار الملابس النسائية وإلى كل من يهمه أعراض المؤمنات الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإن للحياء منزلة رفيعة في ديننا المطهر ، وهو من علامات الدين والخلق والعقل ..كيف لا ؟ وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( دعْهُ .. فإن الحياء من الإيمان ) . وإن من أعظم علامات الحياء ما يكون في اللباس الظاهر ، الذي هو علامة على صلاح الباطن وتقواه ، أو فساده وفسقه ! – والعكس بالعكس - ؛ فلا ينفك هذا عن هذا غالبا ! ولا تسأل عن المرأة إذا ذهب حياؤها، ففي فسادها فساد المجتمع . وإن مما ابتليتْ به النساء – عموما – وفي بلاد الحرمين – خصوصا- تلك الملبوسات الغريبة ، ذات التوجه الغربي ، وإن كانت عربية النشأة والصنعة . ملبوسات يهدف أصحابها - من التُجّار وأرباب المصانع – للربح المادي فقط ؛ دون النظر إلى دين أو عفة أو حياء أو حشمة . تُجّار لا يراقبون الله ولا يخشون يوم العرض عليه ، همهم الأوحد جمع الأموال بكثرة التصريف ولو أدتْ بهم إلى انكشاف العورات أو إثارة الفتنة والغرائز ! إمامهم في ذلك إبليس الذي حذر ربنا من مكره وخداعه بقوله: ( يابني آدم لايفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما ) [ الأعراف: 27 ]. تأتي المرأة الصالحة إلى محلات الملابس النسائية – الغالي منها والرخيص - لتشتري ما تقابل به النساء، فلا تجد ما يستر أغلب جسدها فضلا عن جميعه ! ولا تكاد تجد فرقا بينها وبين محلات الملابس الداخلية . ملبوسات فاضحة ، خادشة للعفة والحياء ، قصيرة عارية ، شفافة لصيقة ، ربما لا تستر – في مجموعها – نصف الجسد ! والمستور منه ما هو شفاف يصف البشرة . فما بقي شيء مستور إلا العورة المغلظة وما حولها ! والله المستعان . حتى الملابس الظاهرة التي يجب أن تكون ساترة كالعباءات فهي : مزركشة ، وضيقة ، ومخصّرة ، وعلى الكتفين .. في مناظر فاتنة ، تثير غرائز بعض المعجبات من الفتيات المفتونات ، فكيف بالشباب المتطلع للنساء بشغف ونهَم ؟! هذه العباءات امتلأت بها الأسواق ، وقد أفتى المشائخ بحرمتها وأنها خلاف المشروع وأنها سبب للفتنة. وأصبحت العباءة الشرعية مندثرة لا تعرض في أغلب المحلات بل تفصّل عند الطلب !. فيا معاشر التجار : اتقوا الله في أعراضنا ، واتقوا الله في بناتنا ، فإن الله سائلكم عن هذه الملابس . وكم سمعنا – والله – من حالات إعجاب وإثارة غرائز بسبب تلك الملابس الفاضحة ! حتى إن بعض الصالحات تقول : ما وجدت غيرها لألبسه ! وإن ما يجر إلى الحرام – قطعا – هو حرام ! وما هذه الموضات والتقليعات – ومحاكاة الغرب فيها - إلا سبب للفساد ونشر الرذيلة في أوساط النساء .. واعلموا أن ما تقومون به حرام ، ( وإن الله إذا حرّم شيئا حرم ثمنه ) فلا تطعموا أولادكم حراما . ف ( أي لحم نبت من سحت فالنار أولى به ) . فاتقوا الله يا أرباب المصانع ، ويا معاشر التجار .. ونذكركم بالله الذي لا تخفى عليه خافية أن تزيلوا هذه الملبوسات من أسواقنا ، وأن تجلبوا لنا ما فيه ستر وحشمة وعفاف ، وألا يكون همكم هو جمع المال وتكديسه ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ويقول: ( ومن سنّ سنة سيئة كان عليها وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) .. فهل تطيقون كل هذه الأوزار يوم القيامة ؟! فالله جل وعلا يقول: ( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون) [ سبأ : 37 ] ويقول أيضا: ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم ) [التغابن 15 ]. فأعدوا للسؤال جوابا .. نسأل الله أن يوفقكم لكل خير وفضيلة ، وأن يجعلكم مفاتيح للخير مغاليق للشر .. كما نسأله جل وعلا أن يحفظ أعراض المسلمات وحياءهن وعفافهن ، وأن يجنبهن كل سوء ومكروه.. إنه ولي ذلك والقادر عليه . وكتبه / د. ريم بنت صالح الراشد منيرة بنت إبراهيم العبدالله منى بنت عبدالكريم العبد الكريم