إن فلاح الإنسان في سعادته في الدارين والسعادة تحتاج إلى الذكاء، والذكاء هو قدرة الإنسان على أن يتعامل مع مشاعره بحيث يحقق أكبر قدر ممكن من السعادة لنفسه ولأصحابه ، والذكاء الدرجة العالية من التفكير والتفكير يقاس فلاحه بقدر ما يحقق لصاحبه من سعادة، والشقاء يعطل التفكير لدى صاحبه، فالسعادة تجعل صاحبها يمارس التفكير بفرح فهو يزداد ذكاء كلما جلب الذكاء سعادة لأنه كلما ازداد تعاسة زاد تفكيره ارتباكاً إلى أن يصل إلى درجة العجز أو الانهيار. الذكي يعمل على زيادة ود الناس له ، وطاقة الود تنعش العقل فتجعله أنشط، والغضوب لا يتحكم في نفسه فيتخذ موقفاً عدائياً متسرعاً. الذكي يستعين بمعلومات الذاكرة وبناءً على تجربة التعامل يعرف الإنسان عفوياً كيف ينجذب ما يجلب له التعاسة ويسلك طريق السعادة بناءً على تجربته الماضية فهو من خلال ذلك تتنامى عنده تجارب السعادة. إن معلومات الذاكرة هي التي توجهنا فكرياً وشعورياً، وتعديل المعلومات يعدل توجهنا، فنحن نبتعد عما يسبب لنا ألماً ونقترب مما يسبب لنا متعة فنحب ما يمتعنا ونكره ما يؤلمنا ويتعسنا ويسبب لنا الغم والهم. وظيفة الروح التفكير والشعور والسلوك، فإذا فكرنا فيما يؤلمنا تأملنا وإذا فكرنا فيما يمتعنا شعرنا بالسعادة والسعادة الإقبال على ما يمتعنا. كل فكرة (معلومة) تحمل شعور خاص بها فنحن عندما نفكر في آلامنا نتألم فالذي تخيل السقوط يشعر بألم السقوط فكل صورة لها شعور خاص بها، والسعيد تناسب مع أفكاره السعادة حيث يصرف ذهنه عما يتعسه ، فالعقل يضعف في حالة السخط ويقوى في حالة الرضى، والتجدد والجديد ينشط العملية العقلية والتجديد في الاكتشاف وتسخيره لجلب المتعة ، حقائق الطبيعة نكتشفها بالملاحظة والتجربة أما حقائق الغيب والقيم فيكشفها لنا الوحي ونحن لا نشاهد إلا 3% من الأشياء أما الباقي فنستنبطه ولا مجال للوصول إلى معايير متفق عليها للقانون إلا بالوحي، إن قوانين الطبيعة الروح وكلاهما حقائق أبدية أودعها الله الطبيعة والروح. والذكاء يزداد بالملاحظة والتجربة وتجريب جميع المشاعر فالتعلم الذاتي ينمي الذكاء لا مجرد خزن المعلومات فحسب. الذكاء يقوم على الاستدلال الذي يقوم على التحليل، والاستدلال يقوم على القياس فالتفكير فرض والحقيقة فرض ثابت بالملاحظة والتجربة إذا كان الفرض يتعلق بالطبيعة أما السلوك الإنساني يعاير بمدى نفعه