كلمتان سهلتان وسلستان في نطقهما قاسيتان على من بُليت بهما. إنهما دمار وضياع أطفال سيتشردون ويعيشون في يتم لا ذنب لهم فيما فرض عليهم في لحظة أوصلت عائلهم لقولهما ليكونوا تعساء. أين الرحمة من أصحاب هذه القلوب انتزعها الغضب أم الشعور بأنه سيد الموقف يحق له فعل كلما يشاء ووقت ما يريد حتى ولو كان الثمن فقدان فلذات كبده الاستقرار في كنف أسري آمن. أيها السيد هل شعرت بالراحة وأنت تجني على زوجتك بهذا؟ وهل كنت بكامل قواك العقلية لتتخذ قراراً لا رجعة فيه يحطم القلوب والنفوس ويأتي بالذل والانكسار والبلاء على إنسانة ضعيفة وأطفال لا حيلة ولا دراية لهم في كل ما حدث وسوف يزداد حدوثاً. كم نتألم وتعلو أصوات أناتنا وآهاتنا ونحن نلمس ظاهرة الطلاق في مجتمعنا ومن غير أي مبالاة تدل على ضعف الإيمان بالله ومخالفة شريعته في تطبيق أوامره والابتعاد عن معصيته سبحانه. إننا بهذا التفكك والجور والظلم نُحدث خللاً في إنسانيتنا نغيرها ونفعل بها كما يحلو لنا. لم يعد لدينا الصبر والإيمان والقوة لتحمل ضغوط الحياة نكاد نكون فاقدين لهذه النعم التي لابد من أن تكون في داخلنا. إننا أمة مسلمة سامية. لماذا ننسى إنسانية هذه الأمة المسلمة ولا نتحلى بأخلاقها الفاضلة ونركز على حياة مزعومة نعيشها لا نفكر إلا في كل ما هو يتعسنا ويدمرنا. كما لا نجعل من الحياة التي نحن فيها بساطة عيش أجدادنا ونتميز برجاحة عقولهم وحكمتهم بقناعتهم بكل ما هم فيه العائلة الأبناء الأحفاد هي السعادة التي يحبونها كنز ثمين يعيرونه كل اهتماماتهم. لم يكن الفقر يعيبهم ولا البحث عن رفاهية لتمجدهم وتعلي مكانتهم انهم يريدون أسرة واحدة يملؤها الحب ويكنفها الحنان وتحتويها الرحمة. أيها الزوج صاحب القرار لا تغرك قوتك وتزداد عناداً أطالبك بالتفكير ليس لحياتك أنت بل لأطفالك في زوجتك في مجتمعك تهتم لتحافظ عليهم فإن أستطعت أن تسعدهم تأكد تماماً أنك سوف تكون أسعدهم.