البطالة هذا الشبح المخيف المسيطر على بيوتنا، اذ لايخلو بيت الإ وفيه عاطل أو عاطله. قبل فترة قريبة اعلنت دولتنا الحبيبة أضخم ميزانية لها بتاريخها وتزامن مع هذا الاعلان إرتفاع نسبة البطالة بأكثر من 10 % ، بمعنى أخر وجود أكثرمن 400 الف عاطل. وإذا اردنا الخوض في أسباب البطالة فهنالك أسباب عديدة للبطالة ولعل اهم سببين لها: أولا: سبب يتعلق بالدولة والجهات الحكومية وذلك من خلال عدم إستحداث وظائف جديدة منذ زمن طويل، إضافة الى الخلل في عملية التخطيط مابين تخصصات الجامعات وإحتياجات سوق العمل، وهذا السبب مهما تجادلنا فيه وتناقشنا ، سوف يطول الجدل قبل النقاش ولن نصل الى حل. ثانيا: وهو السبب الأهم الاوهو ثقافتنا تجاه الوظيفة، حيث كل منا يريد لنفسه واولاده وأخوانه أن يكون طبيب أو مهندس أومدرس أو في وظيفة عسكريه أوحكوميه أمنة . فنحصر أنفسنا في هذه الوظائف ونصر عليها كأنه لا يوجد سبل رزق الإ في هذه الوظائف فلماذا؟ أين نحن من الوظائف المهنيه والحرفيه ، فأين الميكانيكي في مجتمعنا على سبيل المثال؟ أين نحن من التجارالمبتدئين برؤوس أموال بسيطة ولكن بعقول نيرة وأفكار جديدة مبتكرة مثل التجارة عبر الانترنت على سبيل المثال التي تمثل دخلا لبعض الناس في وقتنا الحاضر. وحتى نبتعد عن قاعدة التنظيراليكم المثال العملي: إيرادات المملكة لهذا العام من موسم الحج فقط 36 مليار ريال وهو ما يعادل دخل السياحة في مصر لمدة عام كامل، والسؤال هنا الا يستطيع إخواننا (400 الف عاطل) أن يحصلوا على حصتهم من هذا المبلغ في هذا الموسم؟ ولنعلم جميعا أن هنالك مجموعة لا باس بها من إخواننا الغير سعوديين والمقيمين معا يعتمدون بعد الله على دخل هذا الموسم العظيم موسم الحج، إذ يعملون في هذين الشهرين ويحصدون دخلا يكفيهم لبقية السنة، فأين نحن من هذه الفرصة الذهبية عمل شهرين يكفي سنة كاملة. أعتقد أننا في حاجة ماسة لدراسة السوق ومعرفة إحتياج الناس فهنالك أفكار ذهبية لاتكلف كثير من المال ولكنها تجلب كثير من المال ، واليكم أغرب مارأيت في حج هذا العام شخص بنجلاديشي يقوم بتأجير قلم ملون (فلومستر) ليكتب الحجاج ذكرياتهم على الشاخص الآبيض المتواجد فوق جبل الرحمة بخمسة ريال لكل حاج وبنجلاديشي آخر يقوم بتصويرهذه الذكريات تصوير فوري بخمسة وعشرين ريال، ولنا أن نتخيل كم هو دخل هذين الشخصين في يوم عرفة!!! و أخيرا: نعم لتغيير ثقافة المجتمع تجاه الوظيفة وعدم حصرها في وظائف معينة تقتل الطموح وتضييق الزمام على الشباب. فنعم لأي وظيفة فيها مجال للإبداع والكسب الطيب مهما كانت نظرة المجتمع لهذه الوظيفة.