بحضور معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، احتضنت العاصمة الرياض ليلة تكريمية استثنائية للموسيقار الكبير عمر خيرت، ضمن فعاليات موسم الرياض 2024-2025، على مسرح بكر الشدي، برعاية الهيئة العامة للترفيه وتنظيم شركة بنش مارك. جاء هذا الحفل كتحية تقدير لمسيرة موسيقية امتدت لعقود، قدّم خلالها عمر خيرت إبداعات شكلت وجدان الأجيال وأثرت المشهد الموسيقي العربي والعالمي، حيث استطاع عبر ألحانه الفريدة التي تمزج بين الكلاسيكية والحداثة أن يخلق هوية موسيقية متميزة توازن بين الأصالة والتجديد، مقدمًا أعمالًا خالدة تجاوزت حدود الزمن. شهد الحفل تقديم 24 مقطوعة موسيقية من روائع عمر خيرت، أداها 140 عازفًا محترفًا بقيادة المايسترو وليد فايد والمايسترو ماثيو فريمان، في عرض موسيقي مبهر جمع بين التقنيات الحديثة والطابع الكلاسيكي. افتتحت الأمسية بمقطوعة "هي دي الحياة" التي حملت الحضور إلى أجواء موسيقية ساحرة، تلتها أعمال خالدة مثل "ضمير أبلة حكمت"، و"تيمة الحب"، و"جيران الهنا"، و"العاصفة"، و"رابسوديه عربية"، و"العرافة والعطور الساحرة"، و"حبيبية وهويد الليل"، و"مسألة مبدأ"، و"قضية عم أحمد"، و"ليلة القبض على فاطمة"، و"أندلسية"، و"عارفة"، التي جاءت جميعها بتناغم فني مبهر يعكس عبقرية التأليف الموسيقي للموسيقار الكبير. وفي الفقرة الثانية، استمرت الرحلة الموسيقية بأعمال مؤثرة حملت بصمته المتميزة، حيث شمل البرنامج مقطوعات "خايف من بكره"، و"الخواجة عبد القادر"، و"زي الهوى"، و"الداعية"، و"خلي بالك من عقلك"، و"وجه القمر"، و"مافيا"، و"عفوًا أيها القانون"، و"صابر يا عم صابر"، و"البخيل وأنا"، و"سنة سينما"، وختامًا بالمقطوعة الشهيرة "فيها حاجة حلوة"، التي تفاعل معها الجمهور بحماس كبير، وسط أجواء موسيقية مبهرة وتقنيات صوتية حديثة عززت من تجربة الاستماع. تميز الحفل باستخدام تقنية Immersive Audio التي منحت الجمهور تجربة صوتية متكاملة، حيث أحاطت بهم الألحان من كل الاتجاهات، مما جعلهم يعيشون تفاصيل كل نغمة وكأنهم داخل الأوركسترا نفسها. كما أضفى حضور الفنانين العالميين بيدرو أوستاش، وماكسيم فينغيروف، وجوناثان أنطوان، وجيان وانغ، والعازف العالمي جايكوب زيندر بعدًا جديدًا على الأداء، مقدمين مقطوعات عزف أضفت لمسة عالمية ساحرة على الأمسية. جاء هذا الحفل كأحد أبرز الفعاليات الموسيقية لموسم الرياض، حيث امتزجت عبقرية عمر خيرت الموسيقية بالتقنيات الحديثة، ليُقدم بروح عصرية متجددة في ليلة استثنائية احتفت بالفن والإبداع وكرّمت أحد أعمدة الموسيقى العربية، الذي أثرى المكتبة الموسيقية بروائعه الخالدة.