قال رئيس هيئة المساحة الجيولوجية بالمملكة الدكتور زهير نواب للمدينة إن غاز الرادون غاز مشع عديم اللون والطعم والرائحة ينتج عن التحلل الطبيعي لسلسة اليورانيوم 238 وسلسة الثوريوم 232 ويعتبر عنصر الراديوم الموجود ضمن هاتين السلسلتين هو المصدر المباشر للرادون في الطبيعة . وأضاف نواب يصنف الرادون بأنه غاز خامل كيميائيا أي انه لا يتفاعل ولا يتحد مع عناصر أخرى في الطبيعة إذ أن للرادون سلالة من العناصر المشعة ليست خاملة مثله أي أن غاز الرادون يتحول إلى عنصر آخر مطلقا جسيمات مشعة هي جسيمات ألفا ، والعنصر الذي يتحول إليه الرادون هو بدوره عنصر مشع يطلق جسيمات مشعة أخرى ليتحول إلى عنصر آخر ، وهكذا حتى الوصول إلى نظير الرصاص المستقر ( غير المشع ) وتتلازم عملية تحلل الرادون في الطبيعة مع إطلاق إشعاعات مؤينة قادرة على تايين الذرات أو الجزيئات التي تتكون منها المادة بما فيها الأنسجة الحية وتشمل جسيمات ألفا وبيتا وإشعاعات جاما وغيرها . وللرادون ثلاثة نظائر مشعة في الطبيعة هي الرادون RN22 والثور ون RN220 والثور ون Rn219 . وحدد نواب النسبة القصوى والمسموح بها داخل المنازل لتركيز غاز الرادون هي 200 بيكرل في المتر المكعب من الهواء مؤكدا انه حتى الآن لا توجد معايير محلية للحدود القصوى لتركيز غاز الرادون داخل المنازل . مضيفا أن توصيات للجنة الدولية للحماية من الإشعاع (ICRP) تنص على الا تتعدى الجرعة الإشعاعية التي يمكن أن يتعرض لها عموم الجمهور في السنة عن واحد ميلي سيفرات أي ما يعادل 400 بيكرل في المتر المكعب من الهواء وحسب وكالة الطاقة الذرية والهيئات الحكومية في الولاياتالمتحدة والمسؤولة عن حماية البيئة . وبين نواب أن غاز الرادون يصبح خطرا على الصحة عند زيادة تركيزه عن الحد الأقصى المسموح به وهو 200بيكرل في المتر المكعب ، كما تكمن خطورته في كونه عنصرا غير مستقر ينتج عند تحلله مجموعة من النظائر المشعة الأخرى التي يمكن ان تلتصق بدقائق الغبار الصغيرة العالقة في الهواء الجوي لتدخل بعدها إلى الجهاز التنفسي وتصل إلى الشعب الهوائية الدقيقة وقد تستقر في الأغشية المخاطية المبطنه للجهاز التنفسي مما يزيد من نسبة التعرض للأمراض الصدرية خاصة سرطان الرئة ويعتبر الرادون حاليا المسبب الرئيس لحوالى 15 % من مجمل الإصابات بسرطان الرئة في العالم بحسب آخر تقارير منظمة الصحة العالمية . وأضاف نواب أن طول فترة المكوث في الأماكن المغلقة ذات التركيز العالية تشكل خطرا هي الأخرى وكذلك زيادة تركيز ذرات الغبار العالقة في بيئة المنزل الداخلية ، كما أن لقلة التهوية الطبيعية واللجوء إلى الوسائل الحديثة للتهوية والتدفئة خطرا على الصحة مؤكدا أن التدخين يزيد من خطورة الإصابة مع استنشاق غاز الرادون . وبين الدكتور نواب أن غاز الرادون ينبعث من عدة مصادر وهي التربة الموجودة تحت المنشأة في حال وجود تركيز من عنصر الراديوم ، وينبعث أيضا من بلاط الأرضيات إذا كانت مصنعة من الجرانيت المحتوى على عناصر مشعة وكذلك من المياه الجوفية في حال احتوائها على تركيز من العناصر المشعة كما اعتبر الدكتور نواب الغار الطبيعي المستخدم في المطابخ أحد مصادر الرادون كون الغاز الطبيعي مستخرجا أصلا من مكامن جيولوجية عميقة في باطن الأرض.