يجري مختصون في معهد بحوث الطاقة الذرية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حالياً دراسة لتحديد قياسات مستويات تركيز غاز الرادون ونتائج تحلله في المساكن والمباني العامة في عدد من مناطق المملكة العربية السعودية. وأوضح رئيس مجموعة الدراسات الصحية والبيئة للإشعاع في مركز الحماية من الإشعاع والباحث الرئيس لهذا المشروع الدكتور عبدالرحمن بن سعيد الغامدي بأن الدراسة تهدف الى تحديد تركيز الغاز والعوامل المساعدة في زيادة تركيزه داخل المساكن وبيئات العمل المختلفة في مدينة الرياض كمرحلة أولى، حيث تم اختيار بعض معلمي وطلاب المدارس الثانوية التابعة لوزارة التربية والتعليم، كشريحة من المجتمع للمساهمة في توزيع كواشف الغاز في مساكنهم. وأشار الدكتور الغامدي الى ان غاز الرادون عديم الطعم، والرائحة، واللون، وخامل كيميائياً اي انه لا يتحد مع اية عناصر او مركبات اخرى في الطبيعة، ويزداد تركيزه في صخور الجرانيت، والصخور البلورية، والصوانية، والبازلت. وقال الدكتور عبدالرحمن الغامدي ان غاز الرادون ينتقل من خلال الشقوق، والتصدعات الموجودة في الأرضيات داخل المساكن، ويتراكم مستوى تركيز هذا الغاز في الأماكن المغلقة، وذلك بسبب احتباسه داخل تلك الأماكن وعدم تسربه خارجها بالإضافة الى انبثاق كميات جديدة منه من مواد البناء والمياه المستخدمة في المبنى او الغاز الطبيعي المستخدم للطهي في المطابخ. وأشار الى ان خطورة غاز الرادون تكمن عند تحلله بانبعاث جسيمات الفا المشحونة الى نواتج صلبة تسمى بنواتج تحلل الرادون، وهي نظائر البولونيوم - 218 والبيزموث - 214 والرصاص - 214، ومن ثم يستنشق الإنسان هذا الغاز ونواتج تحلله، فتلتصق هذه النواتج المشعة بالأغشية المخاطية المبطنةلأجزاء الجهاز التنفسي وتستقر به، مما يرفع من نسبة خطر الإصابة بالأمراض الصدرية مثل سرطان الرئة.