كشف وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر، أن الوزارة ستستند إلى خطاب مسرب "لزعيم ميليشيا الحوثي يوجه فيه اتباعه بالامتناع عن تصوير القتلى من الأطفال المجندين" في الملفات التي تقدمها إلى المنظمات الدولية حول انتهاكات الميليشيات الحوثية ضد حقوق الأطفال وتوضيح استغلال الحوثيين للأطفال في الأعمال العسكرية. وأضاف عسكر، وفقاً ل "الشرق الأوسط" إن الميليشيات يعتقدون أن منع نشر الصور سيسهم في تخفيف الانتقادات ضدهم. وحول موقف المنظمات الدولية من هذه التجاوزات، أوضح عسكر، أن الكثير من هذه المنظمات تحركها أجندات سياسية، وتركز على جهات وانتهاكات محددة، لتحقيق مصالح معينة، لافتاً إلى أن بعض المنظمات الدولية الكبرى التي جرت مناقشتها حول تركيزها على ضربات الطيران، وتجاهلها القصف المستمر على مدار عامين ونصف مات خلالها العشرات من النساء والأطفال، أجابت بأن عملية رصد الطيران سهلة، في حين يصعب رصد الضرب العشوائي الذي يحتاج إلى كثير من التفاصيل حول نوعية السلاح والجهة التي ضربت المناطق السكنية. وأوضح أن الوزارة رصدت تجنيد نحو 4 آلاف طفل، في صفوف الميليشيات، وبناءً على تعدد الجبهات وما فيها من الأطفال، توصلت إلى أن إجمالي عدد الأطفال المقاتلين في الجبهات كافة يقدر بنحو 20 ألف طفل. وكان زعيم ميلشيا الحوثي "عبد الملك الحوثي" قد أصدر تعليمات لأتباعه في خطاب موجه لهم بالامتناع عن تصوير القتلى من الأطفال المجندين. وجاء في الخطاب المسرب الذي أرسلته "اللجنة الثورية العليا" إلى "مؤسسة الشهيد": "بحسب توجيهات عبد الملك الحوثي قائد المسيرة القرآنية، يمنع طباعة صور الشهداء الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً". وتأتي الدعوة الجديدة للحوثي، لتؤكد تورط الميليشيات الحوثية في تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال المشتعلة في أنحاء اليمن. وتنتشر في المدن التي تسيطر عليها الميليشيات، مئات القصص لأطفال لم تتجاوز أعمارهم 12 عاماً اقتيدوا بقوة السلاح، أو التحقوا بالقتال بعد دفع أموال لذويهم الذين يعيشون ظروفاً صعبة نتيجة نهب ممتلكاتهم وأموالهم. وبعد مضي شهر من نقل الأطفال إلى التدريب يُرحلون إلى الجبهات الرئيسية التي يتراجع فيها عدد المقاتلين الحوثيين.