بين لحظة وأخرى تظهر أصواتٌ تطالب بالعدول عن قرار إغلاق المحال وقت الصلاة، ووجدوا في استثناء الصيدليات من قرار الإغلاق بزعم أن إغلاقها يضر المرضى وقد تودي بحياتهم، طبقاً لزعمهم ما يبرر مطالبهم التي تخالف نظام البلاد المعمول به، لكن الدكتور محمد السلطان، استشاري الطوارئ والعناية المركزة، رد على هذه المزاعم كمتخصص ويعمل في أقسام الطوارئ. "تواصل" أجرت هذا الحوار مع الدكتور محمد السلطان حول الموضوع، فيما يلي نصه: * من وقت لآخر تبرز بعض الأصوات التي تطالب بمنع إغلاق الصيدليات وقت الصلاة بزعم أنها تضر بالمرضى كيف ترون هذا الكلام؟ – المستشفيات مفتوحة 24 ساعة ولا تغلق لا وقت صلاة ولا غيره، والأصل أن الإنسان إذا احتاج أمراً طبياً لا يتوجه للصيدلية، لأن الصيدلي غير مخول أن يصرف دواء دون وصفة طبية، وإن كان الأمر ضرورة وطوارئ مثل (نوبة قلبية أو صرع) فالصيدلي أبعد ما يكون عن الأمر، ويجب على المريض أن يتوجه لطبيب الطوارئ. وأنا لا أحكم ولا أقول رأيي من ناحية شرعية، في موضوع الإغلاق وقت الصلاة بل أتكلم كمتخصص من ناحية طبية. * هل إغلاق الصيدليات وقت الصلاة قد يودي بحياة مريض؟ – أنا كمتخصص أقول أي أحد يقول لي ما هو السيناريو الذي قد يودي بحياة مريض إذا الصيدلية مغلقة، مشيراً إلى أن المريض الذي بحاجة إلى دواء فإن نصف ساعة لن تضره، وإذا الحالة طارئة فمن التفريط في صحته أن يذهب إلى صيدلية. في الغرب تغلق الصيدليات في الساعة السادسة مساءً إلى صباح اليوم التالي، وقد عشت ثماني سنوات هناك، إذاً هذا الزعم غير صحيح، والقول إن إغلاق الصيدليات يودي بحياة الناس غير صحيح، لأن النظام الصحي المنضبط يؤكد أن كل واحد يقوم بدوره، وكل إنسان يلتزم بتخصصه. * هل تغلق صيدليات المستشفيات وقت الصلاة؟ الصيدليات بداخل المستشفيات لا تغلق وقت الصلاة، والصيدليات الخارجية والإنسان إذا ذهب إلى المستشفى لا يذهب للصيدلية، بل للطبيب وجهاز التمريض والقائمين على علاجه والعلاج متوفر في كل لحظة. * كيف هي الأوضاع في أقسام الطوارئ وقت الصلاة ؟ – أقسام الطوارئ وقت الصلاة مفتوحة، وأنا كطبيب طوارئ أعمل منذ 19 عاماً بعض الأوقات نؤخر بعض الصلوات لوجود حالات طارئة لا يمكننا تركها، والمناوبة في الطوارئ كل 8 ساعات وليس لها علاقة بوقت الصلاة. أنا عميد كلية طب سابق وأدرس طلابي، أن العمل في الطوارئ مثل الجندي على ثغر من الثغور، لا يمكن أن يُسلم سلاحه وقت الصلاة. * شاهدنا مقاطع لأشخاص في العناية المركزة، وفي ساعات الاحتضار يطلبون الوضوء للصلاة، هل مرت عليك حالات كهذه؟ – لا لم تمر بي حالات كهذه، ولكن نحن مجتمع مسلم وناس طيبة وقلوبها طاهرة، مثل هذه المشاهد عادية وغير مستغربة، رأيت حالات في حوادث وغيرها أكيد أول شيء يخطر ببالها أنها تردد الشهادتين. * خمس صلوات في اليوم البعض يراها ثقيلة ويزعم أنها تعطل الحياة، ما تعليقكم؟ – الصلاة فريضة وعمود الدين، ولم تعطل حياتنا حين كنا، نحن المسلمين، مرجعَ حضارة الأرض في الشرق والغرب، وأيام الخلافات الإسلامية لم يقولوا إن الصلاة تعطلنا، نحن نبحث عن عذر نبرر به تقصيرنا. * ما رأيك في من يزعم أن إغلاق المحال وقت الصلاة يضر بالاقتصاد؟ – مَن يقول إن إغلاق المحال وقت الصلاة يعطل الاقتصاد فليتحدث بلغة علمية، وأرقام، هم يقولون إن الثلث أو الربع ساعة تخرب الاقتصاد، نطبق نفس الكلام على التعميم الذي صدر بإغلاق المحال الساعة التاسعة مساء، هل هذه ما تعطل الاقتصاد وتربك الحياة الاجتماعية؟ هؤلاء ربما ليس لديهم رغبة في اجتماع الناس في الصلاة، والأمر ليس لهم ولا يحكمون، والمجتمع محافِظ ويصلي ومحافظ على صلاته، وإن شاء الله نستمر كذلك. * إغلاق المحال وقت الصلاة مطبق في المملكة ولكنه غير مطبق في دول أخرى، ما تعليقك؟ – يطبق في المملكة لأنها بلد الحرمين الشريفين وتطبق شرع الله، هذا فخر للمملكة وهذه ميزة نتميز بها، وإذا البعض يراها شيئاً سلبياً ليس من الشرط أن نكون مثل الآخرين، أن يكون عندنا شيء يميزنا ولا يضرنا، تميز الإنسان في تمسكه بمبادئ معينة، ما دامت هذه المبادئ لا تعطل مصالحه الأخرى، هذا تميز نفخر به. *البعض يقول إن الدول التي لا تغلق فيها المحال وقت الصلاة يعانون من قلة البركة في الرزق، هل هذا صحيح؟ – لا أستطيع أن أحكم على الناس عندهم بركة أم لا، هذا أمر غيبي، مجتمعنا هذه إحدى ميزاته، وإحدى خصائص المجتمع السعودي أنه وقت الصلوات الجميعُ يتجه للمساجد للصلاة. ديننا دين العمل الجماعي والصلاة من أبرز مظاهر العمل الجماعي، إذا كان وقت الحرب يأمر الله الناس أن ينقسموا قسمين قسم يحمي الثغر، وقسم يصلي جماعة، لم يقُل كل واحد يصلي وحده نحن آمنين ومطمئنين، نقول غير لازم نصلي جماعة، أي كلام يحتاج إعادة نظر!!