شهد منتدى جدة الاقتصادي في دورته المنعقدة حالياً بمدينة جدة بعض التعديلات على مستوى الفعاليات والتنظيم مما أدي إلى انقسام المشاركين والمهتمين والإعلاميين بين مؤيد ومعارض لهذه التعديلات وخصوصاً فيما يتعلق بإزالة جزء كبير من الحاجز الفاصل بين النساء والرجال. ولبيان بعض الآراء قامت (تواصل) بلقاء الكاتبة الدكتورة نوره خالد السعد حيث قالت: في البدء لابد لي من التأكيد أن منتدى جدة الاقتصادي لابدأن يكون له فعالية حقيقية نرى أثرها على أرض الواقع. وأضافت السعد : لسنا هنا لمناقشة سلبيات المنتدى لأننا نرفضه بل لأننا نريد أن لا يكون هذا المنتدى وما يصرف عليه من ملايين للآلة الإعلامية مثلا, أو لتحقيق أمنيات اؤلئك النسوة الأجنبيات.. وزادت: إنني عندما سألت إحداهن في عام 2002م عن سبب إلغاء الحواجز بيننا وبين الرجال وكانت تظن إني من المؤيدات لذلك : قالت ( نحن تعمدنا إلغائه لأننا نريد تدريجيا إلغائه تماما ولايكون هناك أي حواجز بين الرجال والنساء )!! وتضيف د.السعد: هذا التوجه المخفي لماذا تحرص عليه من تشرف علي المنتدى ومن يؤيدها من الذكور الآن ؟؟ أليس الأهم هو وصول الأفكار والمناقشة عبر المايكروفونات دونما الحاجة للأختلاظ ولو بإلغاء جزء من هذه الحاجز . وتمضي بالقول: إنني حضرت اليوم الأول من المنتدى ولاحظت من حيث ترتيب المكان أن هناك حائطا زجاجيا يسمح برؤية الرجال في القسم الآخر من القاعة وأعتقد انه لايسمح برؤيتنا نحن النساء , و بعد استراحة الغداء والحديث للدكتورة نورا عدنا لنجد أنه قد تمت إزالة الجزء العلوي من الحاجز من الجزء الأمامي مقابل الصفوف الأمامية للنساء , مما أضطر عدداً من الأخوات المحجبات إلي العودة إلي الصفوف الخلفية ولقد كن متذمرات من هذه الإزالة التي لاداعي لها . وزادت: أخبرني أحد أعضاء الغرفة التجارية من التجار الصالحين أن في الافتتاح لم يكن هناك أي عازل بين قسم النساء في القاعة وقسم الرجال وانه ناقش السيدة لمى سليمان بصفتها التي أشرفت علي المنتدى – وقد شكرها صالح كامل في كلمته علي هذا الأشراف – وأن لمى قالت له : نعم نريد الاختلاط ولكم توجهاتكم ولنا توجهاتنا التي تختلف عنكم و قال لي إنها لم ترضخ لإعادة الحاجز إلا بعد أن هددها بإبلاغ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ولهذا وكما يبدوا أن إصرارها علي إزالة الحاجز تحقق بالحذف للجزء الأمامي من القاعة، علماً أن البعض من النساء لسن محجبات والبعض كاشفات شعورهن أو جزء منها , ناهيك عن تبادل الأحاديث والضحك خارج القاعة في المساحة الخارجية التي فيها العروض للمشاركين من الشركات أو الصحف !! بل كانت ممتلئة أكثر من قاعة المنتدى التي فيها الفعاليات !! وحول حديث لمى سليمان وقولها بان إلغاء الحاجز الفاصل بين النساء والرجال جاء وفقاً لتوجيهاتهم تقول د.السعد: أعتقد أن لمى تعبر عن وجهة نظرها وتوجهات من يمثل رأيها في مجلس الغرفة التجارية رجالا ونساء رغم تأكدي من قلتهم وينسون أن المجتمع النسائي في جدة هم لايمثلونه وليس من حقهم فرض توجهاتهم علي مجتمع بأكمله .وهم كما يبدوا يأخذون بفتوى المحاسب الغامدي الذي يردد أن الاختلاط ليس محرماً بل الخلوة هي الممنوعة شرعا!! ينسون آيات الحجاب في القرآن الكريم, اسأل الله لي ولهم الهداية . وطالبت د.السعد المسئولين عن هذا المنتدى الذي يتم تمويله من أموال التجار من أهل جدة وأثق أن أغلبيتهم أن لا يرضون بهذا الإجحاف في حق المحجبات والمنقبات وأن يضمنوا لهن المشاركة بالحضور وتبادل الآراء في بيئة آمنة . و أعربت عن أملها في أن تتم إعادة النظر في هذا وشددت بأن التقدم لن يتحقق عبر مشاريع التغريب فالنتائج لهذا التغريب نجدها في الدول العربية المجاورة فقد اجتهدت نسوة الحكام هناك في تجريد المجتمعات المسلمة من قيمها الإسلامية تحت شعارات التقدم وحقوق المرأة والمساواة وبقيت تلك المجتمعات ترزح تحت الفقر والبطالة بل الأمية , والجهل!! وسقطت نسوة التغريب من علي سدة الأضواء مع سقوط أزواجهن من أمثال زين العابدين وحسني مبارك والقذافي وبقي الفقر والجوع والبطالة ولكن في المقابل لايزال الإسلام وتعاليمه باقية وعاد الحجاب والنقاب إلي تونس. اذ أي مشروع تغريبي يخالف التشريعات الربانية لن ينجح ولو تم تمريره (قسراً) فمآله إلي زوال . وقالت: أخص بهذا القول بالتحديد الشيخ صالح كامل رئيس الغرفة التجارية والسيدة لمى السليمان بصفتها المسئولة عن المنتدى ، داعية الله أن يلهم السيدة لمى وأخواتها في الغرفة التجارية الصواب وان يتذكرن أن كل عمل يقمن به مرده إلي الحساب الأخروي قبل الحساب الدنيوي . وأنهن يستطعن أن يقدمن الأفضل لهذا المجتمع وفق الهدي الرباني والسنة النبوية بعيداً عن النموذج التغريبي الذي فشل في تحقيق الأمن لنسائه في الغرب أفلا يكفي هذا برهاناً علي خسرانه ؟؟ وتساءلت : أين نتائج هذا المنتدى طيلة أعوامه السابقة علي أرض الواقع كنت أتمني أن يستعرض بعضاً منها الأستاذ صالح كامل في كلمته في الافتتاح حتى نثق أن هذا المنتدى له أهداف واضحة ويسعى لتحقيقها. مضيفة أنني وجهت هذا السؤال إلي المسئولين عن المنتدى في مداخلتي في اليوم الأول . فلا يعقل أن يتم استضافة خبراء في عدة مجالات أمثال الرئيس مهاتير محمد ولا يستفيدون من تجاربه وما قدمه من خبرات وأمثاله من بعض الخبراء . لمى سليمان تعتذر ل(تواصل) بعد وعدها بالرد وفي الجانب الآخر قامت (تواصل) بالاتصال بالأستاذة لمى سليمان نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة ورئيس منتدى جدة الاقتصادي لمعرفة حقيقة ما جرى وكيف كان رد الجهة المنظمة وتعاملها مع المشاركات والإعلاميات اللاتي أعلنّ رفضهن لإزالة الحواجز بين الرجال والنساء إلا أنها أي لمى السليمان – اعتذرت بحجة أنها مشغولة حالياً بأمور المنتدى كما تعاني بعض التعب جراء ارتباطات التنظيم. ووعدت بالرد على (تواصل). وعند محاولة الاتصال بها مرة أخرى أعلنت اعتذارها عن الحديث نهائيًا.