أَوْصَى عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ، المسلمين بتقوى الله والمسارعة إلى الأعمال الصالحة. وقال: إن من سمات المسلمين محبة بعضهم لبعض مستشهداً بقوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)، وقول الرسول صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). وأَضَافَ في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض: "لقد جسد الإسلام مبدأ القوة الإسلامية تجسيداً عظيماً، وكان أول عمل عمل به رسول الله هو الإخاء بين المهاجرين والأنصار عندمَا قَدْموا إلى المدينة إخوة إسلامية كانت نواةً لمجتمع مسلم؛ وَلِهَذَا بيَّن صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن من حق المسلم على المسلم ست، كما جاء في حديث أبو هريرة قال قال رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ.. قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَالَ (إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ). وأَوْضَحَ الشيخ عبدالله آل الشيخ أن النصيحة هي إخلاص النية، وهي حرص المسلم على أخيه بما ينفع في أمور دينه ودنياه، كما أن نصيحة المسلم لأهله دليل على قوة إيمانه ومحبته للخير، مُشِيرَاً إلى أن ضوابط النصيحة الإخلاص لله سبحانه وتعالى، يقول الله عز وجل: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)، ويقول صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى). وبيَّن أن النصيحة تكون بالرفق واللين يقول صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إن الرفق ما وُضع في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه)، وكذلك أن يكون الوقت مناسباً للنصيحة يقول ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: إن للنفوس شهوة وإقبالاً، ولها جفوة وإدبار، فاغتنموها حال إقبالها ودعوها حال إدبارها، وأن يطبق الناصح ما يعمل به فيظهر عليه؛ ولذلك لام الله بني إسرائيل: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون}. ولفت إلى أن النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيَّن الوعيد عن ذلك حيث قال: يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدورُ الحمارُ في الرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمرُ بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى.. قد كنت آمرُ بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه.