عبَّرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء عن استنكارها الشديد لحادثتي التفجير اللتين وقعتا في كل من كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، ومحيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية؛ وأسفرتا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وَأَكَّدَتِ الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء أن هذين التفجيرين الإرهابيين عمل إجرامي محرم شَرْعَاً بإجماع المسلمين؛ "وذلك لأنه هتك لحرمات الإسلام المعلومة منه بالضرورة، ففيه هتك لحرمة الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة الأموال المحترمة، وهتك لحرمات الأمن والاستقرار وحياة الناس ودورهم ودور عباداتهم، يضاف إلى ذلك أنه اشتمل على أنواع من المحرمات في الإسلام بالضرورة: من غدر، وخيانة، وبغي، وعدوان، وإجرام آثم، وترويع للآمنين، وكل هذه قبائح منكرة يأباها ويبغضها الله ورسوله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وقَالَتِ الأمانة العامة في بيان: "لما كانت حرمة الدم الإنساني وترويع الآمنين معلومة من الدين الإسلامي بالضرورة؛ فقد أجمع علماء المسلمين قاطبة سواء ما صدر منهم مجتمعين أو منفردين على تجريم هذه الأفعال وهذه المسالك، والرد على مزاعم هؤلاء الإرهابيين وشبههم، وكيف يتصور أن يستجيز عاقل فَضْلاً عن عالم بشرع الله وحدوده هذه التصرفات، ويسوغ هذه الأفعال وقد روعوا الآمنين، ونقضوا العهود، وخفروا الذمم، وتجاوزوا على ولاة الأمور، وسعوا في الأرض فساداً، وما أبشع وأعظم جريمة من تجرأ على حرمات الله وظلم عباده، فقتل النفس بغير حق من أكبر الكبائر، قال الله تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق). وقال النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أكبر الكبائر الشرك بالله وقتل النفس). وأَشَارَ البيان إلى أن قضية الإرهاب والإفساد في الأرض، شر يجب التعاون على اجتثاثه واستئصاله، فقد عانت منه دول وذاقت من ويلاته مجتمعات بدرجات متفاوتة، يَأْتِي في طليعتها العالم الإسلامي، مُؤكِّدَاً أن الإرهاب لا يعرف وطناً ولا جنساً ولا ديناً ولا مذهباً ولا زماناً ولا مكاناً، وأن مشاعر الناس كلها تلتقي على رفضه واستنكاره والبراءة منه ومن أصحابه. وأَضَافَ البيان: "أن المسلمين يقفون مع العالم كله في شجبه وإدانته واستنكاره، وفي هذا الصدد ينبغي التعاون الدولي الصادق لتجفيف منابعه، ومحاربة جماعاته ومن يقف وراءها. وَأَكَّدَتِ الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء أن العالم أمام فرصة حقيقية لإقامة نظام عالمي: قوامه العدل، والنزاهة، واحترام الشعوب وخصوصياتهم. وقَالَتْ: "إن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء إذ تبين ذلك؛ لتعلن أن الإسلام بريء من هذه الأعمال ومن أصحابها، وهو تصرف من أصحاب فكر منحرف، وعقيدة ضالة، فهم يحملون إثمه وجرمه، فلا تُحتسب أعمالهم على الإسلام، ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام، المعتصمين بالْكِتَاب وَالسُّنَّة، المستمسكين بحبل الله المتين. وَأَكَّدَتِ الوقوف مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية حكومة وشعباً، مُشِيرَةً إلى أن أمن واستقرار وتماسك وقوة العالم الإسلامي والعربي والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص من أمن واستقرار وتماسك وقوة مصر. وثمَّنت في هذا الصدد التواصل المستمر والتعاون الدائم بين القيادتين الكريمتين في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، سائلة الله تعالى أن يُوَفِّقَ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وجميع ولاة أمر المسلمين إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وقمع الفساد والمفسدين، وأن ينصر بهم دينه، ويعلي بهم كلمته، وأن يصلح أحوال العالم الإسلامي والعربي إنه ولي ذلك والقادر عليه.