نشرت الحركة العالمية للدفاع عن حقوق الطفل في فلسطين شهادات مروّعة أدلى بها أطفال فلسطينيون حول ظروف اعتقالهم وأثناء التحقيق معهم في سجون الاحتلال الصهيوني. وقالت الحركة في بيان لها: "إن الأطفال الفلسطينيين يتعرضون لانتهاكات خطيرة لحقوقهم تتضمن مخالفات جنائيّة خطيرة مثل الاعتداء، والتسبب بأضرار، والتهديد، والتحرّش الجنسي وغيرها من المخالفات التي ترتكبها سلطات الاحتلال بدءًا من الجنود وصولاً للسجانين ومحققي "الشاباك"، بحسب "الجزيرة". ويظهر من الشهادات التي أدلى بها الأطفال أن معظم حالات الاعتقال بحقّهم تتم في ساعات الليل المتأخرة، بحيث يقتحم بيوتهم عشرات الجنود بعنفٍ ووسط ترهيب للأطفال وعائلاتهم. يقول أحد الأطفال "إنه استيقظ على ركلات الجنود الوحشية وهو نائم في سريره بعد أن أيقظوه قيدوا يديه ورجليه لمدة تزيد على نصف يوم، وفي حالات كثيرة، حين يحاول أهل الطفل التحدث إلى الجنود وتلقي معلومات عن اعتقال ابنهم، يقوم الجنود بالاعتداءات على أبناء العائلة بالضرب والشتائم، ويتم اعتقال الطفل دون أن يعرف هو أو أهله لماذا يتم اعتقاله، ومن دون أية إمكانيّة لمرافقة الطفل من قبل أحد ذويه أو إعلامهم إلى أين سيتم نقله". ويظهر من الشهادات أنه وخلال نقل الطفل الفلسطيني المعتقل إلى معسكر التحقيق الإسرائيلي، يستخدم الجنود عنفًا جسديًا وكلاميًا قاسيًا ونابيًا للغاية، بما في ذلك الضرب، إطاحة رأس الطفل بالجدران، تهديدات بالعنف وتهديدات بالاعتداء الجنسي والاغتصاب. كذلك أفاد أحد الأطفال الفلسطينيين المعتقلين أنه بعد أن ضربه الجنود بوحشية وتم عزل جميع أفراد العائلة في غرفة واحدة وإدخاله هو إلى صالة البيت بعد أن حققوا معه، ثم أحضر الجنود أربعة أطفال فلسطينيين آخرين وأدخلوهم إلى البيت وبدأوا يضربون الطفل أمام أصدقائه الأربعة. وخلال التعذيب والضرب، اعترف الطفل بإلقاء الحجارة واعترف أن أصدقاءه أيضًا شاركوا بإلقاء الحجارة معه، ولكن الطفل تراجع لاحقًا في معسكر التحقيق عن أقواله، وقال إنه اعترف بذلك من أجل أن لا يستمروا بضربه وتعذيبه. ووفق الحركة العالمية فإن المحققين الصهاينة يستخدمون خلال التحقيق مع الأطفال وسائل تحقيق محظورة بموجب القانون، حيث أجمع كل الأطفال في الشهادات على أن التحقيق معهم استمر لساعات طويلة، وأنه تم أثناءه تقييدهم بوضعية "الشبح" بحيث تُربط أيديهم وأقدامهم بكرسي منخفض. وأفاد عدد من الأطفال المعتقلين "أن المحققين الصهاينة هددوهم بالضرب والعزل وتعذيب آبائهم واغتصاب أمهاتهم وأخواتهم، ومعظم الأولاد قالوا في شهاداتهم إنهم تعرّضوا للتفتيش كما ولدتهم أمهاتهم في الكثير من مراحل التحقيق، وفي الحالات التي رفض فيها الأطفال التفتيش العاري تعرضوا لاعتداء عنيف من قبل السجّانين". ولفتت الحركة العالمية إلى "أن التحقيق مع الأطفال يتم من دون مرافقة أي محام أو أي من ذويهم، إضافة إلى أن التحقيقات تستمر معهم لساعات طويلة ويمنعون خلالها من دخول المرحاض ويحرمون من تناول الطعام والشراب بشكل كاف.. ومن بين الشهادات حالات رفض فيها المحققون لعشرات الساعات السماح للأطفال بالأكل إن لم يعترفوا بالتهم الموجهة إليهم".