لم تكن منصة إطلاق الصواريخ هي النقطة الحقيقيّة لإطلاق صاروخ الغدر والخيانة الذي أطلقه الحوثيون بل هي صدور امتلأت حقداً وغلاً وتآمراً على أهل السنة والجماعة عامة وعلى بلاد الحرمين خاصة. هؤلاء القوم هم أحفاد عبدالله بن أبيّ بن سلول وابن العلقمي والقرامطة. مرّ الحجّ الماضي بيسر وسهولة وروحانية شهد بها الجميع حينما غاب روافض إيران. هذا الأمر لم يعجب ملالي طهران بل أزعجهم كثيراً فقرروا تحريك خدمهم وأذنابهم في اليمن ليفعلوا شيئاً ما لعلّه يخفّف من الاحتقان الذي حلّ بهم ونزل بساحتهم. هذا الصاروخ ليس ككلّ الصواريخ التي وُجّهت لبعض مناطق المملكة الحدودية. إنّه صاروخ موجّه لقبلة المسلمين ومأوى أفئدتهم أجمعين. إنّه موجّه لأقدس بقعة على وجه الأرض. وبهذا يكون موجهاً إلى قلب كلّ مؤمن ومؤمنة. يريدون أن يفعلوا شيئاّ ما سبقهم به أحد من الناس أجمعين. وهنا حضرتني قصة ذكرها ابن الجوزي رحمه الله قال فيها: " بينما الحجّاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابيّ فحسر عن ثوبه ثمّ بال في البئر والناس ينظرون. فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم وجاءوا به إلى والي مكة ، فقال له : قبّحك الله ، لِم فعلت هذا ؟ قال الأعرابي : حتى يعرفني الناس يقولون : هذا فلان الذي بال في بئر زمزم. ". لا شكّ أنّ فعل ذلك الأعرابيّ شنيع لكن ما عسى ذلك الفعل أن يبلغ إذا ما قارنّاه بمن يريد هدم الكعبة والمسجد الحرام وما حولهما !؟. إنّ مما يجدر ذكره هنا أن نحمد الله أولاً وآخراً فهو اللطيف وهو الناصر وهو الذي سدد رمي جنودنا وأبطالنا. ثمّ نشكر أولئك الأبطال الذين يصِلون الليل بالنهار ليحفظوا أمننا ويحموا حدودنا من غدر الغادرين وعدوان المعتدين. حقّهم علينا أن ندعو لهم بالليل والنهار وعلى كلّ الأحوال ليحفظهم الله ويتقبل قتلاهم شهداء في جنّات النعيم وأن يشفي مرضاهم وأن يخلفهم في أهليهم بخير. أما أولئك الأوغاد، أذناب المجوس فنقول لهم موتوا بغيظكم فلن تتحقق أمنياتكم بإذن الله تعالى. سيتحرر اليمن من رجسكم ونجسكم بإذن الله تعالى. وصيّة عامة: أيها المسلمون ، يا أهل السنة والجماعة أمّتكم مستهدفة في عقيدتها وفي أوطانها. عودوا إلى منبع العقيدة الصافي وتخلّصوا من مظاهر الشرك. كونوا يداّ واحدة في مواجهة الأعداء. إيّاكم والتحزّب والتشرذم والاختلاف. قفوا صفاً واحدا خلف بلاد الحرمين التي تُوجّه لها السهام حالياً بسبب تبنّيها للمنهج الحق منهج أهل السنة والجماعة وبسبب تصدّيها للمشاريع الصهيوصفويّة. ووصيّة خاصة لأبناء الحرمين: قفوا صفّا واحداً خلف قيادتكم. حافظوا على الطاعات والقربات. ابتعدوا عن الذنوب والمعاصي فإنّ الوقوع فيها من الأسباب العظيمة للخذلان وتسلّط الأعداء. حافظوا على أوقاتكم. ربّوا أولادكم تربية جادة ليكونوا لبنات صالحة ينفع الله بهم البلاد والعباد. مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر وفق الضوابط الشرعية. قدّموا النصيحة للراعي والرعيّة. أكثروا من الدعاء لأنفسكم ولإخوانكم المسلمين. تخيّروا أوقات وأماكن إجابة الدعاء. ألحّوا على الله في الدعاء فإنّه كريم عظيم يجيب دعوة الداعي إذا دعاه. لا تنسوا الظلمة والمجرمين من سهام الليل. حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كلّ شرّ ومكروه. 30 محرم 1438 ه أحمد بن محمد الغامدي