استنكر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي الدعوات المنحرفة لاستغلال موسم الحج لأغراض سياسية ودعايات طائفية ومسيرات ومظاهرات جماهيرية فوضوية بدعوى البراءة من المشركين ، مع أنه لايحج بيت الله إلا المسلمون ، مؤكدا أن المسلمين اليوم بأمس الحاجة لاجتماع الكلمة ووحدة الصف وتقوية الأخوة والتعاون والألفة والمحبة والتراحم والتعاطف ليقفوا بتمسكهم بدينهم في وجه المكائد التي توجه ضد الإسلام. واستعرض فضيلته أحداث تاريخية تزعمتها بعض الفرق الضالة كالحادثة التي وقعت عام 317ه ، وما فعله أبو طاهر القرمطي الذي وضع في الحجاج السيف يوم التروية وقتلهم حتى في المسجد الحرام وفي البيت نفسه ونهبه وأصحابه أموال الحجيج ودور أهل مكة واقتلاعه الحجر الأسود وحمله إلى هجر واقتلاعه باب الكعبة وإصعاده رجلا ليقلع الميزاب فسقط عليه فمات ، وطرحه القتلى في بئر زمزم ودفنه الباقين في المسجد الحرام حيث قتلوا ، بغير كفن أو غسل أو صلاة ، وأخذه كسوة الكعبة وتقسيمها بين أصحابه ، وكيف عاجله الله بالعقوبة والنكاية العظيمة ولعذاب الآخرة أكبر. وقال فضيلته : هذه الرايات لم يرفعها صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها المسلمون بعده وإنما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه سنة تسع للهجرة أن يقرأ سورة " براءة " في الحج ، وأردفه بعلي رضي الله عنه مؤتما بأبي بكر ليبلغا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بأن لايحج بعد سنة تسع مشرك ولايطوف بالبيت عريان كما صح في الأحاديث فبلغا ذلك العام فقط المشركين فلم يحج بعد ذلك مشرك. وقال فضيلته : المملكة دولة التوحيد سنية سلفية المنهج ليست حزبية ، ويظن المتطاولون بغير حق أنه إذا لمز حكام هذه الدولة وعلماؤها بأنهم وهابية أنه أصاب مقتلا أو شوه سمعة أو ضر شيئا ، ألا فليعلم أنه لن يضر إلا نفسه فهم لم يتسموا بهذه التسمية لأنهم لم يبتدعوا بدعة في العقيدة الإسلامية، وإنما ينتسبون إلى أهل السنة والجماعة كبقية المسلمين ، فالمسلمون كلهم أولهم وآخرهم إخوة لهم ، والإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لم يبتدع شيئا خالف به سلف الأمة وأئمة المسلمين ، ولن يستطيع أحد أن يأتي من كتبه بمسألة عقدية واحدة تخالف ما عليه السلف الصالح ، مستشهدا بما كتبه لبعض علماء عصره لما تضاربت الأقوال من الناقلين عنه قال رحمه الله : " أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره ... " ، وهي رسالة مطولة تشبه العقيدة الوسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.