بالنظر إلى بنود الاتفاقيات الدولية وخاصة فيما يتعلق بمفهوم "العنف ضد المرأة" نجدها بعيدة كل البعد عن التعاليم الدينية والفطر السوية والقيم الأخلاقية ومنحصرة في كافة تفاصيلها فيما يتعلق بالانحلال الخلقي بكافة أشكاله وبلا تحفظات أو احترام لخصوصية المجتمعات، وخاصة المجتمع الإسلامي المحافظ مع "متلازمة تهميش الأديان"، إضافة إلى ما يتضمنه هذا البند من توصية عملية في تعامل المرأة مع كافة ألوان الشذوذ بحرية مطلقة وتجريم كل من يقف في وجهها، وإلغاء قوامة الرجل وولايته على المرأة، والمساواة بأدوار الرجل والمرأة، وحصر مفهوم العنف ضد المرأة: "في كل عمل لا تتفق فيه الإرادة بين الطرفين مبنياً على الجندر"…الخ من صور هذا البند . فكل ما يندرج تحت هذا البند بعيد كل البعد عن مشكلات المرأة الحقيقة والعنف الذي يمارس ضدها بالمفهوم الصحيح، وكل تلك الجهود الحثيثة في متابعة قضايا المرأة هدفها واحد: إخراج المرأة "المسخ" "المنسلخة" من كل ما يمت للدين أو الأخلاق والأعراف بصلة.! وإلا فأين قضايا العنف ضد المرأة من التناول الحقيقي خاصة ما تتعرض له الكثير من النساء في سجون الاحتلال الإسرائيلي أو الجرم الصفوي ضد أخواتنا السنيات العفيفات، وجميع أشكال الاعتقالات التعسفية الخالية من الدليل القطعي أو القائمة على مجرد الشبهة، وما يعقبه من ضرر نفسي أو معنوي وجسدي واجتماعي!، لا نرى لهم جلبة أو ركزاً، ولا تحرك فيهم القضايا من هذا النوع تعيين الجواسيس من بني جلدتنا المراقبين لنسب تحقق بقية الاتفاقيات "الجندرية"!. بل أين قضايا العنف ضد المرأة في هذه البنود من تجريم الإساءة إلى الأمهات، والأطفال، و"الصغيرات" إن لم تكن داعمة لهن في كل ما يعد انتهاكاً لأجسادهن والتوصية بتثقيفهن في كل ما يتعلق بأمور العلاقات وطريقة التخلص من الحمل المفاجئ.! وأين قضايا العنف ضد المرأة في الاتفاقيات الدولية من التوصية للمجتمعات بتوفير العيش الكريم للمرأة سواء بالوظائف اللائقة أو توفير الحكومات لدخل كريم يحميهن من الاستغلال والسقوط في براثن الجريمة في عجلة الحياة المتسارعة المتطلبات. وأين وأين ؟! الخلاصة: أن هذه الاتفاقيات جعلت من قضايا المرأة الحقيقية "هامشية"، ولا تعير لها بالاً، وإن فعلت فهو حبر على ورق ليس له سعي ملحوظ كبقية البنود الأخرى التي نجد لها صدى واسعا في محافلها والإشادة بها!، ومنطلقها هو الحرية المتجردة من كل ما يمت للدين والأخلاق والأعراف بصلة وحملت على عاتقها محاربتها ومحاربة المجتمعات المتحفظة على كثير من قرارتها التي لا تتناول قضايا المرأة ومعاناتها الحقيقية واحترام ثقافتها بل الانسلاخ منها ومحاربة من يناهضها ثم يدعون أن لديهم إحساس بقضايا المرأة في كل مكان!.