تعددت وتنوعت اهتمامات الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس إلا أن محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك كانت في صدارة أجندتها الإخبارية بالإضافة إلى مستجدات الأحداث في سوريا وليبيا والصومال. الصحف البريطانية نشرت صحيفة الجارديان مقالاً لكاتبها جوناثان جونز تحت عنوان "عندما التقى حسني بلويس السادس عشر"، شبه خلاله محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك بمحاكمة الملك الفرنسي لويس السادس عشر. وقسًم الكاتب الثورة المصرية إلى مرحلتين الأولى مع تظاهرات ميدان التحرير والثانية مع مشهد محاكمة مبارك. ورأى الكاتب أن الفراغ الظاهر في نظرات مبارك كان أقرب ما يكون إلى ذلك الفراغ في نظرات لويس السادس عشر وهو في طريقه إلى المقصلة. أما صحيفة الإندبندنت فقد تناولت المحاكمة من خلال رسم كاريكاتوري صور مبارك على سريره وراء القضبان ودون أي تعليق. الصحف الأمريكية شككت صحيفة واشنطن بوست على لسان كاتبها جاكسون دييك في عدالة محاكمة الرئيس المصري السابق في مقال بعنوان "هل يمكن لحسني مبارك أن ينعم بمحاكمة عادلة؟". ورأى الكاتب أن المحاكمة جاءت نتيجة حسابات سياسية متسرّعة، مشيراً إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يبحث من خلال هذه المحاكمة عن وسيلة لإرضاء مطالب ثوار التحرير من جهة والحركات الإسلامية السياسية من جهة أخرى. ومازلنا مع الصحف الأمريكية ولكن مع صحيفة إنترناشيونال هيرالد تربيون التي اهتمت بتطورات الأحداث المتسارعة في سوريا في موضوع تحت عنوان "قانون حماه الجديد" بقلم توماس فريدمان. ورأي الكاتب أن الصراع الدائر في أنحاء العالم العربي اليوم، هو الصراع بين قانون حماه القديم الذي سنّه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وبين قانون حماه الجديد الذي سنّه شعب خلع عنه ثياب الخوف الرثة. من جانبها ألقت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على جديد الشأن الليبي حيث استعرضت تصريحات سيف الإسلام القذافي والتي أعلن فيها أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيغير مسار الأمور لينشئ خلف الكواليس تحالفا مع عناصر من الإسلاميين المتشددين الموجودين بين صفوف الثوار بهدف طرد الذين يعتمدون الأفكار الليبرالية. الصحف الفرنسية خصصت صحيفة ليبراسيون صفحة الغلاف لمحاكمة مبارك، بالإضافة إلى افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "كيف يمكن محاكمة ديكتاتور؟". ووصفت الصحيفة المحاكمة بالانتقامية ورأت أنّ القضاء المصري اليوم لا يختلف في ممارساته عن تلك التي كان يقوم بها النظام المصري في السابق متسائلة عن هدف هذه المسرحية المثيرة للشفقة. صحيفة لوموند أولت اهتماماً ملحوظاً ببيان مجلس الأمن الدولي الذي صدر أمس حول سوريا، مشيرة إلى أن البيان قد دان استخدام العنف بحق المدنيين معبراً عن قلقه العميق وأسفه الشديد لسقوط ضحايا وداعياً في الوقت ذاته كل الأطراف إلى إنهاء العنف. الصحف التركية نشرت صحيفة زمان خبرا بعنوان "مبارك في القفص أمام القاضي"، أفادت فيه أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مثل لأول مرة يوم أمس أمام منصة القضاء. ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن مبارك وصل إلى قاعة المحكمة على سرير نقال بسبب مشاكله الصحية، واستمع إلى الاتهامات الموجهة إليه من وراء القضبان الحديدية ، ونفى التهم الموجهة إليه بالفساد وقتل المتظاهرين. وعلي صعيد ذي صلة اهتمت صحيفة ملليت بنفس الموضوع في خبر تحت عنوان "مبارك يرفض اللجوء السياسي إلى إسرائيل". وكشفت الصحيفة أن الوزير الإسرائيلي السابق بنيامين بن اليعازر قد اقترح على الرئيس المصري المخلوع اللجوء إلى إسرائيل إلا أن الأخير رفض هذا الاقتراح. فيما حظيت مستجدات الشأن السوري باهتمام صحيفة راديكال التي نشرت خبراً بعنوان "الدبابات تدخل حماه"، أفادت فيه أن عدد القتلى في مدينة حماه السورية اقترب من 200 شخص في غضون الأيام الأربعة الأخيرة. وكانت صحيفة صباح من أبرز الصحف التركية التي اهتمت بتطورات الأوضاع المأساوية في الصومال مشيرة توجه سفن محملة بالمساعدات تابعة للهلال الأحمر التركي إلى المناطق التي أصيبت بالمجاعة. الصحف الروسية صحيفة كوميرسانت علقت على محاكمة حسني مبارك في مقال تحت عنوان "حسني مبارك يرقد أمام المحكمة"، وأشارت فيه إلى السلطات الحالية في مصر لا تخفي أنها نظمت هذه المحاكمة بقصد تفادي المزيد من الاضطرابات الشعبية. وقالت الصحيفة أن أغلبية الخبراء يتوقعون أن يحكم على مبارك وغيره من المتهمين بالسجن لمدة طويلة مع مصادرة أملاكهم. وفي صحيفة كراسنايا زفيزدا تقرير تحت عنوان "أمد الحرب يطول"، جاء فيه أن 7 على الأقل من الثوار الليبيين قتلوا وأصيب 65 بجراح في اشتباكات مع القوات الموالية لمعمر القذافي في بلدة زليتان التي تبعد 160 كيلومترا شرقي العاصمة طرابلس.