يومٌ اهتز له حكام ليبيا وسوريا واليمن .. الصحافة الغربية : كتبت الأستاذة رضوى جمال في صحيفة (المصريون) المصرية أن محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال الأربعاء ، أثارت أصداء واسعة بوسائل الإعلام والصحافة الغربية التي حرصت على نقل تطورات المحاكمة لحظة بلحظة، واعتبرتها انتصارًا لإرادة الثوار الذين تمسكوا بحق محاكمة الرئيس المخلوع بجريمة قتل المتظاهرين. وذكرت صحيفة (الدايلي ميل) البريطانية ، أن قليلين هم الذين كان بإمكانهم تخيل وقوف مبارك ، أحد أقوى الرجال بالمنطقة وأهم حلفاء بريطانيا والغرب ، مكسورًا ومهانًا خلف القضبان الحديدية لقفص الاتهام أثناء محاكمته ، واصفة المشهد بأنه (غير عادي). وأضافت قائلة ، إنه على الرغم من شحوب لونه إلا أن مبارك ، والذي نجا من عده محاولات اغتيال سابقًا ، بدا متأهبًا وعلى عمى بما يجري من حوله. واعتبرت قرار القاضي بإيداعه المركز الطبي العالمي وتعيين أحد أطباء الأورام ضمن الفريق المعالج له ، مؤشرًا قويًا على صحة التقارير المشيرة إلى إصابة الرئيس المخلوع بالسرطان و التي لم يتم تأكيدها من قبل. بدورها ، وصفت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية محاكمة مبارك بأنها لحظة مفعمة بالرمزية المذهلة ، حيث تم تقديم العائلة التي لم يكن بإمكان أحد المساس بها إلى العدالة من قبل الديموقراطية الناشئة التي عملوا على سحقها سنوات عديدة. ووصفت الصحيفة محاكمة مبارك بأنه يوم احتفال للشعب المصري لكنه يوم اهتز له حكام ليبيا وسوريا واليمن الذين يواجهون ثورات كاسحة على غرار تلك التي أطاحت بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ، مشيرة إلى أن الحكام العرب أدركوا و هم يشاهدون محاكمة مبارك بأنه إذا تعثرت حكوماتهم فلن يقدم لهم احد العون. من جانبها ، لفتت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إلى الرمزية الهائلة للحدث ، قائلة إنه في منطقة طالما حدد مصيرها من قبل حكامها الذين كانوا يعتبرون شعوبهم غير جديرين بالحكم ، وقف أحد هؤلاء الحكام ليحاكم من قبل شعبه ، لافتة إلى أنه في هذا اليوم سقطت الهالة المحيطة بالسلطة ، ووقف الرئيس المخلوع حسني مبارك ذليلاً. ومضت قائلة ، إنه بهذه المحكمة تجسدت أصداء ملحمة ميدان التحرير في رجل واحد ، وهو حسني مبارك ، مشيرة إلى أن المشاعر التي اجتاحت المصريين لحظة المحاكمة تجلت فيها حالة الإحباط والخزي من الدولة التي طالما كانت تعامل شعبها على أنهم رعاع. ورأت أن محاكمة مبارك أصابت الحكام العرب بحالة من الشلل ، حيث أن مشهد محاكمة مبارك و أفراد أسرته مع كبار مساعديه سيجعل الحكام العرب أكثر ترددًا في التنحي، لافتة إلى أنه في نفس يوم محاكمة مبارك قام الرئيس السوري بشار الأسد بتصعيد حملة القمع بمدينة حماة قلب الانتفاضة السورية ضد نظامه. في حين وصفت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية محاكمة مبارك بأنها إنجاز تاريخي لمصر، لكنه قالت بان الضغط الشعبي الهائل للحصول على إدانات من شأنه أن يضر بالعدالة أكثر مما يفيدها ، مؤكدة أن ضغط المصريين بقوة من أجل سرعة المحاكمة ، يؤدي إلى إغفال الجوانب الأساسية للعدالة الانتقالية. وأضافت أنه في حال عجز المحققين عن جمع أدلة كافية لإدانة مبارك وباقي المتهمين فإن ذلك سيضع القضاة أمام أحد خيارين ، إما أن يقوموا بتبرئتهم وإنكار العدالة للأمة وهو ما سيثير غضب الجماهير ، أو إصدار أحكام إدانة لا تدعمها أدلة. من جانبها ، اعتبرت منظمة العفو الدولية تطورات محاكمة الرئيس المخلوع على مدى الأسابيع القادمة ستكون بمثابة اختبار هام لما قد يبدوا عليه مستقبل مصر ، مشيرة إلى أن مبارك الذي كان يومًا ما بمثابة (ملك) يواجه الآن عواقب أفعاله.