شكلت الخسائر البشرية التي لحقت بالقوات الأمريكية في أفغانستان في شهر أغسطس/ آب الجاري، أكبر حصيلة ما جعله الشهر الأكثر دموية لتلك القوات منذ بداية الحرب في أفغانستان قبل نحو 10 سنوات. فقد قتل في شهر أغسطس/ آب 66 جندياً أمريكياً، ما جعله يتفوق على قتلى شهر يوليو/ تموز عام 2010، الذي سقط فيه 65 جندياً أمريكياً وسقط نصف قتلى أغسطس/ آب تقريباً في حادثة واحدة، عندما تمكن المسلحون من إسقاط طائرة مروحية أمريكية في ولاية وارداك بوسط شرقي البلاد، يوم السادس من الشهر الجاري. وتبنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الحادثة، مشيرة إلى أنها نجحت في ذلك باستخدام قذيفة صاروخية. وفي تلك الحادثة قتل 30 جندياً أمريكياً، منهم 17 جندياً من عناصر فرقة النخبة البحرية "سيلز"، وهي أكبر خسارة في الأرواح للقوات الأمريكية في أفغانستان منذ بداية الحرب في أواخر عام 2010. وكان شهر يوليو/ تموز الماضي قد شهد مقتل 36 جندياً أمريكياً. وقبل هجوم أغسطس/ آب، كانت أكبر حصيلة للقتلى الأمريكيين في شهر واحد هي التي سجلها شهر يونيو/ حزيران الماضي الذي سقط فيه 47 جندياً. يشار إلى أنه في العام 2009، زادت الولاياتالمتحدةالأمريكية من قواتها في أفغانستان بنحو 33 ألف عنصر، وذلك رداً على الارتفاع في الهجمات من قبل المسلحين. وكان عدد القتلى من الجنود الأمريكيين خلال عام 2010 قد بلغ 499 عنصراً، بينما بلغ عدد القتلى من الجنود الأمريكيين قبل زيادة الوجود الأمريكي في أفغانستان حوالي 155 جندياً، وذلك في العام 2008. وتأتي الزيادة في القتلى الأمريكيين مترافقة مع تقليص الدول الحليفة في حلف الناتو لعدد قواتها، كما تأتي فيما تخطط الولاياتالمتحدة لسحب نحو 10 آلاف جندي من أفغانستان بحلول نهاية العام الجاري. يذكر أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إنهاء الوجود الأمريكي في أفغانستان مع نهاية العام 2014.