كابول - أ ف ب، يو بي آي - أفاد موقع «آي كاجواليتيز دوت أورغ» بأن حصيلة قتلى قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان بلغت 566 جندياً في 2011، بينهم 417 أميركياً و46 بريطانياً آخرهم في منطقة نهر السراج بولاية هلمند (جنوب) أمس. ورفع ذلك إلى 394 عدد الجنود البريطانيين الذين قُتلوا في أفغانستان، حيث ينتشر نحو 9500 جندي معظمهم في إقليم هلمند، منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001، ما شكل ثاني اكبر حصيلة للخسائر في هذا البلد بعد 711 جندياً عام 2010، لكنها بقيت اكبر من عام 2009 حين سقط 521 قتيلاً. أما عدد القتلى الأجانب منذ غزو التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة لهذا البلد من اجل إطاحة نظام حركة «طالبان» نهاية 2001 فبلغ 2846 جندياً. وفيما يقول قادة من «الأطلسي» إن «أعمال العنف تتراجع منذ تعزيز القوات ب 33 ألف جندي إضافي على الأرض عام 2010، زاد حجم الخسائر في 2011 سقوط 17 قتيلاً من عناصرها في انفجار سيارة مفخخة لدى مرور قافلة للحلف في كابول، وإسقاط مروحية في ورداك (غرب) في آب (أغسطس) الماضي، ما أدى إلى مقتل 30 جندياً أميركياً. لكن المدنيين الأفغان دفعوا الثمن الأكبر، وتسبب الهجوم الأكبر في سقوط 80 قتيلاً على الأقل في كابول في يوم عاشوراء مطلع كانون الأول (ديسمبر)، علماً أن الأممالمتحدة أعلنت تصاعد العنف، مع تكثيف «طالبان» هجماتها، وارتفاع عدد الضحايا بنسبة 15 في المئة في الشهور الستة الأولى من 2011 وصولاً إلى 1462 قتيلاً. وستصدر المنظمة الدولية تقريراً كاملاً في منتصف الشهر الجاري. ويتوقع الأفغان سقوط مزيد من القتلى في صفوف المدنيين مع تسليم الحلف مسؤوليات الأمن إلى القوات الأفغانية، في وقت بدأت التعزيزات الأميركية التي أرسلت قبل سنتين بأمر من الرئيس باراك أوباما لوقف الحرب، الانسحاب برحيل عشرة آلاف جندي، بينما سينسحب الباقون في الخريف المقبل. وستخفض دول أخرى قواتها قبل الموعد النهائي للانسحاب المحدد نهاية 2014. وكشف مسؤول عسكري غربي أن بعض الوحدات أبلغت بعدم شن عمليات هجومية بعد الآن، فيما رأى هارون مير، المحلل في مركز أفغانستان للبحوث والدراسات السياسية، أن «طالبان لم تعد تشتبك مع قوات الحلف لكن فصائل داخل المتمردين تسعى إلى استهداف المدنيين». وقال: «تتعمد طالبان استهداف المدنيين لترهيبهم، وإثبات أنهم لا يزالون ناشطين على رغم تعزيزات القوات الأجنبية، وقادرين على الإزعاج خصوصاً في المدن». وتسعى الأسرة الدولية إلى التوصل إلى حل سياسي للحرب، واتخذت خطوات لفتح مكتب للحركة، ربما في قطر، للسماح بإجراء محادثات سلام. وأعلن مير أن بعض أعضاء «طالبان» يرغبون في التفاوض، لكن آخرين مثل أولئك الذين يتمركزون على حدود باكستان قد يصبحون اكثر عزلة، ويشنون مزيداً من أعمال العنف. ميدانياً، وصل وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه إلى كابول في زيارة تستمر يومين لتفقد قوات بلاده في مناسبة رأس السنة، وإجراء محادثات مع الرئيس حميد كارزاي ووزير الدفاع الأفغاني الجنرال عبد الرحيم ورداك. وتأتي زيارة لونغيه إلى أفغانستان بعد يومين على مقتل جنديين فرنسيين برصاص اطلقه رجل يرتدي بزة الجيش الأفغاني في كابيسا (شرق)، ما رفع إلى 78 عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا في أفغانستان منذ نهاية 2001. وشهد الإقليم ذاته سقوط 3 مسلحين على الأقل وجرح 5 آخرين خلال عملية أمنية شملت منطقة تاغابن ونفذها ألف جندي أفغاني وأجنبي لتطهير مناطق من المسلحين.