استنكر عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء العلامة صالح بن فوزان الفوزان، تصريحات الكاتبة حليمة مظفر، التي اعترضت من خلالها على نظام إغلاق المحلات التجارية المقترح في الساعة التاسعة ليلاً. وقالت حليمة مظفر في مقالها الذي نُشر بصحيفة "الوطن": "إن المحال التجارية حين تقف في الغرب والشرق فإن أخرى ترفيهية تفتح بعدها وهي دور السينما والمسارح والسرك ودور الأوبرا وغيرها، يذهب الناس إليها ليرفهوا عن أنفسهم، فماذا سيعمل السعوديون بعد التاسعة لا مسرحيات ولا سينما ولا عرض سيرك ترفيهي ولا دور أوبرا، وهذا الأمر سيزيد من نسبة الفراغ الذي سيؤدي بالكثيرين إلى أحد أمرين. فإما استئجار شقق واستراحات لتزداد مساحة العزلة في الأماكن الخاصة التي يخشى منها أكثر، وإما سيذهب السعوديون إلى بيوتهم". ووجه العلامة الفوزان رسالة للكاتبة حليمة خلال مقال له على موقعه الرسمي، بأن المجتمع السعودي المسلم يختلف عن غيره من المجتمعات ، قائلا: "الحمد لله الذي نزه هذه البلاد مما ذكرت من هذه البلايا"، مذكرا إياها بأن بلادنا هي بلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين، وفيها مشاعر حجهم وعمرتهم ومضاعفة صلواتهم في الحرمين، فهذه البلاد هي بلاد التوحيد، ومنطلق الدعوة إلى الله سبحانه فلا يليق بها وجود ما يتنافى مع مهمتها، وهذه بلاد فيها تحكيم الشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتمسك بالإسلام. وأضاف أن المسلمين إذا أغلقوا محلاتهم سيذهبون إلى بيوتهم لرعاية أسرهم وحل مشاكلها وتربية أولادهم على الخير لتكون أسرا صالحة يتكون منها المجتمع الصالح، كما أنهم سينامون بعد ذلك ليقوموا آخر الليل لصلاة التهجد والوتر وصلاة الفجر، ثم ينطلقون إلى أعمالهم اليومية، متسائلا: "أين هو الفراغ يا حليمة؟". وطالب الكاتبة بأن تكتب عن تصور صحيح وتوجيه سليم للمسلمين، لتكون الكتابة مفيدة وبنّاءة وأن تؤمل بالمسلمين خيرا، منبها إياها أن قولها "إن المحلات التجارية تغلق لأداء الصلوات الخمس" بأن هذا مما تميزت به هذه البلاد عملا بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وقوله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ). واختتم العلامة الفوزان مقاله بأن المسلمين يجمعون بين أداء الصلاة في وقتها في المساجد وبين طلب الرزق بعد ذلك في أوقات طلبه كما قال تعالى (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ) وهذا نظام المسلمين بخلاف نظام الغرب، قائلاً "إنه الفرق بين الهدى والضلال والظلمات والنور".