وصل وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، إلى "سيتوي" عاصمة ولاية أراكان في ميانمار، ونظّم مائدة إفطار لنحو 4 آلاف شخص من مسلمي "الروهنجيا" في حي "أونا مينغلار"، وهو الحي الوحيد الذي يضم المسلمين في المدينة. وقال جاويش أوغلو – في تصريح للصحفيين عند وصوله مطار سيتوي، مساء الإثنين الماضي – إن تركيا لم تترك إخوانها المسلمين في أراكان لوحدهم إطلاقًا، وقدّمت لهم المساعدات الإنسانية والدعم القانوني، مشيرًا أن مسلمي الروهنجيا يرون ذلك ويدركونه ويشعرون به. وتمنى جاويش أوغلو أن تكون أراكان منطقة مزدهرة ومستقرة وآمنة في عهد زعيمها السياسي "أو ني بو"، معربا عن شكره للأخير حيال مساهماته في إتمام المشاريع التي تشرف عليها وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" في المنطقة. بدوره رحّب "ني بو" بزيارة جاويش أوغلو إلى بلاده، وأعرب عن شكره لتركيا حيال الدعم والجهود التي تقدمها للمنطقة، وخاصة المشاريع التي يتم تنفيذها بواسطة وكالة التعاون والتنسيق "تيكا". وانتقل الوزير التركي فيما بعد إلى مدرسة ودار للأيتام رممتها وكالة "تيكا" في "سيتوي"، وتفقّد أوضاع الأطفال الذين رحّبوا به بشكل كبير، ليتوجّه فيما بعد إلى حي "أونا مينغلار" ذو الغالبية المسلمة والذي تعرض للحرق والتدمير والتهجير جراء هجمات البوذيين على الأهالي عام 2012. ورحّب أهالي الحي بزيارة وزير الخارجية التركي لهم، وقام الأخير بالاستماع لهمومهم والمشاكل التي يعانون منها في البلاد، وأكد لهم بأن تركيا لن تقطع دعمها ومساعداتها لمسلمي الروهنجيا والمنطقة إطلاقًا، في إطار الجهود الرامية لتنمية وتحسين المنطقة. وأشار جاويش أوغلو إلى لقائه وزيرة الدولة المسؤولة عن الشؤون الخارجية في ميانمار "أونغ سان سو تشي" على هامش زيارته للعاصمة "نايبيداو"، مبينًا أنه أعرب خلال اللقاء عن أمل بلاده بأن تمنح السلطات الميانمارية حق الحصول على الجنسية للمسلمين في ولاية أراكان. وشدّد جاويش أوغلو على أن بلاده ستواصل دعمها لمشاريع التنمية في المنطقة دون أي تمييز، وقال مخاطبًا الأهالي: "نحن نؤمن بأن إخواننا المسلمون يستطيعون العيش مع البوذيين في وئام هنا، وأحضرت لكم السلام من الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، ومن الشعب التركي كله، نحن لن نترككم لوحدكم أبدًا، ونأمل أن تتعزز وتتعمق العلاقات بين تركيا وميانمار بشكل أكبر". وشارك جاويش أوغلو فيما بعد، بمائدة إفطار أشرف على تنظيمها في مسجد بحي "أونا "، وتناول إفطاره برفقة 4 آلاف مسلم من أهالي الحي، وأدى صلاة المغرب معهم. وكان وزير الخارجية التركي التقى الاثنين الماضي، نظيرته في ميانمار "أونغ سان سو تشي" بالعاصمة "نايبيداو"، وأعرب في مؤتمر صحفي مشترك معها عن امتنانه من الخطوات التي أقدمت عليها حكومة ميانمار الجديدة، بشأن حل مشاكل مسلمي الروهينغيا، ومنحهم حقوقهم في المواطنة، مبدياً استعداد بلاده للتعاون مع الحكومة المركزية، وتقديم الدعم للخطوات الإيجابية في هذا الخصوص. جدير بالذكر أنّ حكومة حزب الاتحاد الوطني الديمقراطي الذي فاز في الانتخابات البرلمانية التي جرت في نوفمبر من العام الماضي، تعتبر الحكومة المدنية الأولى بعد 54 عاماً. وتعرض مسلمو الروهنجيا في ميانمار(بورما) منذ استقلالها عام 1948 لسلسلة مجازر وعمليات تهجير ليتحولوا إلى أقلية مضطهدة بين أكثرية بوذية وحكومات غير محايدة.