الطفاية تعني السلامة يعتبر علمُ السلامة من العلوم الحديثة على مستوى العالم، ولذا فإن كثيراً من الناس لديهم أوهام متعلقة بهذا العلم، في هذه الزاوية سنتطرق لبعض هذه الأوهام التي يعتقد البعض أنها حقائق ثابتة. تحدثت إلى مجموعة من الزملاء حول السلامة المنزلية؛ فبادر أحدهم إلى التأكيد أنه حريص كل الحرص على السلامة المنزلية، حيث إن لديه طفاية وصندوق إسعافات أولية. إن حصر السلامة المنزلية في وجود طفاية وصندوق إسعافات هو خطأ كبير سبق أن أشرت إليه في مقال سابق بعنوان "علم السلامة.. والطفاية". لكن استوقفني أمرٌ آخر أشد خطورة من سابقه؛ فبادرت صاحبي "راعي الطفاية" بأسئلة أحسب أنه لم يتوقعها: * متى كان آخر مرة فحصت فيها الطفاية؟ * ما نوع الطفاية التي لديك؟ * متى آخر مرة تدربت على استخدام الطفاية؟ * ما حجم الحريق الذي يمكن لهذه الطفاية أن تقضي عليه نهائياً؟ أصدقكم القول إن صاحبي حارَ جواباً في هذا الأمر، وهنا أعيد توجيه الأسئلة لكل مَن يتفاخر بوجود طفاية لديه في المنزل فهل يستطيع الإجابة؟ إن وجود الطفاية في المنزل ليس آخر المطاف، فهناك أربعة أمور يجب أن تلتزم بها حتى تستفيد من هذه الطفاية وهي: * أولاً: فحص الطفاية شهرياً على الأقل، وهنا يجب أن تعرف كيف تفحصها لتتأكد من صلاحيتها. * ثانياً: يجب أن تتأكد أن الطفاية التي لديك مناسبة للحريق قبل استخدامها، وإلا فإن استخدام طفاية البودرة مع حريق زيوت الطبخ قد ينتهي بكارثة. * ثالثاً: أن تكون مُدَرباً على استخدامها، وآمل ألا تعتبر التدريب الذي أخذته في المدرسة قبل خمسة عشر عاماً صالحاً إلى الآن، بل يجب أن تتدرب سنوياً على الأقل. * رابعاً: يجب أن تُدرك تماماً أن استخدام الطفاية مرهون بقدرتها على القضاء على الحريق تماماً، فإن كان الحريق كبيراً جداً فلا تغامر بمحاولة القضاء عليه، ويمكن استخدام الطفاية لفتح طريق الهروب من الحريق، أيضاً إذا كان الطريق قصيراً ويمكن للطفاية أن تفتح الطريق. هذه الاحتياطات التي ذكرتها أعلاه ليست عبثية أو تعجيزية ولكنها لسلامتك، فقد نشرت الجمعية الوطنية للحماية من الحريق (NFPA) دراسة عام 2008 م تقول إن 43% من مصابي حوادث الحرائق المنزلية في الأعوام 2002م إلى 2005م كانوا يحاولون إطفاء الحريق أو إنقاذ شخص ما. وهنا نرى أن محاولة إطفاء الحريق دون التأكد من الجاهزية لذلك قد تتسبب بالإصابة أو الوفاة، خاصة إذا لم تتوفر كواشف دخان في المنزل، فإن اكتشاف الحريق قد يكون متأخراً وبالتالي تصعب مقاومته من الأساس. لذا ننصح بتأمين المنزل بكواشف دخان تُنذر بوجود الحريق خلال وقت كافٍ للهرب خاصة للأطفال والنساء وكبار السن، وبعد تأمين الإنسان -وهو أغلى ما نهتم له- يمكن التفكير بمقاومة الحريق إذا توافرت الشروط السابقة. دمتم في رعاية الله .. م. علي أحمد الحميد استشاري السلامة والصحة المهنية @alialhumaid