نقص الأكسجين يسبب كتمة! يعتبر علم السلامة من العلوم الحديثة على مستوى العالم؛ ولذا فإن كثيراً من الناس لديهم أوهام متعلقة بهذا العلم، في هذه الزاوية سنتطرق لبعض هذه الأوهام التي يعتقد البعض أنها حقائق ثابتة. يواجه العاملون في الصناعة وبعض الأعمال الخدمية خطر التعرض لنقص الأكسجين عند دخولهم بعض المواقع سيئة التهوية. عندما نتكلم عن نقص الأكسجين فإننا لا نعني وجود غازات سامة فهذه خطر آخر له حسابات أخرى. يوجد الأكسجين في الجو بنسبة 21% تقريباً، ومع نقص هذه النسبة تبدأ مخاطر الاختناق والوفاة. كل هذه المعلومات قد لا تشكل شيئاً مهماً لكم، لكن الأهم هو ما سأذكره في الأسطر القادمة. يعتقد معظم الناس أنه عند دخول مكان تنخفض فيه نسبة الأكسجين فإنه سيشعر بكتمة وصعوبة بالتنفس؛ ومن ثم سيتمكن من الخروج مباشرة. كل هذا وهم يا سادة. إذا دخل الإنسان موقع نسبة الأكسجين فيه منخفضة فقد يحس بأعراض كثيرة حسب نسبة الأكسجين، لكن مع الأسف ليس من بينها ضيق التنفس، أو الكتمة كما يسميها البعض. هذا الوهم كان سبباً في وفاة كثير من الناس؛ لاعتقاده بأن الأنف والجهاز التنفسي هو جهاز لقياس نسبة الغازات؛ ومن ثم فإنه سيعطيه إنذاراً بنقص الأكسجين بينما الأمر مختلف، فالجهاز التنفسي هو جهاز سحب غازات فقط، يسحب الغاز من الجو المحيط وينقل للدم كل المكونات الضارة التي لم يخلق لإزالتها أصلاً. كيف يمكن لهذه المعلومة أن تؤثر عليك؟ لو دخل أحدهم منزله ووجد رائحة تسريب لغاز الطبخ، فليس بالضرورة أن الوضع آمن لكي يدخل ويبحث عن مصدر التسريب لإغلاقه فإن كانت نسبة الأكسجين قليلة جداً داخل المطبخ فربما لا تكفي الخطوات للوصول لمصدر التسريب وإغلاقه. وكذلك لو حدث حريق في المنزل فإن البعض قد يعمد إلى محاولة إطفاء الحريق سواء باستخدام الطفاية أو غيرها من الوسائل الصحيحة أو الخاطئة، خلال فترة محاولة الإطفاء قد تنخفض نسبة الأكسجين بشكل سريع تؤدي لاختناق صاحب المنزل؛ ولذا نلاحظ أن رجال الإطفاء المدربين لا يدخلون مواقع الحريق إلا بأجهزة تساعد على التنفس احتياطاً لهذا الأمر. ولهذه الأسباب السابقة وغيرها فإن أجهزة كشف مستوى الأكسجين يجب أن تكون حاضرة دائماً في المواقع الصناعية، وكذلك الجهات الخدمية حيث نرى في الصحف تكرار وفاة العمالة أثناء تنظيف الخزانات بشكل عام، وخزانات الوقود بشكل خاص، وكذلك وفاتهم عند عملهم في الصرف الصحي؛ نظراً لانخفاض مستوى الأكسجين، وارتفاع نسبة الغازات السامة في مثل هذه المواقع. نسأل الله لنا ولكم السلامة.. م. علي أحمد الحميد استشاري السلامة والصحة المهنية @alialhumaid